رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على طريقة نادية الجندي.. الجزارات: البيع اختصاصات ومهام

 نادية الجندي.
نادية الجندي.

نساء المدبح: إذا ضايقنا رجل الرجال ستقف له قبل النساء
أم محمد الجزارة: البيع اختصاصات ومهام

لم يختلف فيلم "المدبح" الذي كانت بطلته نادية الجندي، عن واقع "المدبح" اليوم، إلا في الملابس التي أصبحت تكتسي باللون الأسود أكثر والألفاظ المستحدثة، ما إن تدخل منطقة "المدبح" بالسيدة، حتى ترد عليك السلام بالرائحة المعروفة والمحببة إلى هواة أعضاء الحيوانات، ومحبي اللحم الضأن، بين لحوم طازجة معلقة على الخطافات وفواكه اللحوم بين لحم الرأس، والأمعاء التي تحشى بالأرز أو اللحم المفروم، ويبلغ سعر الكيلو منظف والكبد والكلاوي، والتي تعد من أغلى ما يخرج من الحيوانات المذبوحة، وكذلك أرجل العجول التي تطهى "كوارع"، وتجولت«الدستور» في مذبح السيدة زينب لمعرفة أسعار وخبايا المذبح وحكايات سكانه.

أم محمد:
ولدت أم محمد في "المدبح" منذ قرابة النصف قرن، لأب كان يعمل في أحد محلات الجزارة، وورثت منه المهنة كونه لم يلد ذكورا، ومنذ صغرها وهي ماهرة في الذبح والسلخ والتجارة، "أم محمد" التي ما إن تراها حتى تدرك أنها في مأمن من غدر رجال المذبح، صوتها عالي ومفتولة الجسد، وحولها بنات من العائلة ترعاهن، تبيع ولا تقبل الفصال، بل وتسب بعض الزبائن "السعر مكتوب واللي معهوش ميلزموش"، وهذا ما كان سببا في ذهاب البعض بعيدا عنها، ولكن رغم هذا التف آخرون.

وسألت محررة "الدستور" أحد الزبائن الذي يبدو أنه يشترى منها دائما، كونها اختارت له قطعة مميزة من الكبد المنثورة أمامها، فقال:"الست أم محمد، تديك عنيها، لكنها سليطة اللسان لزوم تواجدها في المدبح، هنا مفيش مكان للضعف، والسكينة تسبق العقل، وهي بتجيب من الآخر في السعر فلا مجال للفصال"، وحول إن كانت هناك اختصاصات في البيع أجابت أم محمد "أجل، توجد هناك بعض النساء اللواتي يعملن بالممبار، لأنه أسهل في التقطيع والتنظيف شغلة نسائية بحتة"، بلهجة ترفع وسخرية من النساء اللواتي يعملن فقط في تنظيف أمعاء الحيوانات.

أم مها:
ترتدي "أم مها" عباءة سوداء، ولها بشرة قمحية، وتداري شعرها بغطاء رأس فشل في مدارة براءة ملامحها وهي تجلس بالقرب من "أم محمد" دون اختلاط بها، حولها ثلاثة أطفال أبنائها من زوجها المتوفي، وقالت إنها تعيش بالقرب من المذبح، نزلته قريبا، وتخصصت في تنظيف الأمعاء حتى تكون جاهزة للطهي، وسألتها محررة «الدستور» هل قامت بذبح حيوان من قبل، فأجابت بالنفي، وأنها تكتفي بالجلوس تحت شمسية بدائية الصنع وحولها "جركن ماء" وسكين صغير للتنظيف، وقالت إن كيلو الممبار بـ 40 جنيها.

وأكد بائعو اللحوم وأصحاب المحلات، انخفاض الإقبال على الشراء في هذه الأيام، ويعد هذا الإقبال الضعيف الأول من نوعه منذ سنوات عديدة.

وقال أحد البائعين في المذبح، إن أسعار اللحمة ارتفعت في هذه الفترة، فسعر اللحم الجملي 120 جنيها واللحم البقري بـ 140، والضاني بـ 150، والجدي بـ 150، واللحم السوداني بـ85 جنيها.

فيما سجلت الكرشة أسعار متفاوتة، فالواحدة بـ 10 و15 و20، وسعر قطعتي الفشة بـ 15 جنيها، والرأس بـ 30 جنيها، بينما بلغ سعر الكبدة الضاني 95، والكبدة البلدي بـ 110، ووصل سعر الكوراع إلى 35 جنيها والثلاثة بـ 100 جنيه.

وبالنسبة لأسعار الذبح، قال باسم أبو عزيز، إن ذبح العجل يصل إلى 700 جنيه، والخروف بـ 200 جنيه والجدي بـ200 جنيه، إلا أن كان لسيد رأى آخر، فوصل ذبح الخروف بـ150 جنيها والعجل بـ 1500، وحددت "أم محمد" ذبح العجل ب 2500 جنيه.

بينما وصلت أسعار العظم 25 جنيها، وهو ما يُباع لشركات مستحضرات التجميل، التي تصنع منه حمامات كريم للشعر من النخاع، وكذلك صناع أزرار القمصان باهظة الثمن، ومصنعي الغراء، ويسحبه متخصصون في أشولة، وهم المسئولون عن توزيعه على هذه الأماكن.

ويبدأ أسعار بيع الخروف من 3000 جنيه، حيث يصل الكيلو من 70 إلى 75 جنيها، بينما ارتفعت أسعار العجول لتسجل أعلى من 10000 جنيه.

ويشكو الجميع من الانخفاض الملحوظ في هذه الفترة من الإقبال على شراء اللحوم، في ظل الارتفاع الملحوظ في الأسعار.