رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عام التعليم.. هل يُصلح من وضع المعلم؟


استمعت أثناء حضورى المؤتمر الوطنى السادس للشباب، فى جامعة القاهرة، لرؤية الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، لتطوير التعليمين العام والفنى، والحقيقة أن الرجل قدم مشروعًا طموحًا جدًا قد يؤدى بالفعل إلى نقلة حقيقية فى ملف التعليم إذا ما تم تنفيذه بشكل علمى وصحيح، مبتعدين عن أساليب «الفهلوة» التقليدية المعتادة، بالطبع نعلم كون الوزير رجلًا تقلد مناصب دولية عدة، وله اسمه المرموق فى الأوساط العالمية، لكن يبقى التساؤل والتحدى: هل الأدوات والأشخاص العاملون فى وزارته الذين سيتم من خلالهم تنفيذ مشروع الوزير لديهم نفس الكفاءة؟!، الأمر الثانى عن المشروع نفسه: هل درسنا كل الإمكانيات اللوجستية والتقنية المطلوبة لتنفيذه فى أبعد قرية فى الصعيد أو وسط الدلتا؟!، السؤال الثالث: ماذا عن العنصر الأكثر تأثيرًا فى عملية التعليم، ماذا عن المعلم؟!.
انطلق الوزير من نقطة أساسية لعرض وجهة نظره الطموحة فى فيلم تسجيلى عن مشكلة التعليم فى مصر، واللافت أن الفيلم احتوى فى أكثر من لقطة على مادة صحفية مأخوذة عن موقع مصر العربية، الذى اتخذت الدولة قرارًا بحجبه!، بل إن رئيس تحرير الموقع نفسه الكاتب الصحفى عادل صبرى محبوس احتياطيًا بتهمة نشر أخبار كاذبة!، ليست هذه ملاحظة قد تغير من الأمر شيئًا، لكنها تقودنا إلى أنه ربما لم يبرز المشكلة- القائمة بالفعل- أكثر من موقع تصنفه الدولة باعتباره يجب حجبه! (نريد نظرة أخرى للإعلام والصحافة اللذين نحتاج إلى قدراتهما الرقابية لكشف المشاكل ومحاولة حلها). على أى حال انطلق الوزير وبشكل علمى من تحديد المشكلة، فنظام التعليم القائم لا يحقق الغرض منه، وهذا أمر صحيح، لكن الوزير قفز إلى نتيجة أن أى نظام آخر سيكون أفضل فلِمَ التخوف إذن؟ وهذا أمر مقلق، فالأهم حين تتوافر لنا فرصة لتغيير جذرى وجرىء لنظام التعليم أن ندرس ونناقش كل تفصيلة بعناية، وليس من قاعدة أن الحالى سيئ جدًا فأى تغيير سيكون أفضل!.
عناصر العملية التعليمية أربعة «طالب، معلم، مدرسة، منهج دراسى»، تحدثنا عن المدارس، وكيف أن هناك طفرة فى عدد المدارس الجديدة لحل مشكلة الكثافة، وجرى على مدار السنوات الماضية ترميم وبناء عدد كبير من المدارس بالفعل، وتحدث الوزير بشكل مستفيض عن تطوير المناهج ونظام الامتحانات، رغم معلوماتى أنه لا توجد تغييرات جوهرية فى مناهج الصفوف الثانوية، بل أستطيع أن أؤكد من مشاهدات واضحة أن طلاب الصف الأول الثانوى الذين سيطبق عليهم النظام الجديد بدأوا الدروس الخصوصية من الآن!.
خطوة مهمة تلك التى أعلنها الرئيس السيسى باعتبار أن عام ٢٠١٩، عام التعليم، لكن يبقى عنصر المعلم وتدريبه فنيًا وتأهيله معنويًا وماديًا ليكون قائدًا لعملية التطوير أمرًا غاية فى الأهمية، وبكل صراحة، ومع احترامى لشخص السيد رئيس البرلمان الدكتور على عبدالعال، الذى أكد أن أوضاع المعلمين المالية جيدة!، فإننى أقول الحقيقة التى يعلمها الجميع، إن أوضاع المعلمين المالية شديدة البؤس، وهذا أمر يمس الأمن القومى حرفيًا، فلا يمكن تطوير التعليم، بينما ماكينة التعليم الأساسية، وهى المعلم، بحاجة إلى صيانة فنية ومادية!، فحرصًا على نجاح المشروع نرجو دراسة أوضاع المعلمين بشكل منصف، اللهم بلغت، اللهم فاشهد.