رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صاحب الحُسن.. قصة النبى يوسف فى عرض مسرحى بولاية أمريكية

صورة ارشفية
صورة ارشفية

لم تكن قصة النبى يوسف الصديق، ملهمة للشعراء والأدباء العرب فقط، وإنما امتد سحرها لتلهم الفنانين والمسرحيين فى الغرب، خاصة فى الولايات المتحدة الأمريكية.
ويعيد مسرح «باى ذا سى» بمدينة رود آيلاند، أصغر الولايات الأمريكية، عرض مسرحية يوسف الصديق، التى بدأ إنتاجها فى أمريكا منذ ستينيات القرن الماضى، وكان لها تأثير قوى على المشاهدين الأمريكيين خاصة من الشباب.
وذكرت صحيفة «ساوزرن رود آيلاند» أن يوسف، الابن الحادى عشر والمفضل لأبيه النبى يعقوب، تعتبر قصته تجسيدًا لمشاعر الغيرة والحب والطموح.

أضافت: «من الغيرة انطلق يوسف إلى آفاق جديدة، فقد غار منه أشقاؤه الـ١١، وخططوا لقتله، وقرروا إلقاءه فى البئر لأنهم كانوا يغارون من حب أبيهم ليوسف، لكن البئر ألقت به إلى أرض مصر، ليصنع بعد ذلك تاريخًا جديدًا».
وتابعت: «بمجرد وصوله إلى مصر، تغيرت حياته رأسًا على عقب، وانتهى به المطاف فى السجن، لكنه استطاع مرة أخرى النجاة عن طريق موهبته فى تفسير الأحلام».
وحسب الصحيفة، يلعب الممثل الشاب لوك شتاينهاور دور يوسف فى المسرحية، وهو يخوض طريقًا مليئًا بالمنعطفات والمعاناة والهزيمة والانتصار معًا، وظهر الممثل وهو يهز خشبة المسرح بصوته القوى خلف قضبان السجن، وتألق أيضًا وهو يجسد نجاحه فى الجلوس على عرش مصر.
وأشارت إلى أن الممثل، توم جليدو، يجسد دور «عزيز مصر» قبل أن يرتقى يوسف إلى ذلك المنصب، فيما تلعب دور امرأة العزيز، الممثلة ميليسا جونز، حيث كان دورها محوريًا لما شهده الدور من صعوبة فى أداء مشاهد إغواء يوسف.
وتابعت: «أدى مايكل ويليامز دور الفرعون الذى تلهم أحلامه تنبؤات يوسف، فيما تبلغ مدة العرض نحو ساعتين و٥ دقائق».
وقالت الصحيفة: «فى العرض الأمريكى يرتقى يوسف من مجرد عبد لدى عزيز مصر ليصبح ثانى قيادة بعد الفرعون، بسبب قدرته على تفسير الأحلام، ولكن الجزء الأكثر أهمية فى العرض هو دور الراوية الخفية فى المسرحية، مارى نايف، حيث أدت دورًا جيدًا».
وتستند المسرحية إلى قصة النبى يوسف فى الإنجيل، وليس القرآن، لكنها تشبه كثيرًا الرواية القرآنية، وفى بداية العرض تظهر شخصيات يعقوب وأبنائه الـ١٢، ويشعر أشقاء يوسف بالغيرة منه بسبب معطفه ذى الألوان الكثيرة.
وتصور أحداث الفصل الأول من المسرحية شخصية جوزيف مثلما جاءت فى النص، كعبد لدى رجل أعمال مصرى، ثم يرتفع من صفوف العبيد والخدم، حتى يدير بيت العزيز، وعندما تحاول امرأة العزيز إغواءه يرفض، فتنزع عنه قميصه، وترى صدره وظهره، وتضغط على ظهره.
ويدخل يوسف بعد ذلك السجن، وتدخل حياته فى منعطف سوداوى، لكن معنوياته ترتفع عندما يدخل اثنان من السجناء فى زنزانته، كلاهما خادمان سابقان للفرعون، وكلاهما يحلمان أحلامًا غريبة.
ويتناول الفصل الثانى التغييرات التى حدثت فى حياة يوسف، حيث يشاهد الفرعون عدة أحلام يعجز الجميع عن تفسيرها، فيتذكر ساقى الملك- الذى كان رفيق يوسف فى السجن، والذى أُفرج عنه ليعود إلى وظيفته لدى الملك- زميله مفسر الأحلام البارع، فيخبر الملك بأمره.
ويأمر الملك بإحضار يوسف من السجن لتفسير أحلامه، الأمر الذى ينجح يوسف فى تحقيقه، فيأمر الملك بتعيينه عزيزًا لمصر، ليصبح بذلك ثانى أقوى رجل فى البلاد، بعد الفرعون نفسه.
وتتمحور الشخصيات فى المسرحية حول يعقوب ويوسف والإسماعيليين، وهم رجال الصحراء الذين يشترون يوسف كعبد، ويأخذونه إلى مصر، ويبيعونه إلى رجل الأعمال المصرى.
وتتمحور أيضًا حول عزيز مصر، وزوجته الجميلة المتكبرة، إلى جانب شخصية «بيكر»، أحد خدام فرعون، الذى فسّر له يوسف الحلم على أنه سيُقتل، إضافة إلى «بتلر»، الخادم الآخر الذى سيتم إطلاق سراحه وإعادته إلى منزل فرعون، ويخبر الأخير عن يوسف وقدرته البارعة فى تفسير الأحلام.
وتجسد شخصية فرعون الحاكم الذى كان يعتبر إلهًا على الأرض، إلى جانب شخصيات أخوة يوسف، وهم: رأوبين ابن يعقوب الأكبر، وشمعون الابن الثانى، وليفى الابن الثالث، ويهوذا الابن الرابع، ودان الابن الخامس، ونفتالى، وجاد، وآشر، ويساكر، وزبولون، وبنيامين ابن يعقوب الثانى عشر، الذى يتهمه يوسف بسرقة الكأس الذهبية.