رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

واتقوا يوماً تُرجعون فيه إلي الله


فَضَل الله عز وجل الإنسان علي سائر المخلوقات بالعقل حتي نُميز بين الخير والشر , والحق والباطل , وحتي نزن الأمور لنسعد في معايشنا دنيا وآخرةً , ولما كانت النفس البشرية بطبيعتها كثيرة التقلب ما بين ذكر وغفلةً وطاعة ومعصية وفرح وحزن , وتأمر صاحبها بالسوء تارةً وتُرغبه فيه أخري .

لذلك وجب علي كل عاقل أن يقف مع نفسه وقفات ليحاسبها علي ما بدر منها , ويلجمها بتقوي الله ومراقبته في كل قول وعمل .. قال تعالي :

( قد أفلح من زكاها , وقد خاب من دساها ) الشمس : 9, 10 .

فالعاقل لا يعصي الله عز وجل وإن وجد غير طاعة في مكان ما فليستغفر الله عملاً بقوله تعالي :

( إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يُبدل اللهُ سيئاتهم حسنات وكان اللهُ غفوراً رحيماً ) الفرقان : 70 .

علينا أن نقف مع أنفسنا للحظات لنسأل أنفسنا ماذا قدمنا للقاء الله ؟  وماذا قدمنا لوطننا ؟  وماذا عن راحة الضمير في كل ما قدمنا ونقدم ؟

-         جاء رجل للنبي صل الله عليه وسلم , وقال متي الساعة ؟

-         فقال له النبي وماذا أعددت لها ؟

-         فقال الرجل : لا شئ إلا أني أُحبُ الله ورسوله .

-         فقال له النبي : أنت مع من أحببت .

 

الإنسان لم يُخلق هباءاً منثوراً .. قال تعالي :

( وقفوهم إنهم مسئولون ) الصافات : 24 .

 

محاسبة النفس علامة علي قوة إيمان العبد بربه , وذلك لأنه يستحضر عظمة الوقوف بين يدي الله عز وجل  يوم القيامة وما فيه من أهوال وأحوال يشيب لها الولدان .. قال تعالي :

( وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون , إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون ) .