رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث أثرى يوضح مراحل تحنيط المومياوات

جريدة الدستور

يمثل التحنيط علامة بارزة من علامات الحضارة المصرية القديمة، ويعبر عن خبرة متميزة في علوم الطب والتشريح والكيمياء وغيرها.

وكلمة "تحنيط" تشير إلى معالجة الجسد بمواد عطرية وغير عطرية، بما يؤدي إلى الحفاظ عليه في حالة جيدة، وربما كانت البداية الأولى لعلاج الجسد هي تلك التي تعرف بـ "التصبير"، أما التحنيط الذي يمثل العلاج الشامل للجسد فقد عرف في الإنجليزية بـ(Mummification)، ولهذا أصبح الجسد المعالج يعرف بـ (Mummy).


يقول الباحث الأثري مجدي شاكرة في تصريحات لـ"سبوتنيك": "إن الاعتقاد السائد حول سبب تسمية الجسد المعالج بـ"مومياء" هو أنها مشتقة من الكلمة الفارسية "موميا Mummia"، والتي تعني القار "البيتومين"، اعتقادا ممن أطلقوا هذا المسمى بأن القار كان من بين المواد الرئيسية التي استخدمت في التحنيط، عندما لاحظوا سواد لون بعض المومياوات، وإنه اتضح بعد الفحص والتحليل أن القار لم يستخدم في تحنيط المومياوات المصرية.

ومارس المصري القديم التحنيط في إطار إيمانه بحياة ما بعد الموت، حياة أبدية لا موت بعدها، فسعى إلى اتخاذ كل الوسائل اللازمة للحفاظ على جسده سالما لا يمس، ثم أبدى اهتماما شديدا بالجسد خصوصا في لفه بالحصير، ووضعه في تابوت من أعواد النباتات، ثم تطورت عملية الحفاظ على الجسد إلى أن وصلت إلى التحنيط، وأصبحت التوابيت تصنع من الخشب، أو تشكل من الأحجار، وامتلأت المقابر بالأثاث الجنائزي وأدوات الحياة اليومية، والقرابين من طعام وشراب ليستخدمها المتوفى عندما يبعث في العالم الآخر.