رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الملك فاروق لرشدي أباظة: "هقتلك يعني هقتلك"

 رشدي أباظة
رشدي أباظة

بعد انفصاله عن المغنية آني برييه، أحب رشدي أباظة، فلورنس رئيسة فريق الباليه الذي يعمل في "الأوبرج"، كان عمرها 38 سنة بحساب السنين، و18 سنة بحساب الأنوثة والرقة كما وصفها فيما بعد.

وحدث أن تكلم "أباظة" معها بشأن الملك فاروق قائلا: إن الملك ابن ذوات ولكنه لا يصلح لحكم مصر، وفي يوم عادت "فلورنس" من عملها فوجدت "رشدي" يسبح في حمام السباحة بفندق "مينا هاوس"، فارتدت "مايوه بكيني" وقفزت إلى جواره، وقالت وهي تحتضنه وتقبله بحرارة إن الملك كان موجودًا في "الأوبرج" هذه الليلة، وأنه دعاها إلى مائدته، وجلست معه نصف ساعة، نقلت له خلالها رأي (رشدي) عنه.. فرد عليها الملك بقوله "سأعرف كيف أؤدب هذا الوغد الأباظي!".

قالت "فلورانس" هذه الكلمات وكأنها تتحدث عن شخص عادي وليس الملك فاروق، وضحك "رشدي" وظلا يسبحان حتى امتزج جسداهما بالماء ولف "رشدي" خصرها بذراعه وخرجا ليجلسا على مائدة قريبة من حمام السباحة، وانسابت كلمات الغرام والعشق بينهما، وفجأة هبطت يد ثقيلة على كتف "رشدي".. فالتفت بسرعة ليجد مسدسًا مصوبًا نحو رأسه.

ارتعدت أوصاله والتفت إلى الخلف ليصعقه المنظر المذهل، الملك "فاروق" شخصيًا يقف بشموخه المعروف مصوبًا مسدسه إلى رأسه، ساد الصمت المكان وعجز "رشدي" و"فلورانس" عن الكلام، لكن الملك كان لديه ما يقوله: "أنا قررت أقتلك" قالها ببساطة شديدة وكأنه سيطلق رصاصته على "طائر" في رحلة صيد، وقبل أن ينطق "رشدي" وضع الملك المسدس أمامه على المائدة، واستطرد قائلًا: هذا المسدس هدية مني لك، حتى تستطيع الدفاع عن نفسك في المرة القادمة، لأنني "هقتلك يعني هقتلك" وأطلق ضحكة "ملكية" مزقت سكون المكان، ثم انصرف!.

خيم الذهول على رشدي أباظة، وتجول السؤال في ذهنه: هل كان الملك يعني بالفعل ما يقوله؟ ونظر إلى المسدس فوجده مرصعًا بالذهب ومطبوع عليه التاج الملكي، فقال لنفسه: إنه تحفة رائعة، ولابد أن احتفظ به حتى لو حاول الملك قتلي، وأدركت "فلورانس" ما يدور في ذهنه، فبادرته قائلة: لا تخف يا رشدي، الملك يمزح معك، فرد عليها مؤكدًا أنه ليس خائفًا، ثم صعدا إلى غرفتهما في الفندق، وذلك حسبما ذكر أحمد السماحي في كتابه "الدنجوان"..