رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تحوّل السلطة المعرفة إلى إرادة قوة فى "عوالم ميشيل فوكو"

جريدة الدستور


صدر مؤخرا عن منشورات مقاربات٬ للدراسات النقدية٬ كتاب "المعرفة والسلطة: في الاقتراب من عوالم ميشيل فوكو" للناقد عمر التاور٬ وتصميم لوحة الغلاف للفنان المغربي أمين الشرادي.
نقرأ من تقديم الناقد لكتابه:"يروم هذا الكتاب دراسة إشكالية العلاقة بين المعرفة والسلطة عند ميشيل فوكو، والدفاع - في هذه الدراسة - عن أطروحة مفادها أن التفكير في هذه الإشكالية هو مدار الفكر الفلسفي عند الفيلسوف الفرنسي المعاصر ميشيل فوكو (1926 ـ 1984م) في كل مراحل تطوره.

وبما أن الفكر الفلسفي عند هذا الفيلسوف عرف تطورات وتحولات بل انعطافات، فإن هذا الكتاب يحاول أن يتعقب أشكال حضور التفكير في هذا الإشكالية في جل المراحل التي مر منها هذا الفكر، من أجل إبراز أن فوكو لم يكتشف ما بين المعرفة والسلطة من علاقات كما قرر جيل دولوز (Gilles Deleuze) فحسب، بل إنه بنى صرح أفكاره على دراسة إشكالية العلاقة القائمة بين المعرفة والسلطة، عندما أخضع هذه العلاقة للتحليل والتفكيك والنقد، وعندما كشف - انطلاقا من هذا التحليل والتفكيك والنقد الذي اتخذ عنده شكل أركيولوجيا وجينيالوجيا - عن كيف تضمر المعرفة السلطة، وكيف تحوّل السلطة المعرفة إلى إرادة قوة، وكيف تتفاعلان وتلتقيان لتوضيع الذات وإخضاعها؛ ومن ثم، تدجينها وإعادة إنتاجها.

ولتحقيق هذه الغاية، ينطلق هذا الكتاب من جملة أسئلة من قبيل: ما طبيعة التفاعل الحاصل بين المعرفة والسلطة في منجز ميشيل فوكو الفلسفي؟ كيف يمكن القول إن إشكالية العلاقة بين المعرفة - بما هي سلطة، وأثر من آثار السلطة، ومفعول من مفاعيلها - وبين السلطة - بما هي مُضْمَرُ المعرفة، ومجموعة قوى فاعلة في مجمل الوجود البشري - تشكل النواة والأساس الحامل والمميز لكل الأطروحات والاجتهادات المؤسسة للفكر الفلسفي عند ميشيل فوكو؟ بأي معنى يمكن القول إن أفكار ميشيل فوكو بصدد تدبير الحقيقة، وإخضاع الجسد، ومراقبة السكان، وإنتاج الخطاب، وتأويل الذات، تشكل مداخل نظرية لقراءة علاقة المحايثة والتفاعل التي عقدها بين المعرفة والسلطة، وكذا لفحص العلاقات الواصلة بين المعرفة والسلطة والجسد والحقيقة والخطاب في المجتمع المعاصر؟"