رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على أمين 9.. أيام الحب بين آدم وحواء

جريدة الدستور

يدير آدم ظهره لحواء، ويستغرق فى نوم عميق، حواء تمرر أصابعها فى شعره برفق، ولكنه يستمر فى نومه. تربت بيدها فى حنان على كتفه فلا يتحرك. تزغده «ناكشة» بأصابعها فى ظهره، فتسمع غطيطه.
حواء: آدم! آدم!
آدم: ماذا جرى؟ هل اكتشفت طريقة للتدفئة؟
حواء: نعم القبلة الحارة والكلمة الحلوة.
آدم: سأقبلك فى الصباح يا حبيبتى.
حواء: وتتركنى أموت من البرد طوال الليل، لقد تعودت على قبلات الليل إنها ترفع درجة حرارتى وتريح أعصابى، هل تريد أن أموت من البرد طوال الليل.
آدم: أبدًا.. نامى يا حبيبتى.
آدم يطبع على جبينها قبلة خاطفة، ثم يدير ظهره وينام.
حواء: هل تسمى هذه الطريقة قبلة.
آدم: نعم إنها قبلة نائم.
حواء: إنها قبلة فاترة لا طعم لها أريد قبلة تعيش فى شفتى حتى الصباح.. قبلة تملؤنى بالدفء طوال الليل.. استيقظ وقبلنى.
آدم: هل نسيت أننى مرهق متعب بعد أن سرت الساعات الطوال أبحث لك عن طعام.
حواء: إن تعب الانتظار أقسى من تعب المشى على الأقدام.
آدم: هل انتظرت طويلًا؟
حواء: كانت اللحظات تتسكع.. تصور أن هذه هى أول مرة أنتظرك فيها كنت أنت الذى تنتظر دائمًا.. والليلة ذقت مرارة الانتظار.
آدم: كنت تسخرين منى عندما أشكو انتظارى الطويل.
حواء: كنت أتدلل عليك، كنت أتصور أن انتظارك سيضاعف شوقك إلىَّ.
آدم يحيطها بذراعيه.. ويضمها بقوة إلى صدره.
آدم: والآن تعالى أقبلك. تدفعه فى دلال.
حواء: أنت تعب ومرهق.. هل نسيت أنك فى حاجة شديدة إلى النوم؟
حواء تدير ظهرها، وتتظاهر بالنوم.
آدم: تعالى أقبلك.
حواء: قل لى أولًا هل تحبنى؟
آدم: أنا أكره أن أكرر نفسى.
حواء: ولكننى أريد أن أسمع نفس الإجابة ملايين المرات، عندما أسمع منك كلمتى «أنا أحبك» أحس أننى أسمعهما لأول مرة.. تزداد ضربات قلبى وأحس بالدفء يتسلل إلى جسدى، كل مرة أسمعها أجد فيها معنى جديدًا أسمعه لأول مرة.
آدم: ولكننى أكرر نفسى بالكلمات.. نفس الحروف.
حواء: هذه الحروف تتحول إلى لحن موسيقى فى أذنى وفى كل مرة أسمعها أتصور أننى أسمع لحنًا جميلًا خالدًا.
آدم يضمها بقوة إلى صدره، ويطبع على شفتيها قبلة طويلة جدًا.
آدم: وماذا تقول لك هذه القبلة؟
حواء: تقول لى كلامًا تحمر له الوجوه.
آدم: هل تختلف عن قبلاتى السابقة؟
حواء: إن طعمها جديد ولذيذ.
آدم: يا لك من ساذجة.
حواء: تعالى نجربها مرة أخرى.
آدم يحيطها بذراعيه، ويطبع على شفتيها قبلة أخرى.
آدم: إنها فعلًا من قبلات زمان ما هو السبب؟
حواء: لعل السبب أننا أصبحنا أكثر خبرة بفن القبلات.
آدم: كلا.. ليس هذا هو السبب.
حواء: إننى أشعر أن درجة حرارتنا ارتفعت ارتفاعًا غير عادى.
آدم: لقد وجدت السر. إن ارتفاع الحرارة هو الذى جعل للقبلات هذا الطعم اللذيذ.
حواء: وحتى عناقنا تغير.. لقد فتح ارتفاع درجة الحرارة شهيتى للعناق لماذا لا نرفع درجة حرارة طعامنا أيضًا؟ تعالى نجرب رفع درجة حرارة الأعشاب والخضروات التى نأكلها سيتحسن طعمها كما تحسن طعم القبلات والعناق.
آدم: ولكن احتكاك جسدك بجسدى هو الذى رفع درجة الحرارة.. فكيف نرفع درجة حرارة الطعام؟
حواء: تعالى نجرب.
آدم: سنجرب فى الصباح.
حواء: لا أستطيع الانتظار.. فأنا لا أريد هذا الدفء لجسدى وحدى.. إننى أريده لروحى أيضًا أريد طريقة أتمتع بها بالدفء وأنت غائب عنى.
يترك الاثنان فراشهما ويجلسان على الأرض يحاولان خلق الدفء بواسطة الاحتكاك. يمسك آدم قطعتين من الخشب، ويحكهما بقوة لمدة طويلة.
حواء: هذه هى الطريقة لقد نجحت فى رفع درجة الحرارة.
آدم: أنت تتوهمين.. لم ترتفع درجة الحرارة.
حواء: لقد ارتفعت.. والدليل على ذلك هو العرق الذى يغطى وجهك.
آدم: لقد رفعت درجة حرارتى.. ولم أرفع درجة حرارة الخشبة. تعالى نجرب احتكاك الصخور.