رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فيديو| «ضحية القرنية» بالقصر العينى.. الحكاية الكاملة على لسان ذويه

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أحدثت واقعة نزع قرنية مريض متوفى بمستشفى قصر العينى، ضجة واسعة على صفحات التواصل الاجتماعى، بعد اتهام أهل المتوفى، إدارة المستشفى بسرقة القرنية من جثمانه، فى حين ردت الأخيرة بأن الإجراء تم اتخاذه وفقًا لقانون صادر عام ٢٠٠٨.

كانت البداية عندما تبلغ لأهل إحدى الحالات الموجودة بمستشفى القصر العيني بوفاتها، وذهبوا ليتسلموها، إلا أنهم بشئ مريب، خاصة بعد طلب زوجة المتوفي وأبنائه إلقاء نظرة الوداع عليه، وإصرار العاملين بالمستشفى على الرفض، حتى تمكنوا من الدخول بالقوة، ليروا نهر دم جارٍ من عين الجثة، حيث اكتشفوا عين بدون قرنيتها وأخرى مخيطة، الأمر الذي أثار ثورة غضب شديدة لدى الأهل، وانتقلت إلى الشارع المصري، وتزايدت الأقاويل هنا وهناك، حتى تمكنت «الدستور» من كشف الواقعة من داخل محل إقامة المجني عليه بالخصوص.

♦ طبيب من خارج المستشفى هو من حدد وحدة الرعاية بالتنسيق مع أفراد بالداخل
في أحد المنازل البسيطة بمدينة الخصوص التابعة لمحافظة القليوبية، يقطن محمد عبد التواب البالغ من العمر 47 عاما، رب أسرة تتكون من ثلاث أبناء وزوجة، وكان يعمل محاسبًا في إحدى الشركات الخاصة، عانى منذ مدة من أمراض عدة، أبرزها السكر وضعف عضلة القلب، وبدأ يجوب عيادات ومستشفيات مصر شرقا وغربًا، كي يتوصل إلى علاج لحالته، ومن ضمن الأطباء الذي ذهب للعلاج في عيادته الخاصة، طبيب يدعى «شريف. ا»، من حي باب اللوق، الذي وجه المجني عليه إلى مستشفى القصر العيني وخصص له وحدة رعاية 23 قلب بالاسم، وتواصل مع أشخاص هناك لاستقباله.

وبالفعل توجه المجني عليه بصحبة زوجته وعديله ويدعى «رضوان أحمد رضوان» إلى المستشفي يوم الأحد الموافق 22 من الشهر الجاري، واستقبلهم طبيب تم إبلاغه مسبقًا من قبل الدكتور «شريف» ويدعى «بيشوي»، والذي قام بعمل فحوصات أولية ومن ثم حجزه بالرعاية، في الوقت ذاته طلب من مرافقيه قطع تذكرة والتبرع بالدم وبالفعل أنهوا تلك الإجراءات، ومن بعدها انقطع كل سبل الاتصال بينهم وبين الحالة في ذلك اليوم، فانصرفوا، وكانت أسرته تزوره كل يوم في الميعاد المخصص للزيارة وكان بحالة مستقرة.

♦ المريض أبلغ زوجته قبل وفاته بـ3 ساعات بأن شئ غريب يتم
حُدد موعد لإجراء عملية قسطرة على القلب، وذهب شقيق المجني عليه لإنهاء إجراءات تحويل تكاليف العملية على نفقة الدولة، لكن سرعان ما استقبل مكالمة من شقيقه المجني عليه يبلغه بأن الطبيب المشرف على حالته ألغى العملية لخطورتها عليه، خاصة وأن عضلة القلب ضعيفة، مما يعتمد على معالجته بالعقارات لمدة أيام بالمستشفى، ومن ثم يتم خروجه وإكمال العلاج في المنزل.

وقبل وفاته بيوم ذهبت امرأته لزيارته وكان بحالة جيدة، وسعيد بطمأنة الطبيب له بعدم إجراء العملية والاكتفاء بالعلاج، وفي اليوم الذي تلاه وهو يوم الوفاة، تلقت أسرته مكالمة منه في تمام السادسة صباحًا، وأبلغهم بأن هناك شئ غريب تم، حيث تم استدعائه في تمام الساعة الرابعة بعد منتصف الليل، وإجراء آشعة دون إبلاغه بنوعها أو سببها، بعد ذلك قاموا بوضعه على أحد الأجهزة، وبعد إنهاء مكالمته مع أسرته اتصل بأحد أصدقائه ويدعى «خالد»، واستمرت المكالمة لمدة قصيرة انتهت بقول المجني عليه: "أنا هريح شوية علشان حاسس بإجهاد وهكلمك أما أصحى"، وفي تمام التاسعة والنصف صباحًا اتصلت زوجته على هاتفه، وتفاجأت بأن أحد الممرضات هي التي ترد عليها، وأبلغتها بخبر وفاته، هنا أسرع جميع أفراد العائلة إلى المستشفى لاستلام الجثمان ولاحظوا على غير العادة أن الإجراءات انتهت بشكل سريع، ولم تستغرق 10 دقائق.

♦ رفضوا دخول أسرته لإلقاء نظرة الوداع.. وتفاجئنا بعينه تنزف ومسلوب قرنيتها
قبيل تغسيل الجثة، طلبت زوجته وأولاده إلقاء نظرة الوداع عليه، فقوبل الأمر بالرفض، وطلبوا منهم الكفن، بدون دخول أحدهم أثناء الغسل، لم تستطيع الزوجة أن تمنع نفسها من عدم رؤيته وأصرت على توديع زوجها، وقامو بالدخول بالقوة، فوجئوا أن العمال قاموا بإطفاء الأنوار، وعندما طُلب منهم إشعالها قالوا إن الكهرباء مقطوعة؛ وأضاف «رضوان» عديل المجني عليه، لاحظت أن هناك مبرد للمياه في نفس المكان يعمل بشكل طبيعي، فتسائلت كيف تكون الكهرباء مقطوعة وهو يعمل، فشعرت بشئ غريب، قمنا بإشعال مصباح الهاتف وسلطته على وجه الجثة، تفاجئنا بأن نهر من الدم يسيل من عينيه، وعندما تحققت من وجهه، لاحظت أن هناك عين لا يوجد بها قرنية، وأخري مخيطة بشكل غير أدمي.

♦ الطبيب الشرعي أكد لنا أن القرنية أُخذت قبل الوفاة
قال «شعبان» نسيب المجني عليه: "توجهت لنقطة شرطة المنيل، وتقدمت ببلاغ لإثبات الحالة، وعلى الفور توجهت الشرطة للتحقيق في الأمر، وقام أحد أفراد التحقيق باستدعاء العاملات التي نقلت الحالة من الرعاية إلى الثلاجة وقالت إحداهن: طُلب مني إنزال الحالة إلى الثلاجة، واستلمها مني ثلاث أشخاص، (ياسر، شعبان، ومحمود)، بعد الاستلام لم أجد أثر دماء على الفراش الذي كان يلتف به وينام عليه، بينما قال تقرير الطبيب الشرعي إن القرنية تم الاستيلاء عليها قبل الوفاة بساعتين.

وبخصوص تصريح فتحي خضير عميد كلية الطب في القصر العيني قال "رضوان"عندما أثار الأمر جدلًا واسعا، استدعى خضير زوجة وشقيق المجني عليه، وأخرج ورقة من مكتبه وقال: أنا أملك ورقة لقانون يبيح لي أخذ القرنية دون الرجوع لأهل المتوفى.

وتساءل «شعبان» على حسب قول «خضير» كيف يحق لأحد أخذ القرنية بالمجان ودون استئذان رغم أنه إذا احتاج شخص ما زراعة قرنية ستجرى له العملية بمبالغ مهولة، مما يجعل الأمر مدعاة للشك في مصير الأعضاء التي تسلب دون علم أحد.

♦ ابنة المجني عليه: «حرموني من حضن بابا»
بنبرة حزن شديد عبرت نجلة المجني عليه عن ما بداخلها قائلة: "كتبت جواب لبابا، قولتله فيه: وحشني أوي، ونفسي أحضنك، هتخرج من المستشفى بألف سلامة وترجعلنا".

وأضافت: في أخر مرة سمحت لي والدتي بزيارة أبي، حضنني وكأنه يودعني حيث كانت أخر مرة يضمني اليه.