رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسماء وبشار.. قصة الحب التى انتصرت على الجميع

جريدة الدستور

- بشار طلب الارتباط بها بعد 6 أشهر فقط من تنصيبه رئيسًا

«لأنه يحبها وهى تحبه، استمر زواجهما رغم اختلاف العقيدة والقناعات».. زواج من نوع خاص جمع الرئيس السورى بشار الأسد بقرينته السيدة «أسماء»، التى أصيبت بسرطان الثدى مؤخرًا، وأظهرت قوة وتحديًا بالصمود فى وجه المرض.
أسماء.. صاحبة الملامح الجميلة الهادئة والابتسامة المشرقة والطبيعة السمحة إلى جانب الأخلاق الحميدة وسعة اطلاعها وثقافتها، كانت دائمًا الوجه الناعم وبارقة الأمل وسط الواقع الأليم، وقالت فى تعليقها على إصابتها بالسرطان: «أنا من هذا الشعب الذى علّم العالم الصمود والقوة ومجابهة الصعاب.. وعزيمتى نابعة من عزيمتكم وثباتكم كل السنوات السابقة».
ولدت أسماء فواز الأخرس، فى لندن ١١ أغسطس ١٩٧٥ من والدين سوريين، ووالدها فواز الأخرس، هو طبيب قلب سورى، من مواليد مدينة حمص عام ١٩٤٦، وسافر ليدرس الطب فى مصر ثم إلى بريطانيا لإكمال مسيرته العلمية فى القسطرة القلبية والأمراض الداخلية. وقال بعض السوريين المقيمين فى بريطانيا، إن الرئيس السورى بشار الأسد، تعرف على أسماء فى أثناء دراسته طب العيون فى لندن فى الفترة ما بين عامى ١٩٩٢ وحتى ١٩٩٤، كما تعرف على والدها الدكتور فواز، الذى تردد أنهما عملا معًا فى مستشفى واحد لفترة معينة.
والتقى الرئيس السورى، الدكتور فواز ضمن اجتماعات الجالية السورية فى العاصمة البريطانية، الأمر الذى أدى إلى توطيد التعارف والتقارب بينهما، إلى جانب مشاركتهما الكثير من الاهتمامات كحبها للمعلومات، وتوافر فيها كل الصفات التى تؤهلها لأن تصبح السيدة السورية الأولى.
ونشرت إحدى الصحف الأمريكية تصريحات منسوبة إلى أسماء فى هذا الوقت، قائلة: «كنت جادة دائمًا فى العمل، وفجأة بدأت فى أخذ عطلات فى نهاية الأسبوع أو الاختفاء، ولم يستطع الناس تفسير ذلك، ماذا أقول لهم.. هل أقول أواعد نجل رئيس؟».
وبدأت العلاقة الحقيقية بين الرئيس السورى وزوجته، خلال زيارة «أسماء» لوطنها الأم منذ ولادتها، وكان هناك صديق مشترك بينها وبين بشار، أسهم كثيرًا فى تقوية العلاقة بينهما، وذلك حين قدمه لها قائلًا: «الدكتور بشار الأسد.. نجل رئيس البلاد».
وبعد رحيل والد بشار، وتسلمه رسميًا مقاليد الحكم فى البلاد، فوجئت «أسماء» بالرئيس السورى يطلب يدها للزواج، حيث قالت لمجلة «فوج Vogue» الشهيرة، إنها لم تكن تعلم أنها ستتزوج بشار، وإنه فاجأها بطلبه ذاك قبل يوم واحد من الزواج.
وعندما سُئلت فى أحد حواراتها الصحفية عن علاقتهما وعن سر استمرار زواجها من بشار، أجابت: «فقط أنا أحب زوجى»، مشيرة إلى قصة العشق التى جمعتهما دون النظر إلى مذهب أو عُرف الآخر، مؤكدة أنها لم تفكر فى الزواج أبدًا من رئيس دولة.
ولم يكن زواج «بشار» من أسماء، مرغوبًا فيه منذ البداية، من عائلة الأسد، خاصة من والدته وشقيقته «بشرى»، نظرًا لأن أسماء تنتمى إلى المذهب السنى، وولدت فى مدينة حمص المعروفة بالمدينة الثائرة ضد النظام السورى، ولكن تمسك بها «بشار» وأصر على زواجه منها بسبب حبه الشديد لها.
تزوجت أسماء من بشار فى ١٨ ديسمبر عام ٢٠٠٠، وتم عقد قرانها بأبسط المراسم فى حفل ضم الأهل والأصدقاء المقربين، وأنجبا ٣ أطفال هم: «حافظ» تيمنًا باسم جده الراحل حافظ الأسد، وهو من مواليد ٤ أكتوبر ٢٠٠١، ثم الطفلة «زين» مواليد أكتوبر ٢٠٠٣، والطفل الأخير «كريم» مواليد ٢٠٠٥، وقالت أسماء إنها تستعين بحاضنة لتربية أولادها.
وحين سُئلت عن سبب استقرارها فى سوريا، أضافت: «أنا سورية وليس مهمًا أين ولدت، كنت أشعر دائمًا أننى فى سوريا، عشت فى لندن ٢٥ عامًا، وعندما عدت لم أعتقد أبدًا أنى ذاهبة للعيش فى مكان غريب بالنسبة لى، بدا الأمر شبيهًا بعودتى إلى وطنى.. الفرق الوحيد هو أننى فى إنجلترا كنت عزباء، بينما فى سوريا أصبحت متزوجة».
وتحدت «أسماء» كل الظروف لتبقى بجانب زوجها بعد الأحداث التى شهدتها البلاد فى عام ٢٠١١، حيث ازدادت الضغوط عليها بعد أن طالبها الناس بالتخلى عن زوجها وترك البلاد، واتهموها بأنها تغض الطرف عن الأوضاع المأساوية فى سوريا.
ووصل الأمر إلى مطالبة البعض بسحب الجنسية البريطانية منها، إن لم تتخل عن زوجها، إلا أنها ظلت صامدة وقالت: «كنت هنا بالأمس، وأنا هنا اليوم وسأكون هنا غدًا، ولم أفكر قط أن أكون فى أى مكان آخر على الإطلاق».