صور.. آلاف الأقباط يحتفلون برحلة العائلة المقدسة فى أسيوط
يحتفل الأقباط الأرثوذوكس والكاثوليك بجبل درنكة بصيام العذراء تزامنا مع ذكرى لجوء العائلة المقدسة إلى مصر واحتمائها بمغارة جبل أسيوط الغربي هربا من بطش الرومان.
أعلى جبل درنكة تحتل الكنيسة الأثرية بدير السيدة مريم العذراء حيث يسير الرواد صعودًا قرابة الكيلو ونصف الكيلو متر في محاولة للصعود إلى أعلى الدير وصولًا إلى الكنيسة الأثرية ومقر الاحتفالات بولد العذراء وانتظار الدورة والصلاوات الدينية برئاسة الأنبا يؤانس مطران أسيوط وتوابعها.
ووسط ممرات الدير تجد "أم روماني" من مركز منفلوط سيدة بسيطة تفترش طريق الصعود إلى الدير وبصحبتها أطفال صغار يلهون وسط فرحة عارمة حاملين الحلوى في أيديهم.
وفي أعلى الدير وعلى بعد أمتار من المغارة التي احتمت بداخلها العائلة المقدسة خلال فترة تواجدها بدير درنكة بأسيوط تقع المقبرة التي وضع بداخلها جثمان الأنبا ميخائيل عميد الأساقفة الأرثوذكس وشيخ المطارنة ومطران أسيوط المتنيح حيث يسطف المئات من رواد الدير على ضريح الأنبا ميخائيل للتبرك والدعاء وتلاوة بعض آيات الكتاب المقدس وطلب الغفران وسط تساقط الدموع فيما يقوم البعض الأخر بالتبرك من المقتنيات الأثرية التي تم وضعها في دولاب زجاجي للعرض على زوار الدير.
وفي ساحة المغارة الأثرية تجد الزوار يجلسون ليستمتعوا بالروحانيات الدينية التي تملأ أركان المكان أو زيارة الأماكن الأثرية والدينية بالدير بينما يجلس العديد في ساحة الدير للاستماع إلى الترانيم والأغاني الدينية من الكورال الخاص بالدير.
كما يحرص زوار الدير على إشعال الشموع أسفل أيقونة السيدة العذراء والسيد المسيح تبركا بها.
وأمام أيقونة العذراء يقف الزوار ليشعلوا الشموع ويهمهمون بآلامهم وأوجاعهم ويطلبون أمانيهم أملين في تحقيقها وسط لحظات من السكون والتأملات الروحانية التي لا يستطيع أحد أن يزعجهم فيها.
يشهد محيط دير السيدة العذراء بجبل درنكة إجراءات أمنية مشددة لتأمين الاحتفالات بالدير حيث وضعت مديرية أمن أسيوط بوابات إلكترونية علي مداخل ومخارج الدير وعلى الطرق المؤدية إليه للكشف عن الأسلحة والمعادن بالإضافة إلى التفتيش الزاتي للمترددين على الدير.
كما فرضت كردونا أمنيا في محيط الدير وتم منع دخول السيارات بمسافة تبعد نحو 2 كيلو مترا من محيط الدير إلا المصرح لها من قبل الدير كما تم منع إقامة الخيام القماش بالأرض أمام الدير أو في الأماكن الملحقة بالدير واقتصار إقامة الاحتفالات الطقسية داخل دير العذراء.
وفي الوقت نفسه أجرت إدارة مرور أسيوط عدة تحويلات مرورية بطريق أسيوط الغنايم الغربي وذلك لتيسير عملية سير سيارات الزائرين المشاركين في احتفالات صيام العذراء بجبل درنكه ولمنع الازدحام والتكدس المروري.
يقوم الأنبا يؤانس مطران أسيوط وتوابعها برئاسة قداس الصلاة بصفة يومية ومن خلفة الأباء والشمامسة ثم تلاوة التسابيح والترانيم الدينية.
وفي تمام السادسة مساء تخرج "الدورة" زفة الأيقونة بقيادة الأنبا يؤانس ومن خلفه الأباء والشمامسة حالين الصليب وصورًا للسيدة مريم العذراء والسيد المسيح ويطوفون الدير من الداخل ومن خلفهم زوار الدير.
وفر العاملون بالدير ما يقرب من 30 سيارة ما بين أتوبيس وميكروباص لنقل المواطنين من كبار السن والمرضى والأطفال من أسفل الدير إلى أعلاه تسهيلًا وتيسيرا عليهم ودون أجر مالي.
وجّه الأنبا يوأنس أسقف أسيوط تعليمات مشددة لفرق الكشافة التابعة للدير بضرورة اليقظة والتعامل الجيد مع الزائرين وتوفير سبل الراحة لهم وتقديم جميع سبل الدعم.
قال عثمان الحسينى مدير عام الهيئة الإقليمية للتنشيط السياحة بأسيوط إنه تم تشكيل لجان وغرفة عمليات لمتابعة الاحتفالات والتنسيق مع الجهات المختلفة بالإضافة إلى توزيع هدايا وشنط سياحية على زوار الدير خلال الاحتفالات لتعريف فئات المجتمع بالأماكن الأثرية داخل المحافظة والتى تمثل حضارات مختلفة.
وأضاف مدير الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة إن مولد السيدة العذراء بجبل درنكة يعد من أهم الموالد التى يتم الاحتفال بها فى أسيوط وتشهد إقبالا كثيفا من الزائرين "مصرين وأجانب" بمختلف أطيافهم مسلمين ومسيحيين يتجاوز عددهم المليون و200 ألف زائر على مدار الأسبوعين وذلك للتعرف على المكان الذى لجأت إليه العائلة المقدسة ومنه انطلقت رحلة العودة إلى فلسطين.
يشار إلى أن دير السيدة العذراء، هو واحد من أهم المزارات الدينية والسياحية بمحافظة أسيوط، ويقع على مسافة 120 مترًا عن مستوى سطح الأرض بالجبل الغربي، ويبعد عن مدينة أسيوط نحو 9 كيلومترات.
وتعود أهمية دير العذراء، إلى احتضانه العائلة المقدسة بأسيوط، حيث لجأت السيدة مريم وابنها المسيح عيسى عليه السلام، وهو طفل صغير، وبصحبة القديس يوسف النجار، إلى هذا المكان، عقب هروبهم من بيت لحم بفلسطين، واتجاههم نحو سيناء بمصر حتى وصلوا إلى جبل درنكة، والإقامة بمغارة فيه، خوفا من أن تصل يد الرومان إلى السيد المسيح، وتبطش به.
ويوجد بدير درنكة مجموعة من الكنائس أقدمها كنيسة السيدة العذراء المغارة، وطول واجهتها 160 مترا وعمقها 60 مترا، وهذه المغارة ترجع إلى نحو 2500 سنة قبل الميلاد، وهناك كنيسة السيدة العذراء المنارة، وكنيسة ماريوحنا، وكنيسة الميدان، وكنيسة النجمة، وكنيسة الصليب.
وعلي بعد أمتار من دير السيدة مريم العذراء يحتفل الأقباط الكاثوليك برئاسة الأنبا كيرلس وليم مطران الأقباط الكاثوليم بأسيوط بمولد السيدة العذراء في كنسية ومزار سيدة الانتقال بدير درنكة للأباء الفرنسيسكان الأقباط الكاثوليك.
وفي مدخل الدير وأسفل الكنيسة تستقر المغارة الأثرية التي مازالت محاطة الأيقونات المقدسة والقائمة علي الجدران القديمة حيث يحرص الألاف علي زيارتها في كل عيد حيث تتكون من عدة غرف والتي من المحتمل إن العائلة المقدسة قد قضت بها بضع ساعات أو أيام في أثناء عودتها إلى فلسطين.
وتحتوي كنيسة المغارة على جزء من حجر بيت السيدة العذراء مريم بالناصرة بفلسطين وحجر من مدينة أورشليم القديمة وصورة من مخطوط قديم يروي تفاصيل رحلة العائلة المقدسة.
دشن القائمين علي الدير أول بانوراما كاملة عن المحطات والأماكن التي مكثت بها العائلة المقدسة بمصر حيث تصور 22 مكان زارته العائلة المقدسة ويستطيع الزائر أن يرا كل محطات وأماكن مرور العائلة المقدسة من خلال غرفة علي شكل ساعة وذلك داخل البانوراما.
• بقايا مرسي المراكب التي إستخدمتها العائلة المقدسة في العودة
يضم دير العذراء سيدة الانتقال جزء حجري من بقايا مرسى المراكب الذي كان يستخدم في وقت الفيضانات وهو المكان الذي من المحتمل أن تكون العائلة المقدسة قد استخدمته في طريق عودتها إلى فلسطين عن طريق أحد المراكب المستخدمة في هذه المنطقة.
وفي تمام الخامسة والنصف مساء تدق أجراس الكنيسة لتعلن عن انطلاق "الدورة" زفة الأيكونة برئاسة الأنبا كيرلس وليم مطران الأقباض الكاثوليك ومن خلفة الأباء والشمامسة يحلمون الصلية وأيقونة العذراء مليم والسيد المسيح وحاملين على أعناقهم مجسما للسيدة مريم والسيد المسيح.
ويتقدم الدورة راكبو الخيول وسط زغاريد الأهالي معلنين الفرحة بالاحتفالات إذ تمر الدورة بالقرية لتستغرق رحلتها ساعتان ونصف تقريبا حتى تعود مرة أخرى إلى مقر الدير.