رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"عم رمضان": قررت أن أكون عونًا للفقراء.. و"طفلة" هي السبب

جريدة الدستور

تتوافد الأسر خلال هذه الأيام، على محال الجزارة لشراء مخزونهم من اللحم، حتي تصنع الوجبة الرئيسية في المنازل المصرية بالعيد، الفتة ذاك الطبق الذي يجتمع حوله كل قريب وبعيد.

لحوم معلقة، ملوفة بقماش أبيض شفاف، ليمنع عنها الفساد الذي سيسببه لها ارتفاع درجة الحرارة، ويحميها ويحمي زبائنه من الشمس بسرادق كبير يخفي جوانب المحل الخاص به، لا يحتاج "عم رمضان" صاحب محل براريز، أحد محال الجزارة في منطقة المنيب، إلى لافتة ليقدم إليه الزبائن، فكل من يقطن المنطقة يعرف جيدًا عم رمضان واللحم الذي يبيعه.

وقفت "أم حنان" على بعد خطوات بسيطة من المحل تسترق النظر إلى شكل اللحم الذي لا تتناوله عادة، إلا أن "عم رمضان" يعرفها جيدًا فهي تمر عليه كل شهر لتحصل على رزقها من اللحم.

أوضح عم رمضان لـ"الدستور" أنه قرر أن يكون في عون الفقراء، وأن يوفر لهم تلك الوجبة التي لا يتناولونها إلا في أحلامهم، فكلما مر عليه فقيرًا أعطاه ما يقسمه له الله من اللحم.

"طفلة هي اللي خلتني أعمل كده"، قص "رمضان" قصته مع إحدى الأطفال التي كانت تمر مع جدتها بجوار المحل فسألتها عن أكياس الدم المعلقة، فأخبرتها جدتها أن هذه تدعى لحمة، فسألتها الطفلة بمنتهي البراءة "يعني إيه لحمة؟"، فأجابها عم رمضان دي أن طعمها طيب جدًا، وأنه سيعطيها منها.

وتابع أنه منذ ذلك الحين قرر أن يكون في رزقه شيء للفقراء، بغض النظر عن الكمية فالله هو من يرزقهم بها، لكنه كان يعطي اللحم لأي فقير يمر به، أما الآن فقد ازدادت خبرته، وأصبح يدرك الفرق بين الفقراء والمتسولين، فهو لا يعطي متسولًا بل يعطي فقيرًا.