رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بروكسيل تسعى لتطبيع العلاقات بين الصرب وكوسوفو

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تتصاعد الضغوط الدولية والمحلية على كل من جمهوريتي الصرب وكوسوفو للوصول إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما وإنهاء الخلافات العالقة، وفي إطار ما يسمى "حوار بروكسيل" تبذل مؤسسة فريدريش ايبرت الألمانية جهودا لإقامة جسور تواصل بين مراكز الأبحاث ومنظمات العمل المدني والسياسيين والأكاديميين في كل من صربيا وكوسوفو لصياغة أجندة عمل طويلة المدى ذات أربعة سيناريوهات للوصول إلى حالة سلام دائم وشامل بين الجارتين البلقانيتين بحلول العام 2035.

ويؤكد خبراء الشئون السياسية في منطقة البلقان احتمالات تجدد الصراع المسلح بين جمهوريتي الصرب وكوسوفو ما لم تعمل دول الاتحاد الأوروبي بجدية أكبر على تأكيد التزام البلدين نهج السلام والتعايش في بناء علاقاتهما وفقا للمنظور الأوروبي لتحقيق الاستقرار في منطقة البلقان.

وتأتي تلك الجهود في الوقت الذي تحتفل فيه جمهورية كوسوفو بعيد استقلالها العاشر هذا العام، لكن المخاوف تتصاعد في عاصمتها برشتينا من عودة أجواء الصراع المسلح مع جمهورية الصرب التي انطلقت من عاصمتها بلجراد انتقادات لاذعة لسياسات كوسوفو يرى المراقبون أن استمرارها من شأنها أن يذيب " صراعا مجمدا " بين برشتينا وبلجراد، ويزيد الوضع سوءا أن بلجراد لا تزال غير معترفة باستقلال كوسوفا حتى الآن وتعتبرها إقليما تابعا لها برغم زوال أي شكل من أشكال السيطرة العسكرية لبلجراد على كوسوفو منذ قصف طيران حلف شمال الأطلنطي لها في العام 1999.

وبينما تعترف غالبية دول الاتحاد الأوروبى باستقلال كوسوفو وتعاملها كبلد مستقل، تتبنى روسيا سياسات داعمة لجمهورية الصرب تصل إلى درجة التحالف واستخدمت موسكو الفيتو في مجلس الأمن الدولي لإجهاض مساعي كوسوفا للحصول على عضوية الأمم المتحدة.

ويتبنى الاتحاد الأوروبي جهود وساطة من خلال ما يعرف " بحوار بروكسيل " لترطيب الأجواء بين بلجراد وبرشتينا وهو ما أدى إلى الحد من كثير من المشكلات الإدارية التي كانت تعقد الحياة اليومية بين مواطني البلدين، فقد قامت جمهورية كوسوفا بتفكيك مؤسسات الدولة الصربية في شمال كوسوفا مثل المحاكم ومقار الشرطة، لكن بقيت المشكلة الأخطر كامنة في تباين وجهات نظر البلدين بشأن مليونين من ساكني شمال كوسوفا غالبيتهم من أصول ألبانية.