رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأنبا سرابيون يكشف حقائق جديدة عن "المشلوح": اتجاهاته بروتستانتية

الأنبا سرابيون
الأنبا سرابيون

قال الأنبا سرابيون، مطران لوس أنجيلوس وجنوب كاليفورنيا وهاواوي، إن الله قادر على أن يرفع عن الكنيسة محنة تلك الأيام الصعبة، حيث إن رحيل الأنبا إبيفانيوس جاء في ظروف صعبة، أن يقتل أسقف داخل دير بكل ما ورد من أحداث.

أما عن الراهب المشلوح إشعياء المقاري، فأوضح مطران لوس أنجيلوس، بالنسبة لتجريده فكما ذكرت الكنيسة في البداية أنه لأسباب رهبانية، وعقب التجريد جاء ثبوت الاتهام بقتله وفيما بعد جاء الإثبات أيضا بمشاركة الراهب الأخر فلتاؤس المقاري، مضيفًا: "وننتظر الكنيسة أن تحسم موقفها تجاه تجريد الراهب فلتاؤس المقاري".

وأضاف الأنبا سرابيون، أن الكنيسة تأخذ إجراءات كنيسة بخصوص الموقف، فمنذ بداية الأزمة كان البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية واضحًا، ولم يخبأ أى شىء، بل طلب من السلطات أن تتدخل وأعطى الحرية الكاملة في إجراء التحقيقات، مؤكدًا أن الكنيسة لم تتدخل تمامًا في التحقيقات التي أجريت، وتعلنها النيابة وليست الكنيسة.

وأشار إلى أنه بالنسبة للجانب الكنسي وتأثيره على الأقباط والرهبنة، فهو حادث مؤلم وغير مسبوق وإن كان قد حدث في وقت ما حوادث، فلم نشاهد حادثًا من قبل بتلك البشاعة الدموية، لافتًا «أما الراهب فلتاؤس المقاري، فلم أعرف هل هناك قرار تجريد بشأنه أم لا، ولكنى أعرف أنه عندما قام بعمل الجريمة هو وشريكه كانا راهبين».

وعن الخلافات العقائدية التي انتشرت على السوشيال ميديا بين الأنبا إبيفانيوس الذى تم اغتياله، والراهب المشلوح الذى قتله، وما انتشر حول أتباع البابا الراحل شنودة الثالث والأب متى المسكين، صرح الأنبا سرابيون: "أنه لا يوجد أى خلاف عقائدي بين الراهب المشلوح إشعياء المقار وائل سعد تواضروس، وزميله الراهب فلتاؤس المقاري، وبين الأنبا إبيفانيوس"، لافتًا إلى أن الناس يضعون تصوراتهم في الموضوع، قائلين إن هؤلاء الرهبان الشنوديين وهؤلاء الآخرين المتاويين، مؤكدًا أن هذا بجملته ليس له أى أساس من الصحة، مشيرًا إلى أن هذا الكلام يصدر للإعلام لأن هناك من لهم اتجاهات ضد البابا الراحل شنودة الثالث، فكانت تلك القضية فرصة لهم لينفسوا عما بداخل قلوبهم وصدورهم، ومن ناحية أخرى الإعلام العام يتلقى الأمر فيصور أن هناك صراعًا داخل الكنيسة.

وأعرب عن رؤيته للقضية بشكل موضوعي، قائلًا: "أولًا الراهب المشلوح إشعياء المقارى، وزميله الراهب فلتاؤس، ليس لهما أى آراء لاهوتية محددة بل بالعكس"، مؤكدًا أن الراهب المشلوح إشعياء المقاري، له تسجيلات في إحدى القنوات البروتستانتية، وكان يصلى وهو يضع يده على التليفون، واتجاهاته غير أرثوذكسية، متابعًا: وكان البابا شنودة الثالث معروفا باتجاهه، فلو كان هذا الراهب صنع هذا في عهده كان قطعًا أخذ إجراءً ضده.

واستطرد: أن الأنبا إبيفانيوس كان يقود ديرًا وليس لديه الوقت الكافى لمناقشة حوارات لاهوتية داخل الدير، مشيرًا إلى أن ما حدث أن دير أبومقار دير عريق، وعندما جاءت إلى الدير مجموعة أبونا متى المسكين، كان "أبونا متى" شخصًا له رؤيته الرهبانية ونظامًا رهبانيًا، حاول بهما أن يعيد الرهبنة إلى العصور الأولى، وكان نظامه الرهباني له إيجابياته الكثيرة، وله أيضًا بعض السلبيات، وبعض الناس تحمل هذا والبعض الآخر لا، وعندما كنا رهبانًا بدير الأنبا بيشوى كنا نرى بعض الرهبان يأتون إلينا من دير الأنبا مقار لعدم احتمالهم نظام أبونا متى"

وأضاف: وكما قال البابا تواضروس بعظته إن طريق الرهبنة هو طريق ليس لكل أحد، وليس لكل أحد القدرة على الاستمرار به، وعندما رحل الأب متى المسكين عن العالم، تم تغيير نظام الدير، على الرغم من أن رئاسة الدير لم تتغير، لأن الأنبا ميخائيل الراحل مطران أسيوط كان رئيسًا للدير واستمر في رئاسته، ولكن كان النظام الفعلي للدير قائما قبل رحيل الأب متى عليه.

وأوضح أنه بعد رحيل الأب متى المسكين أحدث نوعًا من الخلل بداخل الدير في النظام الرهباني، وهنا أرسل الأنبا ميخائيل الراحل للبابا الراحل شنودة الثالث، وطلب منه أن يترك رئاسة الدير، قائلًا له إن هذا القرار لا رجوع فيه، وهنا أراد البابا شنودة الثالث من محبته للرهبان بالدير أن يتولى بنفسه مسئولية الدير، لتخوف البعض من أى مسئول آخر، حتى رحل عن العالم في مارس 2012 الماضى، وحينها رحل الأنبا ميخائيل مرة أخرى لرئاسة الدير.

ولفت إلى أن الراهب المشلوح إشعياء المقارى والآخر فلتاؤس تمت سيامتهما راهبين في عام 2010، فعندما دخلا الدير لم يكن البابا شنودة حينها رئيسًا له، ومن يتولى اختيار الرهبان في دخول الدير ليس البطريرك، بل المسئول عن رئاسة الدير ومسئوليته، وعندما قام البابا شنودة برسامتهما راهبين كانا ضمن مجموعة رهبان هو لم يختارهما بنفسه.

وأكد الأنبا سرابيون، ولكن من الوارد أن الراهب ينحرف، وما صدر من الراهب المشلوح وزميله، كان أساسه الانحراف، والدليل أن الدير أراد تجريدهما من قبل، ولكن طيلة الفترة من عام 2012 إلى عام 2018، عقب رئاسة الأنبا ميخائيل، رسم البابا تواضروس الثاني، أسقفا جديدا للدير، وهو الأنبا إبيفانيوس في عام 2013 متسائلًا: لماذا طيلة هذه الفترة لم تتم معالجة تلك الانحرافات، ولماذا نترك كل هذا لنلقى المسئولية على من رسمه راهبا!.

وأضاف: ولذلك البابا تواضروس كان حكيمًا في اختياره مثل "يهوذا"، لأن يهوذا اختاره السيد المسيح بنفسه ضمن الـ12 تلميذا، فهل السيد المسيح مسئول عن خطية يهوذا؟ مضيفا: بل بالعكس السيد المسيح حاول كثيرًا مع يهوذا ولم يتغير، مؤكدًا أن البابا شنودة الثالث ليس له أى علاقة بهذا الأمر لا من قريب ولا من بعيد، بينما الموضوع بجملته يتعلق بتاريخ الدير ونظامه، و"مافيش حاجة اسمها رهبان شنوديين ولا متاويين".

وأشار إلى أن العلاج الحالي لتلك الأزمة ليس الهروب من المشكلة، ولكن نرى النظام الرهباني والجميع يلتزم به، والذي لا يلتزم بالنظام الرهباني يحاسب، فهناك من يبدأ حياة رهبانية ولا يستطيع أن يكملها، مضيفًا: وكما قال أحد الآباء: كثيرون نجوا من بحر العالم وهلكوا في ميناء الرهبنة.

وأردف أن الخطية دائمًا تبدأ بشىء بسيط، فمن الممكن أن يكون حدث تسيب في بداية الأمر مع مخالفات مالية مع عدم طاعة، وعندما يستمر الراهب في عدم طاعته يتمادى في الأخطاء، وعندما أرسل الأنبا إبيفانيوس للبابا تواضروس شكواه عن الراهب المشلوح كان كل ما ذكره خارج عن التعليم، والغريب أنه على الرغم أن لجنة الرهبنة أدانته ورغم تأشيرة البابا تواضروس عليها أنه ينقل لدير آخر منذ ثلاث سنوات، هنا أرسل ما يقرب 40 راهبًا التماسًا طالبين رجوعه، وتساءل مرة أخرى: وهل نحن نسير الأمور بالالتماسات، أم نطبق الصح والخطأ؟، مؤكدًا: وهذا كان يوضح أن الأمر كان خاليا من الحزم فى مواجهة هذه الأمور، مما جعل البابا تواضروس الآن يبدأ فى أخذ إجراءات حاسمة.

وطالب الأنبا سرابيون أن من يعين مسئولًا على الدير لابد أن يكون من شيوخ الدير والمقيمين بالدير بشكل دائم، وليس أسقفا، لافتًا إلى أن الأسقف دائمًا لديه مسئوليات كثيرة ويترك الدير لفترات ليذهب بعض المؤتمرات والاجتماعات حسب ما يكلفه البابا تواضروس، ولذلك لابد أن يكون مسئول الدير من شيوخه وقائما بشكل دائم ولا توجد له أى مهام أخرى غير ديره، ولا بد أن لا يرسم كهنة من الرهبان، بل يخصص الكهنة للخدمة بالعالم ويلتفت الرهبان لخلاص نفوسهم وصلواتهم فقط بالدير، مؤكدًا أن الراهب الذى يأخذ اعترافات من أى شخص دون تصريح من الكنيسة تحسب له خطية، ولا بد أيضًا من فك الأرتباط بين الرهبنة والبيزنس.

ودعا الأنبا سرابيون، البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لحوار لاهوتى داخلي في الكنيسة القبطية، مشيرًا إلى أن الأنبا أغاثون، أسقف مغاغة والعدوة، لاعلاقة له بأى خلاف، مضيفًا: "عيب يتقال عليه مرشد"، وأدعوه للجلوس مع قداسة البابا تواضروس.