رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأمل فى جامعة كفر الشيخ


طوال الأسابيع الماضية كانت فجيعتنا كبيرة فيما يخص مستشفى «٥٧٣٥٧» وأسلوب إدارته الغريب والمريب فى آنٍ واحد، والذى يتناقض مع توجه الدولة الذى يقوم على محاربة الفساد ونشر معايير النزاهة والشفافية فى المؤسسات المختلفة، ورغم أن قضية «٥٧٣٥٧» كانت مؤلمة فى تفاصيلها وما جرى بها على قطاع كبير كان يظن أن هذا المستشفى تجربة ناجحة، فإن صدمتهم كانت كبيرة بعد الكشف عما جرى ويجرى فى مستشفى «٥٧٣٥٧» من وقائع مؤسفة تجعلها قضية فساد كبرى وتلاعبًا بأحلام البسطاء فى العلاج والمتاجرة بهم واستغلالهم لجمع التبرعات بصورة غير أخلاقية، ناهيك عن كونها غير قانونية.. إلا أن هناك عشرات المؤسسات المصرية الحكومية والأهلية تحقق نجاحات كبيرة على أرض الواقع ويمكن أن تكون وبحق نماذج رائدة يجب الاحتذاء بها عند محاولة الارتقاء بأى مؤسسة.
من بين هذه التجارب تجربة «جامعة كفر الشيخ»، التى يقودها رجل مخلص محب لوطنه هو الدكتور «ماجد القمرى»، فبمجرد أن تطأ قدماك «حرم جامعة كفر الشيخ» تجد نفسك أمام تجربة ناجحة فى مجال «التعليم الحكومى» الذى لم يردد نغمة «ضعف الإمكانيات»، ولكنه طوّع كل الإمكانيات المتاحة وحشدها بتناغم وتناسق لتظهر لنا فى النهاية «جامعة حقيقية» شكلًا وموضوعًا.
فجامعة كفر الشيخ تم إنشاؤها عام ٢٠٠٦ بعد أن كانت تتبع جامعة طنطا منذ عام ١٩٨٤، وكانت تضم وقت إنشائها ثمانى كليات هى «الزراعة والتربية والطب البيطرى والهندسة والآداب والتجارة والتربية النوعية والتربية الرياضية»، ثم أضيفت لها عام ٢٠٠٩ كلية العلوم، وكان عام ٢٠١١ هو بداية الانطلاق الحقيقى لجامعة كفر الشيخ، ففى نوفمبر من عام ٢٠١١ صدر قرار رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة رقم «٢٣٤» بتعيين الدكتور «ماجد القمرى» رئيسًا لجامعة كفر الشيخ ليبدأ رحلة الإنشاء الحقيقى لجامعة كفر الشيخ.
وكما كشفت لنا قضية مستشفى «٥٧٣٥٧» عن زيف كثير من الوجوه التى كنا نحسبها من رواد العمل الخيرى العام، فإن هذه القضية تدفعنا دفعًا لتسليط الضوء على التجارب الناجحة فى مؤسساتنا التى تُدار بصورة أكثر من رائعة من خلال شخصيات تقدم المصلحة العامة على المصالح الشخصية الضيقة، ومن بين هذه الشخصيات الدكتور «ماجد القمرى» رئيس جامعة كفر الشيخ، فالرجل يتحدث قليلًا ولكنه يعمل بدأب وإصرار كبيرين، ومن خلال هذا «النهج الجاد» نجح فى تحويل «جامعة كفر الشيخ» من مجرد رقم فى «عداد الجامعات» إلى مؤسسة حقيقية، فارتفع عدد كليات الجامعة إلى ٢١ كلية، ولم يتوقف الأمر عند مجرد «الزيادة العددية» ولكن زيادة أعداد الكليات ترافق معها طفرة حقيقية فى الجوهر والمضمون من حيث جودة مستوى التعليم وزيادة الجرعة التطبيقية، فكلية الصيدلة فى الجامعة مثلًا بها مصنع للأدوية لتدريب الطلاب على تصنيع الدواء.. كما تم الاهتمام بالتقنيات العلمية الحديثة وفى هذا الإطار تم إنشاء معهد علوم وتكنولوجيا النانو، حيث إن «تقنية النانو» من المجالات العلمية الحديثة التى تشهد تنافسًا عالميًا على سبر أغوارها والتمكن من مجالاتها مما سيؤدى فى النهاية إلى تطبيق هذه الأبحاث بصورة عملية تخدم مجالات التنمية المختلفة، بالإضافة إلى وجود كلية للثروة السمكية بالجامعة.
والمدهش أن جامعة كفر الشيخ بها مستشفى جامعى يضاهى بل يتفوق على كثير من المستشفيات الخاصة ذائعة الصيت، ويوجد بمستشفى الجامعة نحو ٤٣٣ سريرًا و١٣ غرفة عمليات و٦٣ سرير عناية مركزة، والعلاج به متاح للجميع دون أى أعباء أو تحفظات.
ورغم كل هذا التطور الذى تشهده جامعة كفر الشيخ، فإن الأمر لا يخلو من وجود بعض المنغصات، حيث تحاول بعض «الخلايا الإخوانية النائمة» إثارة القلاقل والفتن داخل الجامعة من خلال ترويج الشائعات والمعلومات المغلوطة كدأبهم دائمًا وأبدًا... ومن هذا المنطلق أدعو أجهزة الدولة المختلفة إلى حماية ما تحقق فى جامعة كفر الشيخ والبناء عليه وتطبيقه فى جامعات أخرى.