رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أضاحي العيد" السلخانات للمناطق الراقية.. والشارع للأحياء الشعبية

جريدة الدستور

بمجرد أن تنتهي صلاة عيد الأضحى، يتسابق المواطنون على محلات الجزارة لتقديم الأضحية، عن طريق الذبح في الشوارع كطريقة سهلة، وأفضل من الانتظار في طوابير السلخانات.

وبالرغم من إعلان الدولة فرض غرامة على من يذبح بالشوارع تقدر بـ5 آلاف جنيه، إلا ان شوارع القاهرة تتحول إلى ساحات لذبح الأضاحى فى مخالفة صريحة للقرار، وتتحول الطرقات إلى سيل من مستنقعات دماء الأضاحى وبرك من بقايا الأضحيات.

ويتجاهل المواطنون والجزارين، تحذيرات وزارة الصحة بخطورة اختلاط دماء الأضاحي بالأتربة والطين، لكونها تمثل مخزونا لنحو 300 مرض تنتشر عدواها طوال العام، فلا تظهر الأمراض على الحيوانات المذبوحة ولكنها تمثل خطورة على صحة الإنسان، خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

وينتشر هذا الموقف في المناطق العشوائية التي تغيب فيها الرقابة بشكل كبير، على عكس المناطق المتحضرة والمدن الجديدة التي جهزت بالوعات عند كل محل جزارة لصرف الدماء أولًا بأول دون تعطيل لحركة المرور أو تلطيخ للشارع.

وقال أحمد سليمان، الشهير بأحمد الجزار، أنه كغيره من الجزارين ينتظرون قدوم العيد بفارغ الصبر ليمارسوا عملهم: "مع قرابة العيد نبدأ في نصب شوادر الأغنام استعدادا ليوم الذبح" مشيرًا إلى أنه بعد اختيار الزبون للأضحية الخاصة به يتم ترقيمها باستخدام اسبراي ملون على أن يحفظ كل زيبون رقم أضحيته ويتم تسجيل ذلك في كشكول خاص بنا لتسهيل عملية الذبح.

وأضاف أحمد، الذي يعمل هو وأخوه شركاء في محل والدهم "جزارة عبد الرحمن"، أنهم يعلقون ماسورة حديدية أمام المحل يتدلى منها عدة حدائد لتعلق عليها الذبيحة ليشفى جلدها ويتم تقطيعها، فهناك من يتخصص في الذبح، وهناك من هو مسئول عن شيل الأضحية بعد ذبحها، وهناك من يشفي الجلد، وهناك من يقطع، لإضفاء عنصر السرعة.

ولا يغيب دور المرأة في المناطق العشوائية وقت الذبح، فأوضح الجزار، أن والدته وأخوته يقفون بمحل الجزارة وقت الزبح يعرضون على الزبائن تنظيف الكرشة والفشة مقابل 20 جنيهًا.

وأكد أنهم يحرصون على النظافة العامة للمنطقة فيصرفون الدماء من وقت لأخر بالمياة على بالوعة المجاري الرئيسية بالشارع.

ومن ناحية أخرى تجد شوارع مدينة نصر ومصر الجديدة والتجمع الخامس و6 أكتوبر، خالية من برك الدماء عدا قلة قليلة من المحال التي لم تلتزم بالمعايير المحددة، فتجد محلات الجزارة تخصص بالوعات عند محلاتهم لصرف الدماء سريعا دون تراكمها.

وكان هذا المشهد واضح في جزارة" إبراهيم الدهان"، بالنزهة، بمصر الجديدة، حيث قال عبد الله السيد، أن نظافة المنطقة فرضت علينا الحفاظ عليها، خاصة وأن المواطنين متحضرين فلا يلتف الناس حول الذبيح مثل الحال في المناطق العشوائية ولهو الأطفال المعتاد وسط الدماء، بل يكتفي الأهالي بالتصور مع الأضحية.

وأَضاف السيد، أن الحي يفرض رسوم على كل محل جزارة يخالف تعليماته، بعدم الذبح في الشارع وعدم تعطيل حركة المرور، فهناك حملات دورية للتأكد من اتباعنا التعليمات وعدم مخالفتها.

وعلى صعيد آخر، يؤكد كمال محمود، صاحب أشهر محل جزارة بميدان الجامع، أنه يقيم شادر يضم عجول وأغنام وخرفان على جانبي الطريق، الأمر الذي يسبب عائق كبير في حركة المرور.

وأكد صاحب شادر المواشى أنه يحرص على استخراج تصاريح من الحى لإقامة شادر لعرض المواشى خلال 10 أيام فقط، مقابل 5 آلاف جنيه رسوم للحي.