رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أبوغنام" تُحفة أثرية مُهملة يقصدها آلاف المريدين بكفرالشيخ

جريدة الدستور

يقصد المصلون من كل حدب وصوب أقدم مسجد أثري بمدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ الذي يقع على مساحه 2000 متر مربع، كما تقصده السيدات من كل مدن وقرى كفرالشيخ، لعلهن يجدن ما يريح صدورهن أمام أعتاب ضريحه، خاصة فى المولد السنوى الذي تحتفل به 67 طريقة صوفية، في أغسطس من كل عام.

إنه مسجد الشيخ سيدى «سالم البيلى أبوغنام»، القطب الصوفي الذي ذاع صيته منذ أكثر من 739 عامًا، يمثل المسجد تُحفة فنية ومعمارية نادرة، حيث يمتاز بواجهاته الشاهقة، وله أربعة مداخل تقع على أربعة شوارع مختلفة، وأمام المدخل الرئيسى يقع المنتزه الخاص بالمسجد، والذى يُسمى "منتزه أبوغنام"، ويؤدى هذا المدخل إلى حجرة على يسار الداخل مغطاة بقبة تم بناؤها من الطوب وتعتبر تحفة فنية رائعة، أسفلها مقصورة نحاسية كبيرة بها ضريح مؤسس المسجد "سيدى سالم البيلى أبوغنام" الذى توفى سنة 632 هجرية، واثنين من أولاده، وهما "محمود - وغنام" اللذين دُفنا معه فى ضريحه بالمسجد.

يحتل المسجد مساحة مربعة بانحدار، ويتوسطه أربعة أعمدة رخامية كبيرة ملونة، وفى المقابل محراب المسجد الذى يقع على جانبيه عمودان من الأعمدة الرخامية الملونة.

وكما يشير تاريخ المسجد، تم بناؤه للمرة الأولى سنة 700 هجرية على هيئة خلوة بجوار مقابر المدينة آنذاك، وأعيد بناؤه وتوسعته فى العصر المملوكى الشركسى، ثم خلال عصر أسرة محمد على، على يد خوشيار هانم، والدة الخديوى إسماعيل، التى جددت العديد من مساجد الأولياء على مستوى الجمهورية، ومن بينها هذا الجامع.

ويقول صبرى القشلان، أحد القاطنين بجوار المسجد، إنه من أقدم المساجد بالمحافظة، ولم يهتم به أحد من المسئولين حتى الآن حتى وصل إلى حالة يرثى لها، بينما يقول إبراهيم عثمان، أحد الأهالى، إنه نشأ فى المسجد منذ أن كان صغيرًا وكان عبارة عن تحفة فنية، لكن حاله تبدل الآن ولا بد أن يتم ترميمه لأنه من الآثار التى تعبر عن واجهة المدينة.

وأكد مصدر مسئول عن الآثار الإسلامية بكفر الشيخ، أن الوزارة عملت دراسات استشارية للمسجد منذ أكثر من 9 سنوات، وتم إرسالها إلى هيئة البناء والتشييد بوزارة الأوقاف المصرية لتخصيص المبالغ اللازمة لأعمال الترميم، وحتى اليوم لم يتم تخصيص تلك المبالغ، مع العلم أن المسجد يقع عند انحدار تل، ما أدى إلى تجمع المياه الجوفية أسفله، وارتفاع الرطوبة التى تبدو واضحة على جدرانه، مشيرًا إلى أن الجامع يبدو حائرًا بين وزارتى الأوقاف والآثار، على حد قوله.