رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أستاذ اجتماع: شائعات مواقع التواصل الاجتماعي هدفها سحب الثقة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعى فى الأيام القلية الماضية بيئة خصبة لنشر شائعات من جماعة الإخوان الإرهابية تهدف لزعزعة الأمن القومى وفقدنا الثقة فى دولتنا وقياداتنا، وانعدمت مصداقية المعلومات القابلة للتهويل والتأويل أو المزايدة.

فمن شائعات هروب الاستثمارات من السوق المصرى وعدم جدوى المشروعات العملاقة إلى شائعات البيض والأرز الصينى البلاستيكى المسرطن، وتجارة أعضاء الأطفال فى وضح النهار، إلى المخدرات التى يبتاعها رئيس الجمارك والقطار الذى خرج عن مساره ليقابل المترو، كل تلك الأحداث فى هذا الزمن الوجيز لابد أن تجعلنا نفكر أننا أمام نوع من أنواع الدعاية السوداء هدفها إخفاء حقيقة واحدة وهى أن مصر تتقدم على النهج الصحيح.

توجه "الدستور" بسؤال للدكتور حامد الهادى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق، الذى أكد أن الهدف الرئيسى لانتشار هذه الشائعات هو سحب قضية الثقة فى كل شىء، فتنعدم الثوابت فى عدم قدرة القيادات العليا على توفير الأمن وتحقيق الإنجازات، مضيفا أنها ليست بالظاهرة الحديثة، حيث ظهرت مع الثورة الفرنسية عندما قالت الفيلسوفة دى ستيل "هناك شيء يجب أن نثق به، ولكن لايوجد شىء، إذن يجب أن نبحث عن شىء نثق فيه".

وتابع أن المجتمع المصرى لديه قوة كامنة تستطيع أن تظهر عند حدوث الأزمات، مما يجعل الموقف عصيبا على جماعة الإخوان المسلمين، فالمصريين لن يستسلموا بسهولة لتلك الشائعات، خاصة مع وجودالرئيس عبد الفتاح السيسى، واسترداد مكانة مصر، ووضعها الاجتماعى، ما كان له أكبر الأثر فى دفع "الجماعة" إلى ضرب مصر من الأطراف فى هيئات النقل، والوزرات، ورئيس مصلحة الجمارك.

وأضاف "حامد" أن مصر تمر بمرحلة "التهيؤ للانطلاق" وهى مرحلة علمية تسير بالتزامن مع قطب النمو، لذلك فإن الشائعات هدفها ألا يستعيد المجتمع عافيته، فأعداء الوطن لا يسعدون إذا وجد المصريون ما يثقون به، ولذلك فإن التوعية والتقيف عبر وسائل الإعلام والصحف يعد سلاحًا رادعًا لتلك الشائعات إضافة إلى الإعلانات المبسطة من أجل عامة الشعب لمخاطبة كل فئة على قدر عقولها.

فى حين أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن انتشار الشائعات السياسية سريعا ومؤثرا خاصة على وسائل الاعلام الاجتماعية التى تستخدمها الجماعات الإرهابية من أجل صياغة القصص ونشرها للآخرين، ما يؤدى إلى كثرة المعلومات التى يصعب التحقق منها فى السياسة.

وبينت "سامية" أننا فى حاجة الآن أكثر من أى وقت مضى إلى وزير إعلام مسئول يتمتع بجانب كبير من المصداقية تجاه الشعب للرد على تلك الشائعات التى تحدث بين عشية وضحاها، مضيفة أن الشائعات المألوفة التى تتكرر من شأنها أن تتوغل إلى نفوس العامة بسهولة لأنها تومض بشكل متكرر أمام شاشتهم.

وتابعت أن تأثير تلك الشائعات يتخطى الحدود الداخلية فكما يمكنها أن تؤثر على زعزعة الأمن داخل الأسر المصرية، فإنها ستؤثر على ثقافة الدولة ونفسيتها بنواحيها الاجتماعية فى الخارج، وبهذا سنكون أمام مأزق عالمى مع الدول الأخرى من أجل التحكم فى العوائد الاقتصادية.