رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منن عبدالمقصود: 13 مليون مدمن ومتعاطٍ في مصر

منن عبد المقصود
منن عبد المقصود

- البحر الأحمر والقاهرة تتصدران القائمة.. والسويس ودمياط وكفرالشيخ الأقل
- حملات مفاجئة للكشف عن تعاطى المخدرات بين الموظفين فى المستشفيات

كشفت الدكتورة منن عبدالمقصود، رئيس الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان بوزارة الصحة والسكان، عن أن نتائج المسح القومى الذى أجرته الأمانة مؤخرًا حول نسب الإدمان بين المصريين أظهرت ارتفاعًا فى أعداد المدمنين لتصل إلى نحو ٣.٩ مليون مواطن.
وقالت، خلال حوارها مع «الدستور»، إن أعداد المتعاطين للمواد المخدرة دون إدمان وصلت إلى نحو ٩.٥ مليون مواطن، مشيرة إلى أن المسح الأخير كشف تصدر محافظة البحر الأحمر قائمة المحافظات الأكثر إدمانًا فى مصر، فيما تربعت القاهرة على رأس المحافظات الأكثر تعاطيًا للمواد المخدرة.
وأشادت الخبيرة النفسية بتخصيص الحكومة نحو ٨٠٠ مليون جنيه لمكافحة وعلاج وتأهيل مرضى الإدمان، بهدف خفض نسبة انتشار المواد المخدرة إلى نحو ١.٤٪، بحلول ٢٠٢٢.

■ أصدرت أمانة الصحة النفسية عدة تقارير وإحصائيات خلال ٢٠١٨.. فهل هذه الدراسات مفيدة على أرض الواقع؟
- مسوح أمانة الصحة النفسية وعلاج الإدمان أصبحت مرجعًا أساسيًا لوزارة الصحة والسكان، نظرًا لما تعطيه من أرقام وإحصائيات يمكن ترجمتها إلى خطط واستراتيجيات.
وهذه المسوح مفيدة فى معرفة أعداد مستشفيات الصحة النفسية ومراكز علاج الإدمان لتقديم الخدمة التى تحتاجها كل محافظة، كما تسهم فى حملات التوعية التى تستهدف المناطق الأكثر احتياجًا.
وحاليًا تقوم إدارة التخطيط بالوزارة بوضع خطة لتغطية جميع محافظات الجمهورية بالمستشفيات النفسية ومراكز علاج الإدمان، وفقًا لنتائج دراساتنا، ومن المقرر قريبًا افتتاح عدة مراكز لعلاج الإدمان فى محافظتى السويس وكفر الشيخ.
■ متى يتم الإعلان عن نتائج المسح القومى الخاص بنسب الإدمان فى مصر؟
- انتهينا بالفعل من هذا المسح الذى استغرق عامين، ومن المقرر الإعلان عن نتائجه رسميًا فى مؤتمر صحفى يُقام خلال شهرين على الأكثر، بعد الانتهاء من تفريغ بياناته وطباعة نتائجه فى كتيبات.
■ ما أهم النتائج التى أسفر عنها هذا المسح؟
- المسح كشف عن ارتفاع نسب الإدمان بين المصريين لتصل إلى ٣.٩٪، ما يعنى أن ٣.٩ مليون مصرى مريضون بالإدمان، أما نسب التعاطى وسوء استعمال المواد المخدرة فبلغت نحو ٩.٥٪ من إجمالى الشعب، أى نحو ٩.٥ مليون مصرى.
■ لتوضيح الصورة.. ما الفارق بين الإدمان والتعاطى؟
- مريض الإدمان هو شخص لا يستطيع التخلص من إدمانه للمخدرات، ويعانى من آثار نفسية وجسدية ناتجة عن المادة المخدرة، وإذا توقف عن تناولها قد يُصاب بأعراض انسحاب شديدة، أما المتعاطى فهو غير مدمن، بمعنى أن أعراضه أقل ويمكنه الاستغناء عن المواد المخدرة بجهد أقل.
■ ما المحافظات التى تصدرت نسب الإدمان فى مصر؟
- الصدارة كانت لمحافظة البحر الأحمر التى بلغت نسبة الإدمان فيها نحو ١٣.٣٪ من إجمالى السكان، بينما احتلت محافظات القاهرة والمنوفية والإسكندرية والشرقية الدرجة المتوسطة، فيما جاءت محافظات السويس ودمياط وكفرالشيخ الأقل فى نسب انتشار المخدرات بين المواطنين، أما بالنسبة للتعاطى، فاحتلت القاهرة المركز الأول لكن نسب الإقبال على مراكز العلاج بها أكثر من المحافظات الأخرى.
■ ما الآلية المطبقة حاليًا لمواجهة هذه الظاهرة؟
- لدينا استراتيجية قوية لعلاج الإدمان ومقاومته والوقاية منه عبر بروتوكولات عمل عالمية تقوم أمانة الصحة النفسية بتنفيذها من خلال ١٥ مركزًا على الأقل من بين مراكزها.
فعلى مستوى العلاج، تنظم الأمانة حملات شهرية لعلاج المدمنين، وتتراوح أعداد المتعافين نتيجتها بين ٧٠ و١٠٠ مريض شهريًا من المرضى المحتجزين فى المستشفيات والخاضعين لبرامج العلاج التأهيلى.
كما تستقبل العيادات الخارجية أعدادًا كبيرة من المرضى وتعالجهم من أعراض المواد المخدرة دون احتجازهم فى المستشفيات، بالإضافة إلى الرعاية النهارية التى نقدمها للمرضى.
أما على مستوى الوقاية، فبعض هؤلاء المرضى الخاضعين لبرامج التأهيل يتطوعون للعمل فى توعية وتأهيل غيرهم، كما نقوم فى الأمانة بتنظيم حملات دعائية لعلاج المشكلات النفسية التى تزيد من نسب الإدمان.
■ هل لدينا خريطة شاملة لمراكز علاج الإدمان فى مصر؟
- انتهينا من إعداد هذه الخريطة، ومن المقرر الإعلان عنها بالتزامن مع إعلان نتائج المسح القومى للإدمان، وستشمل كل المراكز الحكومية والخاصة العاملة فى هذا المجال.
■ لماذا لا تلجأون للتوسع فى إنشاء هذه المراكز؟
- خطتنا للتوسع ستكون بعد إعلان نتائج المسح الجديد، كما قلت، لتوجيه المراكز الجديدة إلى المحافظات الأكثر احتياجًا، خاصة أن قدراتنا المالية محدودة، كما أننا لا نملك سلطة على المراكز الخاصة.
■ برنامج الحكومة خصص مبلغًا يزيد على ٨٠٠ مليون جنيه لخفض نسب الإدمان إلى نحو ١.٤٪ فى ٢٠٢١.. فكيف يمكن تحقيق الاستفادة المثلى من ذلك؟
- علينا وضع خطة شاملة للوقاية والعلاج وتقليل نسب الإدمان بشكل كبير خلال ٣ سنوات، من خلال تغيير ثقافة المجتمع تجاه إدمان المخدرات فى جميع الشرائح العمرية.
والبداية يجب أن تكون من طلاب المدارس الابتدائية عبر توعيتهم بالآثار السلبية للتدخين والمواد المخدرة، مع الاهتمام بتغيير ثقافة أطفال الشوارع وأطفال الريف، وتزويد المناهج الدراسية بموضوعات عن مرض الإدمان، وطرق التعامل معه، وكيفية التخلص من الأمراض النفسية، وإعداد كشوف مبكرة عن الإدمان فى المراحل الإعدادية والثانوية والجامعية، مع توعية الطلاب بمخاطر المواد المخدرة وتدريبهم على مواجهته، وكذلك تدريب الأمهات على آليات التغلب على التعاطى أثناء الحمل، وكيفية حماية أطفالهن من مخاطر هذه المواد.
■ ماذا عن المراكز المخصصة فى علاج الفتيات؟
- لدينا مركز لعلاج إدمان الفتيات فى مستشفى مصر الجديدة، وسبق له أن حصل على جائزة دولية لنجاحه فى علاجهن، كما افتتحنا عيادات أخرى للفتيات فى مستشفيات العباسية والمعمورة لتغطية القاهرة والإسكندرية، لكننا لم نتوسع فى باقى المحافظات، فى ظل الإقبال الضعيف عليها بسبب الصعوبات الاجتماعية التى تعتبر الاعتراف بوجود مشكلات نفسية أو بالإدمان بمثابة وصمة عار.
■ نلاحظ أن بعض العاملين فى المستشفيات يتعاطون المواد المخدرة بأنواعها.. فكيف تتعاملون مع ذلك؟
- نُجرى حاليًا حملات مفاجئة للكشف عن تعاطى المخدرات بين الموظفين فى المستشفيات، والأمر منصوص عليه فى قانون الخدمة المدنية، كما بدأنا التنسيق مع بعض الجهات الحكومية الأخرى لتنظيم حملات للكشف عن تعاطى المواد المخدرة بين سائقى الحافلات.
■ ما الإجراء المتبع حال ضبط أحد الموظفين المتعاطين للمواد المخدرة؟
- تحويله للشئون القانونية، فهى صاحبة القرار بشأنه ويمكنها اتخاذ أى إجراء تأديبى تراه مناسبًا تجاه هذه المخالفة الجسيمة.
■ ما أهم الجهات الحكومية التى تنسقون معها حاليًا فى مجال مكافحة الإدمان؟
- هناك تنسيق عالى المستوى بين وزارة الصحة ممثلة فى الأمانة العامة للصحة النفسية، ووزارة التضامن الاجتماعى ممثلة فى «صندوق علاج الإدمان».
■ هل تتعاملون مع جهات أخرى؟
- بخلاف وزارات التضامن والتربية والتعليم العالى، لدينا تنسيق عالٍ مع وزارة الشباب والرياضة، ومشيخة الأزهر.
فمع الشباب والرياضة نظمنا مؤخرًا فعالية بعنوان «تقدر من غيرها»، ومن المقرر إعادة إطلاقها مرة أخرى فى سبتمبر المقبل، وهى حملة تهدف لتوعية المراهقين بمخاطر الإدمان فى أماكن تجمعاتهم التابعة للوزارة، مثل النوادى ومراكز الشباب وغيرها.