رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عرفوه بالحزن.. عمر طاهر: عمرى ما رضيت عن نفسى ولا فرحت بنجاحى

عمر طاهر/ تصوير امجد
عمر طاهر/ تصوير امجد فريد

يُعرِّف نفسه ككاتب دون تحديد هوية ما يكتبه لأنه يكره الحدود، يشعر بعد كل تلك الإصدارات الناجحة والأعمال السينمائية والتليفزيونية التى قدمها أنه لم يحقق شيئا من أحلامه وطموحاته. يخيفه أن يجلس يوما أمام صفحة بيضاء لا يجد فيها ما يكتبه، ولا يقلق بشأن «رقية»، ابنته، إذا اختارت نفس مصيره، لإيمانه بأن الكتابة تختار من يمتهنها وليس العكس.
عمر طاهر الذى أصدر مؤخرًا «كتاب المواصلات.. حكايات شخصية لقتل الوقت»، يصارح جمهوره بكثير من الأسرار التى لا يعرفها أحد عنه، ويبيح بما يخفيه عن جمهوره فى السطور المقبلة.

■ «كتاب المواصلات».. منين جتلك فكرته؟
- أنا طول الوقت عندى سؤال بسأله لنفسى وأنا بعمل كتاب جديد هو: «أنا بعمل الكتاب ده ليه؟ وإيه الهدف منه؟» ولقيت إنى طول ما أنا رايح أى مشوار بفكر دايما إيه الكتاب اللى أخده معايا فى الطريق، الكتاب اللى يونس مش اللى يصدعك ولا يقرفك بالعكس بيخفف عليك المشوار، ومن هنا جت فكرة الكتاب: أجمع حواديت لطيفة فى كتاب «يونِس» اللى راكب المواصلات.
■ هل ده معناه إنه كتاب مايتقريش فى أماكن تانية غير المواصلات؟
- لا مش معنى كتاب للمواصلات إنه يتقرى فى المواصلات بس. هو كتاب عادى ممكن يتقرى فى الحمام عند دكتور السنان ولو إنت واحد محظوظ من الـ١٥ اللى بيحضرو الماتش ممكن تتسلى بيه فى الاستاد.
■ إيه الكتب اللى كنت بتقراها فى المواصلات؟
- كتب بهاء طاهر وإبراهيم أصلان وخيرى شلبى وصلاح عيسى وأحمد بهاء الدين وفؤاد حداد ومولانا صلاح الدين التيجانى، وكمان حلقات «غواص فى بحر النغم» لعمار الشريعى و«زيارة لمكتبة فلان» لنادية صالح ورباعيات جاهين بصوت على الحجار ومسرحية «ميس الريم» لفيروز والرحبانية وحفلات نجم والشيخ إمام وبروفات شغل بليغ ووردة.
■ فى الكتاب استمرار لسرد قصص حياة المشاهير زى فايزة أحمد وكابتن لطيف ومحمد فوزى وعماد عبدالحليم.. هل ده امتداد لكتاب «إذاعة الأغانى»؟
- وليه ما تقولش إنه امتداد لكتاب «صنايعية مصر» مثلا؟.. «كتاب المواصلات» فى الآخر هو امتداد لشغل عمر طاهر بشكل عام.
■ «الله دائما باق».. إيه الموقف اللى قلت فيه الجملة دى؟
- طول حياتى مبقولش غير الجملة دى، طول الوقت شايف معجزة وجود ربنا ووجود كل حاجة بيحركها بمعجزاته. المعجزات ما بتخلصش من ساعة ما بفتّح عينى الصبح لحد ما أرجع أنام وأفتّح عينى تانى.
■ كتبت أن «الأبوة بتغير الراجل».. هل غيرتك؟
- تقدر تقول إن الأبوة ربطتنى بالدنيا أكتر.. أنا كنت شخص محلق مليش جدور فى الأرض ولا عنوان بالمعنى الحرفى يعنى، بتحرك زى ما قال سمير غانم: «زى الطير ما تعود عشه.. يوم فى الطير ويوم فى عشه»، لكن بعد الأبوة بقى ليا خطة وطريق محتاج أنحته عشان أقدر أمشى فيه، قررت أعمل كتالوج للعيشة باهتمامات مختلفة ونظام مختلف، وجربت نوع من المشاعر مكنتش جربته قبل كده وعرفت يعنى إيه حب ويعنى إيه مسئولية وإزاى تبقى شايل هم غيرك بحب مش بـ«توريطة»، الأبوة غيرت فيا حاجات كتير لحد ما حولتنى لبنى آدم تانى خالص.
■ سردت فى الكتاب إزاى بقيت كاتب.. تفتكر لو رجع بيك الزمن هتختار نفس المهنة؟
- لو رجع بيا الزمن أتمنى أن المهنة هى اللى تختارنى، ولو رجع بيا الزمن كنت هختار أدخل كلية تخدمنى فى الكتابة أكتر من «التجارة وإدارة الأعمال»، زى إنى أدرس فلسفة وتاريخ وسينما ولغة عربية مثلًا، أعتقد كانت هتخدم على الشغلانة بشكل أكبر من كده يعنى.
■ غيرت إيه فى الكتابة؟.. وهى غيرت فيك إيه؟
- الجزء الأولانى صعب. فعلا مش قادر أجاوب عليه ومقدرش أقول إنى غيرت حاجة فى الكتابة لأن اللى برايا هو يقول ويحكم، أما الكتابة غيرت فيا فعلًا، خلت حياتى ماشية على تراك واضح شوية وفهمتنى أنا عايز أعمل إيه وإزاى، وبقت أكل عيشى وملتزم بممارستها وبقت مسئولية وبقى فيه قراء متشعلقين فى رقبتى.
■ كتبت فى تعريفك بالكتاب أنك شاعر وسيناريست وكاتب ومترجم ومذكرتش أنك صحفى.. ليه؟
- عمرى ما كتبت فى تعريفى بنفسى غير كلمة «كاتب»، وعمرى ما فصصتها، يعنى عمرى ما قلت سيناريست ولا كاتب صحفى ولا كاتب سينمائى، بالعكس أنا بتضايق طول الوقت من إنك تقفل عليا الباب فى حتة إنى كاتب بكتب نوع بس من الكتابة، أنا بشتغل كاتب فى الأول والآخر زى النجار اللى شغال فى الخشب وبيطلع من تحت إيده سفرة وكومودينو وكرسى هزاز، بس هو ف الآخر كله خشب، كلها عندى أشكال للكتابة.
■ من بين كل اللى كتبت عن حياتهم.. مين الشخصية اللى تتمنى تعمل معاها حوار؟
- كل شخصية كتبت عنها مكنتش أتمنى أعمل معاها حوار. كنت أتمنى أعمل معاهم حاجة أكبر من كده. الخواجة «تومى خريستو» اللى دخل الشيكولاتة مصر كان نفسى أطوقله المكتب الصبح، وكان نفسى أعمل شاى بنعناع لـ«ماما لبنى» وهى بتجهز عدد جديد من «سمير» أو «ميكى» وكان نفسى أروح أجيب سجاير لـ«بليغ حمدى» لما سجايره تخلص، وكان نفسى أجيب طلبات البيت لـ«فايزة أحمد» وندردش وهى بتعمل الأكل.
■ لو كنت لسه فى الصعيد ومجتش القاهرة كانت ممكن حياتك تبقى عاملة إزاى؟
- محدش يعرف الغيب بس أظنها كانت هتبقى حياة كلاسيكية ممتعة إيقاعها أهدى من هنا، والدوشة أقل، والناس ألطف.
■ قلت إننا «شعب مؤمن بالمعجزات».. إيه أكتر معجزة شايفها دلوقتى؟
- إن إحنا كمصريين لسه مستمرين على قيد الحياة.
■ إيه أكتر حلم لسه مفارقكش وانت نايم وصاحى؟
- عندى حلمين بيتكرروا على طول، أول واحد ليه علاقة دايما بالامتحانات، مرة إنى متأخر على الامتحان ومرة ورقة الإجابة خلصت ومرة الوقت خلص وأنا لسه بحل ومرة رايح امتحان فى يوم غلط. الحلم التانى حلم ليه علاقة بخالى اللى كان من أعز الناس ليا ومات، ومن كتر ما بيوحشنى بييجى يزورنى كتير فى الحلم.
■ تحدثت عن تسريبات المكالمات.. تفتكر لو حد سربلك مكالمة هنسمع فيها إيه؟
- كل اللى بيسمعوه القريبين منى من عصبيتى ومخاوفى وطولة لسانى.
■ كتبت: «إحنا مبندخلش فيسبوك.. فيسبوك هو اللى بيدخل علينا».. إزاى نستفيد منه؟
- من غير كتالوج وببساطة إنك تحدد عايز منه إيه قبل ما تستخدمه، وبناءً على الهدف هيكون ليك اللى إنت عايزه.. أداة تواصل ومطبعة وناشر ومجلة وكل حاجة.
■ ما تقييمك لنفسك ككاتب.. كام فى الـ١٠٠؟
- عمرى ما رضيت عن نفسى ككاتب، لحد النهارده بشوف نفسى إنى واحد لسه بيحاول ولسه محتاج يطور من نفسه وأول حاجة عينى بتيجى عليها فى شغلى هو الغلطات والعيوب والمشاكل، واللى جنبى دايما يقولولى إنت مبتعرفش تفرح بنجاحك وتأثيرك واللى إنت بتعمله، وعندهم حق.
■ لو «رقية» بنتك قررت أنها لما تكبر تبقى كاتبة.. هتوافق؟
- لا هوافق ولا هرفض، لأن عندى قناعة بإنه محدش بيختار يشتغل كاتب.. الكتابة هى اللى بتختار الناس اللى تشتغلها.