رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحديات تواجه عمران خان رئيس وزراء باكستان الجديد

عمران خان
عمران خان

تشهد باكستان مرحلة سياسية جديدة، بتولي عمران أحمد خان نيازي، لاعب الكريكيت العالمي، رئاسة وزراء باكستان بعد نجاح حزب حركة الإنصاف بقيادته في حصد 120 مقعدًا في الانتخابات البرلمانية التي أجريت مؤخرًا، ليدخل هذا البلد الآسيوي اعتبارًا من اليوم تحت قيادته مرحلة سياسية وظهور وجوه جديدة في المسرح السياسي الذي سيطر عليه لزمن طويل حزب نواز شريف (الرابطة الإسلامية) وحزب الشعب الإسلامي الذي يقوده بيلاوال نجل بنظير بوتو رئيسة الوزراء الراحلة.

وباكتمال ثلاثية الشهرة والثروة والنفوذ في مشوار حياة عمران خان، بات اليوم هو البطل الرئيسي والمتصدر للمشهد السياسي الباكستاني، والمسئول الأول عن مواجهة الأزمات الداخلية والخارجية، وفي مقدمتها قضية الاقتصاد والديون التي تعاني منها البلاد، وقضايا الفساد التي انتشرت في الآونة الاخيرة، واتهم فيها مؤخرا عدة شخصيات وعلى رأسها نواز شريف، رئيس الوزراء السابق.

ملف العلاقات الخارجية الباكستانية مفعم بالعديد من القضايا الشائكة التي يتعين على "خان" معالجتها بحكمة، وأهمها علاقة باكستان بالولايات المتحدة الأمريكية والمتوترة منذ العام الماضي، بعدما علقت أمريكا مساعداتها العسكرية لباكستان، والتي تقدر بحوالي مليار دولار بدعوى أن باكستان فشلت في القضاء على الجماعات الإرهابية داخلها، وتهديد البيت الأبيض بإعلانها دولة راعية للإرهاب، إلى جانب انتقادات خان للضربات الأمريكية ضد طالبان في أفغانستان.

وتمثل قضية إقليم كشمير محل النزاع المزمن بين الهند وباكستان منذ تقسيم شبه القارة الهندية في عام 1947، مشكلة أخرى حيث دخلتا، وهما قوتان نوويتان حاليا، في حرب أكثر من مرة حول إقليم كشمير ذي الأغلبية المسلمة البالغة 60% من سكان الإقليم.

وملامح المرحلة الجديدة في باكستان يبدو فيها تقارب باكستاني روسي هادف لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة، كما يبدو فيها رغبة في توطيد العلاقات مع أفغانستان الذي ينتمي أغلبه لقبيلة الباشتون التي ينحدر منها خان، والذي صرح سابقا بأنه يريد فتح الحدود مع كابول مثلما يفعل الاتحاد الأوروبي، ونادى بضرورة التفاوض مع حركة طالبان وتحسين العلاقات مع إيران لتخفيف التوترات في المنطقة.

وبسبب توغل الاستثمارات الصينية الحالية والمستقبلية في الاقتصاد الباكستاني والمتوقع تنفيذها في إطار خطة الحزام والطريق التي تنفذها الحكومة الصينية، والتي تقدر بملايين الدولارات، فإنه من الصعب إجراء أي تغيير في هذه العلاقة المشتركة بين البلدين، وسيحرص خان على بقاء علاقات باكستان مع الصين بقوتها الحالية.

"خان" من مواليد 25 نوفمبر 1952، وهو بطل العالم في الكريكيت سابقًا، والرئيس الحالي لحركة إنصاف الباكستانية، وكان عضوًا في الجمعية الوطنية لباكستان من 2013 إلى 2018، وهو المقعد الذي فاز به في الانتخابات العامة عام 2013، وعمل في الأنشطة الخيرية، كما ارتفع شأن حركة الإنصاف التي يرأسها وزادت شعبيتها منذ عام 2011 لتساوى الحزبين الرئيسيين وتفوقت عليهما بأغلبية في الانتخابات العامة الباكستانية عام 2018.

ولعب "خان" لصالح فريق الكريكيت الباكستاني من 1971 وحتى 1992، وبعد تقاعده من لعبة الكريكيت في نهاية بطولة كأس العالم عام 1987 استدعي مرة أخرى للانضمام إلى الفريق عام 1988، وبينما كان في التاسعة والثلاثين قاد زملاءه في الفريق لتحقيق الفوز الأول والوحيد لباكستان ببطولة كأس العالم عام 1992.

وأسس ورأس في أبريل 1996 حركة الإنصاف الباكستانية، وهى حزب سياسي برز في 2011، وكان النائب الوحيد عنه الذي انتخب للبرلمان، وقد مثل مدينة ميانوالي كعضو في الجمعية العامة من نوفمبر 2002 وحتى أكتوبر 2007، وقد أسهم خان من خلال جمع التبرعات من حول العالم في بناء مركز أبحاث ومستشفى سرطان شوكت خانوم التذكاري عام 1996، وكلية نامال في ميانوالي عام 2008.