رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رجل أعمال تركي يوجه ضربات عنيفة لـ"أردوغان" وصهره

أردوغان
أردوغان

يواجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وصهره ووزير المالية، فرات البراق، عدوًا غير تقليدي، يناهض استراتيجية أنقرة الرامية إلى إنقاذ الاقتصاد التركي من العثرة التي آل إليها، ففي حين يسعى أردوغان منذ فوزه في الانتخابات الأخيرة إلى الخروج من أزمة بلاده الاقتصادية، وتقليص نسبة التضخم، وعودة الروح إلى الليرة التركية، التي وصلت إلى أدنى مستوياتها مقابل الدولار الأمريكي (4.5 ليرة مقابل الدولار)، عمل رجل الأعمال التركي "أكير أوكان"، الذي يصفه أردوغان بـ"الخائن"، على إبعاد المستثمرين العقاريين الأتراك وغيرهم عن السوق التركية.

ودشَّن رجل الأعمال التركي، من خلال شركته التي تحمل اسمه "أوكان"، مشروعًا عقاريًا في ولاية ميامي الأمريكية، لاجتذاب المستثمرين الأتراك على وجه الخصوص، لاسيما في ظل بحثهم الدءوب عن آلية للحفاظ على قيمة أموالهم إزاء الهبوط المتواصل لسعر الليرة التركية.

والمشروع الذي يدور الحديث عنه، حسب مجلة "كالكاليست" الاقتصادية، يتضمن بناء 389 وحدة سكنية فندقية في إطار أبراج يطلق عليها "أبراج أوكان"، وتضم عددًا من الحمَّامات التركية الكلاسيكية، ويزيدها سعرًا إطلالتها العريضة على البحر.

وفي محاولة لتسويق مشروعه، دشَّن رجل الأعمال التركي نموذجًا لوحداته السكنية الفندقية في مدينة إسطنبول، فسال أمامه لعاب المستثمرين، لاسيما أن رجل الأعمال التركي يعتزم أن يستثمر في مشروعه 300 مليون دولار، وينتهي منه عام 2022.

وفي تعريفها لخصم أردوغان، قالت المجلة الاقتصادية إن رجل الأعمال "أكير أوكان" من النوع الذي يعلم كيف يثير حفيظة الرئيس التركي، ودوائره المعنية بمحاولات منح الاقتصاد التركي "قبلة الحياة"، فالرجل الذي بدأ حياته معلمًا للرياضيات، يعتمد في إنعاش استثماراته على الظروف المتردية، التي يعانيها الاقتصادي التركي.

وفي حين يدرك أوكان اعتماد أردوغان على سوق العقارات لإنعاش اقتصاد بلاده، ويعمل على توفير الظروف الملائمة لاجتذاب المستثمرين في هذا المجال، يمنح خصمه فرصًا أوسع للمستثمرين الأتراك ويجذبهم نحو السوق الأمريكية.

وأمام حالة التجاذب بين الرجلين، يصر أردوغان على إدارة المعركة، فيغري المستثمرين بتقليص سعر الفائدة، ليحرضهم على الحصول على قروض ورهون عقارية، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على زيادة معدل شراء الوحدات السكنية، وينعش سوقها الراكدة.

وكانت استراتيجية أردوغان محل خلاف بين أردوغان ومحافظ المصرف المركزي التركي خلال السنوات القليلة الماضية، واعتبره الرئيس التركي في نهاية المطاف "خائنًا"، يسعى إلى تقويض خطته الاقتصادية، الرامية إلى إنقاذ الاقتصاد الوطني.

وفي أعقاب فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وإجراء الإصلاحات التشريعية، التي منحته صلاحيات لتعيين محافظ جديد للمصرف المركزي، وإلى جانب تولي صهره فرات البراق حقيبة المالية، تفهم المستثمرون الأجانب، وكذلك محافظ المصرف المركزي اتجاه رياح أردوغان، فرغم أن المحافظ قرر الأسبوع الماضي الإبقاء على سعر الفائدة بنسبة 15.75%، والتراجع عن تغييرها في ظل ارتفاع نسبة التضخم بما يربو على 15%، لكنه عدَّل في الوقت نفسه توقعات نسبة التضخم نهاية العام الجاري، لتصبح 13.4% في مقابل النسبة المتوقعة سابقًا، والتي لم تتجاوز 8.4%.

وإزاء تلك التحولات، قرر المستثمرون داخل وخارج تركيا الحفاظ على أموالهم، والتراجع عن أي مغامرة تنطوي على تبعات خطيرة، وهو الأمر الذي أسهم في إقبال المستثمرين أنفسهم على مشروع رجل الأعمال "أكير أوكان"، "عدو" الرئيس التركي أردوغان.