رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المحليات بين لبيب وشعراوى


بالصدفة البحتة.. شد انتباهى حديث لرئيس مجلس مدينة، وهو ينتقد الفساد المستشرى فى مؤسسات حكومية بعينها.. ومنها بالطبع المحليات.. صراحته- حقيقة - أعجبتنى كعنصر من أهل البيت.. بدأنا فى نقاش طويل عن ضعف الدور الرقابى بشكل خاص.. وترهل المنظومة الإدارية فى الدولة بشكل عام.
استسمحته أن يرجع إلى تصريح قديم للواء عادل لبيب- وزير التنمية المحلية الأسبق- عن فساد المحليات.. وخلال ثوانٍ معدودة.. عاجلنى بتقرير من هاتفه المحمول يعترف فيه «لبيب» بوجود خلل فى منظومة تعيين القيادات المحلية بالمحافظات، وأن عملية التعيين لم تبن على الكفاءة.. وإنما تتم بالوساطة والمحسوبية.. وهذا أدى إلى انتشار الفساد بالوزارة وتدهور أحوالها.. ولم يكتف «لبيب» بذلك.. بل ألقى باللوم على المواطن بسبب صمته على هذا الفساد.. بل ومشاركته فى انتشاره عن طريق دفعه رشاوى للموظف نظير إنهاء خدماته.
ولأن الوزير الجديد اللواء محمود شعراوى، أعلن مؤخرًا عن تبنيه نظامًا محليًا لا مركزيًا لتحقيق رغبات المواطن ومصلحته من خلال إدارة مقدراته والتعبير عن طموحاته بحرية.. ولأنه شدد على أهمية تأهيل القيادات الإدارية وتعزيز وتنمية مهاراتهم للوصول إلى أعلى مستوى من الكفاءة والفاعلية فى تقديم الخدمات للمواطن.. فإننا نشد على يديه وندعمه بكل ما نملك.. وفى الوقت ذاته نطالبه بألا يكرر أخطاء «بدر» و«لبيب».. وأن يترك مكتبه ويصطحب معه أجهزته الرقابية وينزل بها إلى الشارع فى جولات مكوكية للمحافظات والمراكز والقرى، ليتعرف على مشاكل المواطن ومعاناته عندما يذهب إلى هذه الأماكن لإنهاء مصلحته.
ولا مانع خلال زياراتك المفاجئة معالى الوزير أن تسأل المواطن نفسه عن سبب دفعه الرشاوى للموظف، حسب اعتراف «لبيب».. اسأل المواطن عن سبب صمته على الفساد ولمن يشتكى إذا تعطلت مصلحته أو حاول أى موظف أن يبتزه.. هكذا كان يفعل اللواء أحمد رشدى- وزير الداخلية الراحل- عليه رحمة الله.. مع ضباطه فى مراكز الشرطة.. ولا تنس معالى الوزير أن تسأل المواطن أيضًا عن «المرتشى» الذى استغله، حتى تحوله للتحقيق العاجل وتحاكمه على ما اقترفه ليكون «عبرة» لزملائه.. اسأل المواطن معالى الوزير عن رأيه فى تطوير منظومة العمل بعيدًا عن البيروقراطية التى تحاول جرّنا جرًا للعيش فى العصور الوسطى.. واسأله بالمرة عن رأيه فى اختيارك أنت شخصيًا لتولى مسئولية المحليات فى هذه الفترة الحرجة من عمر مصر.. اسأله معالى الوزير ولا تخش شيئًا.
اسأل المواطن عن مطالبه من موظفيك.. هكذا يفعل المسئول الواثق فى قدراته على محاربة الفساد وحل مشاكل مواطنيه.. وهذا ما طالب به الرئيس مرارًا. وأرجوك أن تسأل موظفيك كذلك عن مطالبهم واقتراحاتهم فى حل مشاكل وزارتهم.. اسألهم عن فساد تراخيص المبانى المخالفة فى الأراضى الزراعية.. وكيف سمحوا بتركيب عدادات الكهرباء والمياه لهذه المبانى.. اسألهم عن مصير أموال الصناديق الخاصة فى «المواقف.. النظافة.. الأنابيب»، واسألهم عن استغلال بعضهم مناصبهم فى التربح بطرق غير شرعية.. ولا تنس معرفة رأيهم فى وسائل محاربة الفساد والقضاء عليه.. وابقى افتكر تسألهم عن إهدار المال العام فى مشاريع خدمية كرصف الطرق وأفران العيش واستغلال الأماكن العامة وتأجيرها لأصحاب السطوة والنفوذ.