رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نزار قباني يستغيث بعبدالناصر في إحدى رسائله

جريدة الدستور

كتب الشاعر نزار قباني، قصيدة "هوامش على دفتر النكسة" بعد حرب 1967، وأثارت وقتها ضجة كبيرة، وترددت شائعات عن صدور قرار أمني بمنعه من دخول الجمهورية العربية المتحدة، إضافة لمنع اسمه وأغانيه من الإذاعة، ما اضطره لكتابة رسالة للرئيس جمال عبدالناصر يشرح له فيها موقفه.

وكان نص الرسالة: "في هذه الأيام التي أصبحت فيها أعصابنا رمادًا، وطوقتنا الأحزان من كل مكان، يكتب إليك شاعر عربي يتعرض اليوم من قبل السلطات الرسمية لنوع من الظلم لا مثيل له في تاريخ في الظلم، لقد أودعت في القصيدة خلاصة ألمي وتمزقي، وكشفت فيها عن مناطق الوجع في جسد أمتي العربية، لاقتناعي بأن ما انتهينا إليه لا يعالج بالتواري والهرب، وإنما بالمواجهة الكاملة لعيوبنا وسيئاتنا ولأن النزيف بمساحة الجرح، لم يكن بإمكاني وبلادي تحترق، الوقوف على الحياد، فالذي يحب أمته يا سيادة الرئيس يطهر جراحاتها بالكحول ويكوي إذا لزم الأمر المناطق المصابة بالنار، أنا لا أطلب شيئًا أكثر من سماع صوتي ضمن أبسط قواعد العدالة لأن يسمح للكاتب بأن يفسر ما كتبه.

يا سيادة الرئيس، لا أصدق أن مثلك يعاقب النازف على نزيفه، والمجرح على جرحه، ويسمح باضطهاد شاعر عربي أراد أن يكون شريفًا وشجاعًا في مواجهة نفسه".

وحسبما نشر في جريدة "وطني"، في 24 مايو 1998، فقد استجاب عبدالناصر لكل ما طلبه نزار قباني.