رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحاج سعفان.. الدين في حياة وزير القوى العاملة

جريدة الدستور

حاسم ودقيق فى قراراته، نجح فى إجراء أول انتخابات نقابية عمالية بعد توقف ١٢ سنة، كما نجح فى إخراج مصر من القائمة السوداء لمنظمة العمل الدولية، للدول ‏المخالفة لمعايير العمل العالمية.‏
محمد سعفان، وزير القوى العاملة، الذى جلس، قبل أكثر من سنتين، على كرسى الوزارة المسئولة عن ملايين العمال المصريين، ونال ثقة أكثر فاستمر فى التشكيل ‏الحكومى الجديد للدكتور مصطفى مدبولى.‏
‏«سعفان» الذى كان نقابيًا طوال سنوات، يفتح باب الوزارة على مصراعيه لاستقبال جميع الأطراف من نقابات عامة ومستقلة، ومحاورة من يخالفه الرأى بمنتهى ‏الهدوء والشفافية، مستشهدًا بقوانين الدولة أمام من يعارض أى قرار له، إذ يتميز بإطلاعه وحفظه الجيد للقوانين التى تنظم العمل بمصر.‏
ووراء كل هذا، شخصية تبدو هادئة وواثقة فى نفسها ومتصالحة مع نفسها، وهو ما ترصده «الدستور» وتكشف فيه أسرارًا من عمله وحياته الشخصية.‏


شرقاوى خريج تجارة.. يذهب إلى الوزارة الجمعة والسبت.. ولديه ٣ أبناء

وُلد محمد محمود أحمد سعفان، فى السابع من ديسمبر عام ١٩٥٨، فى قرية «سماكين الشرق» التابعة لمركز «الحسينية» بالشرقية، لعائلة «آل سعفان» الكبيرة فى المحافظة. حصل على بكالوريوس ‏التجارة من جامعة عين شمس عام ١٩٨٢، ثم اتجه للعمل النقابى مبكرًا منذ دورة ١٩٨٧١٩٩١.‏
شغل «سعفان» منصب نائب رئيس اللجنة النقابية بشركة «عجيبة» للبترول، ثم رئيسًا للجنة النقابية بالشركة عام ١٩٩٦، وأمين الصندوق المساعد للنقابة العامة للبترول فى ٢٠٠١، ثم أمينًا عامًا لها فى ‏‏٢٠٠٦، وبعد ذلك رئيسًا لها.‏
أصبح نائب رئيس «الاتحاد العام لنقابات عمال مصر» منذ ٢٠١٢ وحتى ٢٠١٦، كما كان مشرفًا عامًا على المؤسسة الثقافية والجامعة العمالية فى ٢٠١٤، ومفوضًا برئاسة مجلس إدارة المؤسسة الثقافية ‏العمالية عام ٢٠١٥، قبل أن يعين وزيرًا للقوى العاملة.‏
خاض «سعفان» معركة كبيرة أثناء تولى خالد الأزهرى، التابع لجماعة الإخوان الإرهابية، وزارة القوى العاملة والهجرة، إذ كان رئيسًا للنقابة العامة للعاملين بالبترول وقتها، وسعى «الأزهرى» لأخونة ‏النقابة، وإقصائه عن منصبه، لكن «سعفان»، وبالتنسيق مع قيادات النقابة العامة أفشل المخطط.‏
يبدأ «سعفان» عمله بالوزارة يوميًا من الثامنة صباحًا وحتى العاشرة مساءً، وخلال فترة الانتخابات العمالية كان حريصًا على الوجود داخل الوزارة حتى الواحدة صباحًا، بل وصل الأمر به للمبيت هناك ‏لنحو ٣ أيام متتالية للانتهاء من أوراق العملية الانتخابية.‏
ليس هذا فقط، بل إن «سعفان» يذهب إلى الوزارة يومى الجمعة والسبت أيضًا، فبحسب أحد موظفى الوزارة فإن الوزير يحضر فى العاشرة صباحًا، ويتواجد حتى ميعاد صلاة الجمعة التى يؤديها فى ‏مسجد السيدة نفيسة، ثم يعود ثانية ليباشر عمله.‏
يسكن الوزير حاليًا مع أسرته المكونة من زوجته و٣ أبناء «ولدين وبنت» فى مدينة نصر، ويحرص على قضاء عطلات الأعياد الرسمية فى مسقط رأسه مع أهله وأقاربه، وتعد هذه العطلات مهمة ‏للغاية للوزير لانشغاله طوال الوقت بالعمل.‏


‏«السبحة» فى يده دائمًا.. أهلاوى يشجع البارسا.. والجسمى مطربه المفضل

الوزير محمد سعفان «فخر أهله وأقاربه»، فكثير من أفراد عائلته يحرصون على مشاركة صوره على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، معلنين اعتزازهم به.‏
نجله «محمد» مثلا نشر منشورًا على الحساب الخاص به بـ«إنستجرام» لتهنئة والده فى عيد ميلاده فكتب: «يا رب فى يوم من الأيام أبقى زيك.. كل سنة وأنت طيب يا قدوة».‏
وبرغم ذلك نجد «سعفان» حريصًا على الخصوصية التامة لحياته الأسرية، حيث لم يظهر مطلقًا مع زوجته أو أولاده فى أى من المناسبات، حتى إن الحساب الشخصى الخاص به على «فيسبوك» خالٍ ‏تمامًا من أى صور تجمعه بأى منهم. والواضح فى الأمر أن ذلك النهج فى حياة «سعفان» لم يظهر بتوليه وزارة القوى العاملة، بل كان موجودًا أيضًا قبل المنصب، إذ كان لديه حساب شخصى على ‏الموقع فى فترة توليه رئاسة النقابة العامة للعاملين بالبترول، وعمله فى شركة «عجيبة» للبترول، وكان الحساب خاليًا أيضًا من أى صور شخصية تجمعه بأفراد الأسرة.‏
ويتصف الوزير بالتدين الشديد، ويحمل فى يده دائمًا «سبحة»، كما يحرص على زيارة بيت الله الحرام بشكل دائم لأداء فريضة الحج، وتظهر «زبيبة» الصلاة على وجهه بشكل واضح.‏
وبعيدًا عن الحياة العملية، نجد أن سعفان مشجع ومتابع جيد للنادى الأهلى فى مصر، بينما يشجع أوروبيًا برشلونة الإسبانى، وفى الغناء يجب صوت حسين الجسمى.‏
ويبدو الوزير محمد سعفان متأثرًا بشكل كبير بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر، إذ يمتلئ الحساب الرسمى له على «فيسبوك»، بفيديوهات كثيرة للزعيم، وفى أغلب خطابات الوزير مع العمال فى الندوات ‏والمؤتمرات العمالية نجدها مليئة بالأغانى الوطنية وأعلام مصر، والهتافات التى تحث على حب الوطن والاهتمام بالعمل، ودفع عجلة الإنتاج.‏


العمال يعتبرونه واحدًا منهم.. وشعاره فى الاعتصامات «الرجوع للشغل ثم التفاوض»‏

بدأ محمد سعفان حياته بسيطًا وسط العمال، وهو ما يجعلهم دائمًا يستنجدون به فى أى مشكلة تحدث لأحدهم فى مؤسسة عمله، إيمانًا منهم بأنه لن يتهاون فى الدفاع عن حقوقهم.‏
وطوال عمله النقابى، يصفه العمال دائمًا بأنه «واحد مننا»، وذلك منذ فترة توليه رئاسة اللجنة النقابية بشركة «عجيبة»، ثم رئاسة النقابة العامة للعاملين بالبترول، قبل أن يكون وزيرًا.‏
فى الوقت ذاته، يقدس «سعفان» العمل على أى شىء وتحت أى ظرف، فعند الاستنجاد به للتدخل لفض وقفات احتجاجية أو اعتصامات فى أى مؤسسة، يشترط على العمال الرجوع للعمل أولًا ‏قبل تدخله لحل الأمر واللجوء للتفاوض.‏
يعتقد الوزير أن التفاوض مع أصحاب أى شركة حال سير العمل يصبح أقوى من التفاوض مع توقف العمل واللجوء للوقفات الاحتجاجية والاعتصامات، فصاحب العمل من الممكن أن يستجيب ‏لمطالب العمال خوفًا من الخسائر التى ستلحق بمؤسسته فى حال التوقف، لكن إذا وقع الأمر بالفعل وتوقف العمل، فإنه يكون قد خسر بالفعل ما يصعب التفاوض معه فى هذه الحالة.‏
فى الوزارة يصفه الموظفون بـ«الجاد البشوش»، موضحين أنه جاد وصارم فى قراراته فى العمل فى حين، وبشوش ويضحك مع الموظفين فى حين آخر، ومن الملاحظ أنه يحرص على إظهار ‏ابتسامته دائمًا.‏
وبعد أن أصبح وزيرًا، لا يزال يفضل «سعفان» الوجود وسط العمال فى كل جولاته وزياراته، ليستمع لمشاكلهم باهتمام ويتحاور معهم، كما يلتقط معهم الصور بشكل دائم، ويؤكد لهم دائمًا أنه ‏منحاز لهم وللحفاظ على حقوقهم.‏
الوزير محمد سعفان من رجال برج القوس، وهم الذين يتطلعون دومًا لمعرفة أناس جدد واكتشاف معلومات جديدة عن كل شىء، ويثيرهم كل ما هو جديد وغير معلوم، لكنهم إن شعروا بأنهم ‏عالقون أو محاصرون فسرعان ما يتركون الأمر، ويسيرون إلى الأمام ولا ينظرون خلفهم أبدًا.‏
رجل القوس أيضًا من الشخصيات المرحة والمغامرة وفى الوقت ذاته لديه جانب عميق، ويتضح ذلك من طريقته الفلسفية فى التفكير والنقاش مع الآخرين. وبصورة عامة، يميل رجل القوس إلى ‏التفكير العقلانى والمنطقى ويقضى وقتًا طويلًا فى التفكير للوصول إلى القرار المثالى، ويتميز أيضًا بأنه مثقف وواثق من نفسه، ويعشق السفر.‏