بائع تحف بخان الخليلي يبتكر "أباجورات البلي" بالصدفة (صور)

داخل أحد الممرات الضيقة في خان الخليلي ما بين محلات الفضة والذهب، والنحاس، والأنتيكات، يقف رجل يعرض بضاعته خارج الدكان والبعض الآخر داخلها يضع على الأرض "نارجيلة" شيشة، مصنوعة من الزجاج الصافي تمامًا، معلق على الجدران أباجورات بتصميمات وألوان مختلفة.

محمد سيد صاحب أحد محال التحف والمصنوعات الزجاجية، يقف أمام المحل ينتظر من المترددين على حارة الصالحية اسئلة غير متوقعة سواء عن المكان الذي مكَثَ فيه منذ أربعين عاما أم عن الأباجورات والمشغولات اليديوية من الزجاج.

في البداية قال سيد، إنه يعمل في التحف والتماثيل منذ 40 عاما، وهي مهنة ورثها عن أجداده، حتى حدثت نقطة تحول لديه وللعائلة في عمل ورشة لتصنيع أباجورات وعمل تصميمات متعددة من الزجاج بالألوان المختلفة ما بين الأزرق والبني والأبيض الشفاف والأسود، مشيرا إلى أنه استطاع أن يتفنن في وضع لمسات خاصة وابتكار ألوان عديدة ودمجها بالزجاج.

وأضاف: "في إحدى المرات ُطلب مني عمل أباجورة وحفر أسماء عليها وليس هذا تخصصي بحثت في عدة ورش بالخان وخارجه، فوجئت أني فريسة للتجار فكانت الأسعار تختلف من بائع لآخر غير مبالين للجيرة والعشرة التي دامت سنوات منذ الصغر، تمكنت من جلب الأباجورة وعمل الطلب الخاص للسائحين".

وتابع: "باتت الفكرة تداعب عقلي من حين للآخر لم اتوقف بحثت كثيرًا عن ورش تصنيع الزجاج حتى اكتسب خبرة ثم بعدها ورشة خاصة بي وكانت تلك الخطوات الصعبة من حيث المكان المناسب والعمال المتمرسين، ومكثت ثلاث سنوات حتى أجلب المعدات اللازمة والعمالة وبالفعل تمكنت من تحقيق هدف كان فكرة من محبي التصميمات الفريدة وأصبح مشروع خاص بي".