رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رحاب هاني تكتب: عم "سيد"..!

رحاب هاني
رحاب هاني

كان عندي حوالي ١٣سنة ، كنت باخد درس في اخر شارع بيت جدتي ؛ ماكنتش بحب الدرس ده ابدا ؛
انا ماكنتش بحب الدروس عموما ولا المذاكرة بس الدرس ده بالذات مكنتش بطيقه لأنه كان بيبدأ ٦:٣٠ / ٧ ويخلص مثلا ٨ او يتأخر شويه !
وهنا تكمن الأزمة ؛
"المسلسل هيبدأ" -قلتها لامي عشان تبُصلي بصه بنتي غبية مش عايزة تروح الدرس عشان مسلسل- !
بس الموضوع ماكنش في المسلسل الحدوتة اكبر من كده !
انا ماكنش عندي ساعتها اَي نوع من انواع التكنولوجيا ولا كمبيوتر ولا الأفلام دي وانا كنت بحب تتر المسلسل بحبه عشان كلامه ؛ كنت كل اما اسمعها اتعصب كنت عايزة افهم اللي كتبه ده عمل كده ازاي منين ..... فكنت بقعد كل يوم اتفرج علي تتر البداية والنهاية وأجيب ورقة وقلم وأركز في الكلمات واكتب وراه !
خلصت الدرس ونزلت جري كنت حرفيا بجري في الشارع لحد اما وصلت عالناصية كانت هتهفني عربية نص نقل ماشوفتهاش من كُتر ما كنت مستعجلة ......
طلعت اربع ادوار وانا بنهج ......
بخبط عالباب بهيستيريا ؛
صوت جدي بيزعق "ايه البنت المجنونة دي ؟"
امي "المسلسل هتتجنن من الفن" !
دخلت رميت كل حاجة وعليت الصوت على الاخر ؛
وطلعت الكراسه:
"دى دمعة من قلبى على الخد جارية؟!
ولا دى بسمة.. نسمة فى مسامّى سارية؟!
لا لا.. دى أرواح طاهرة.. طايرة فى براح
وذكرى عمر ف توهة وف توبة راح
يا قلبى عيش.. على زقزقات الكناريا"
.
.
لحظة استثنائية هي بالتأكيد ؛ ازاي ازاي معنى زي كده يتكتب بمنتهى السلاسة و بمنتهى الصعوبة ؟
.
.
"بين رهبة م التوهة.. وتوبة برغبة
سددنا ديننا.. وغيرنا أغنى.. وأغبى
وقلوب مصاحبة الحق.. صاحية ومشاغبة
وقلوب تدوب ما تتوب.. ولا هي دارية
يا قلبى عيش على زقزقات الكناريا"
.
.
و"نورت اللمبة"
انا نفسي اعمل كده ؛
نفسي اكتب ..... نفسي أبقى زيه !
اكتب كلام سهل وبسيط ومن بساطته تكون صعوبته و استحالته !
انا نفسي أبقى زيه !
وكبرت
وفضلت كلماته هي الدافع أني احاول اكتب طبعا فشلت أني أبقى زيه لانه ماينفعش بس فضل هو في قلبي !
فضلت كلماته تلامس وجداني وتوّنس روحي
فضلت كلماته هي الوحيدة اللي موجودة في كراريس الدروس
فضلت كلماته لحظة استثنائية في حياتي لانها نورتلي لمبة وطريق !
فضلت كلماته دليل حياة ......
فضلت كلماته حجاب لنفسي من فزلكة مالهاش لازمة !
انا كتبت ؛
عم سيد كان دليل لحلمي .....
عم "سيد" حجاب باق أبد الآبدين !