رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجد السادات.. تل أبيب تنشر أسرار الساعات الأخيرة قبل "كامب ديفيد"

جريدة الدستور

كشف مركز التعليم الإسرائيلى «the Center for Israel Education»، عن وثائق مهمة، تحكى تفاصيل الساعات الأخيرة قبيل توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، والمعروفة باتفاقية «كامب ديفيد».
وتُظهر الوثائق تفاصيل جديدة عن الضغوط الأمريكية التى مارستها واشنطن على تل أبيب، لتسحب قواتها من الضفة الغربية لفلسطين عام ١٩٧٨، كما أن الرئيس الراحل أنور السادات طالب إسرائيل بالانسحاب الكامل من المناطق التى تم الاستيلاء عليها فى الحرب مع قيام الدولة الفلسطينية.

يأتى هذا الكشف بعد مُضى ما يقرب من ٤٠ عامًا على توقيع الاتفاقية، التى أنجزها الرئيس الأمريكى الأسبق، جيمى كارتر، وفى إطار الاحتفال بالذكرى الأربعين لمعاهدة السلام.
وتناولت أولى الوثائق تفاصيل مباحثات الرئيس الأمريكى جيمى كارتر، وفريقه، مع رئيس الوزراء الإسرائيلى- وقتها- مناحيم بيجن، ومستشاريه، خلال لقاء شهدته الحديقة الشمالية للبيت الأبيض، قبيل توقيع المعاهدة.
وأظهرت الوثيقة وجود نية أمريكية جادة، لضمان التوصل إلى اتفاق سلام أوسع نطاقًا بين إسرائيل والعالم العربى، وليس مصر فقط، وهو ما يجعل إسرائيل مجبرة على التخلى عن معظم أراضى الضفة الغربية وغزة وهضبة الجولان، وليس سيناء فقط.
وشرحت الوثيقة كيف سعت إدارة كارتر إلى إقامة دولة فلسطينية، من خلال طلبها من إسرائيل سحب قواتها من الضفة وغزة، ولكن فى الوقت نفسه لم تشترط على إسرائيل الانسحاب الكامل من جميع الأراضى التى احتلتها عام ١٩٦٧، للتوصل إلى اتفاق سلام.
ورأى الجانب الإسرائيلى أن مغادرة الضفة الغربية ليست ضرورية للوفاء بقرار الأمم المتحدة ٢٤٢، الذى صدر فى أعقاب حرب الأيام الستة عام ١٩٦٧، بدعم من إسرائيل، ودعا الدول العربية إلى قبول حق إسرائيل فى «العيش فى سلام داخل حدود آمنة ومعترف بها بعيدًا عن التهديدات أو أعمال القوة».
واعترض الفلسطينيون على القرار، لأنه لم يشر إليهم صراحة، وهو ما أكده وفد بيجن فى اجتماعه مع كارتر عندما رفض اقتراحه، وقال بيجن «قدم لنا المصريون فى البداية اقتراحًا يدعو إلى الانسحاب من سيناء والضفة الغربية وغزة والجولان، لقد قلنا إن هذا كان مستحيلًا، وقلنا إن قرار الأمم المتحدة ٢٤٢ لا يطالب بالانسحاب الكامل».
وقال بيجن أيضًا «إن السادات يطالب بانسحاب إسرائيل كاملًا من جميع المناطق التى تم الاستيلاء عليها فى الحرب وأن تقوم دولة فلسطينية».
وقال بريجينسكى- حسبما أظهرت الوثيقة: «فى المحادثات ناقشنا مع إسرائيل سحب قواتها من الضفة الغربية وغزة، إلى مواقع متفق عليها، وإذا كانت السلطة فى الضفة الغربية ستؤول من إسرائيل الى الأردن، عندئذ قد تكون الخطة هى أساس الحل ويمكن أن تفتح الطريق أمام السلام».
وأضاف بريجينسكى- ردًا على رفض تل أبيب الانسحاب بدعوى حماية الإسرائيليين- متحدثًا إلى بيجن: «بدلًا من ذلك، قد تكون هناك شكوك قوية بأنك تنوى إبقاء سيطرتك، وأنك تنوى التعامل بشكل مختلف تمامًا مع سيناء، ومع الضفة الغربية، ونحتاج إلى حل يوضح أن خطتك يمكن أن تكون أساسًا للسلام، وبعد ذلك، تستطيع مصر والأردن والفلسطينيون المعتدلون الذين يريدون التعايش مع إسرائيل المضى قدمًا».
وحسب الوثيقة فقد انتهى الاجتماع مع كارتر الذى طلب من بيجن أن يكون «مرنًا» بشأن المسارات المحتملة فى المضى قدمًا إلى الأمام فى المفاوضات، قائلًا: «لقد وصلنا إلى نقطة النجاح المحتملة، لكننا على وشك الخسارة بسبب تعنتك».
وأكد المركز الإسرائيلى للتعليم أن الكشف عن الوثيقة يأتى ضمن سلسلة من ١٠ أجزاء، ستسلط الضوء على محاولات إدارة كارتر لحل الصراع العربى الإسرائيلى، سينشرها المركز خلال الأيام المقبلة.