رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عذراوات المسيح.. الفاتيكان يثير الجدل: غشاء البكارة ليس شرطًا لكى تكرس المرأة حياتها لـ«يسوع».. ومنتقدون: الوثيقة مربكة

جريدة الدستور

«من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر».. استند البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، إلى تلك الآية من إنجيل يوحنا، ليفاجئ العالم مؤخرًا بوثيقة ألغى فيها شرط العذرية للمسيحيات الراغبات فى تكريس حياتهن للمسيح، ما أثار سخطًا فى أوساط المسيحيين فى العالم.
وأوضح أنصار القرار، حسب مجلة «نيوزويك» الأمريكية، أن مريم المجدلية، التى قصدها المسيح بالآية المشار إليها أخطأت، لكن الإله قبل توبتها وكرست حياتها للمسيح، رغم أنها لم تكن عذراء، مؤكدين أنه من حق النساء، غير العذراوات، أن يكرسن حياتهن للمسيح من الآن.

أكدت المجلة أن نحو ٥ آلاف عذراء على مستوى العالم، يكرسن أنفسهن وبكارتهن حاليًا للمسيح، من بينهن ٢٥٠ عذراء فى أمريكا، موضحة أن العذراء المكرسة تختلف عن الراهبة، لأن الأولى تعيش فى مجتمع علمانى، ولها حق العمل خارج الكنيسة، ولا تلتزم بالحجاب، ومسئولة عن تدبير احتياجاتها المادية فى شبابها وعند التقاعد، ولكن الشىء الوحيد الذى يميزها عن غيرها من النساء المتدينات هو أنها حافظت على عذريتها كهدية للمسيح.
وتابعت المجلة: «وعلى العكس، نجد الراهبات يلتزمن بالمكوث فى الكنيسة، وبارتداء الحجاب والزى الرسمى، وبالعمل فى مهنة دينية، بنمط حياة معين، وتلتزم الكنيسة فى المقابل بتوفير احتياجاتهن المادية»، مضيفة: «وليس شرطًا أن تكون الراهبة عذراء، بل يشترط فقط أن تكون عزباء عندما تتخذ القرار بأن تكون راهبة، وحينها تصبح خادمة للدين، وتضحى بالزواج».
وقال البابا فرنسيس، فى الوثيقة، مخاطبًا العذراء التى تهب نفسها للمسيح: «ليس شرطًا أن تكونى عذراء لتكرسى حياتك للمسيح»، وتقول الفقرة ٨٨ من الوثيقة المطولة، إنه «على الرغم من تفضيلها.. فإن عروس المسيح لم تعد بحاجة إلى أن تكون عذراء».
وتابعت الفقرة: «فى هذا السياق، ينبغى ألا يغيب عن الذهن أن عرائس المسيح لا يمكن اختزالهن فى غشاء البكارة، رمز السلامة الجسدية للمرأة، ومن ثم، فغير صحيح أن غشاء البكارة دليل على أن الأنثى حافظت على جسدها فى حالة مثالية، فالمسيحية لا تعتبر الأنثى العذراء مارست فضيلة العفة بطريقة مثالية عن غير العذراء».
وتقول تيريزا جوردان، إحدى العذراوات اللائى كرسن حياتهن للمسيح، فى تصريح للمجلة الأمريكية، إنها كانت تعيش فى مدينة ديترويت بالولايات المتحدة، وتبلغ من العمر ٣٠ عامًا، وظلت عذراء ترتدى الأبيض وتمشى كالعروس عندما تسير فى ممر الكاتدرائية، وتعتبر عذريتها قربانًا مقدسًا للمسيح. وتضيف «جوردان»: «أنا وزميلتان أخريان نرتدى الثوب الأبيض، ونعتبر أنفسنا هدايا للمسيح»، وتوضح المجلة: «هو طقس رمزى يعود إلى القرن الثانى عشر، وكانت الكنيسة حينها ترى أن العذرية أغلى هدية يمكن أن تمنح للمسيح، وأن الإله يَسعد بأن تظل تلك المتدينة عذراء إلى أن تموت، معتبرة أن تلك هى العفة الحقة، التى يجب أن تلتزم بها عروس المسيحية».
واستنادًا لتقرير المجلة، رأى كثيرون وثيقة الفاتيكان معقدة ومربكة ومخيبة للآمال للغاية، فى إنكارها للعذرية المتكاملة باعتبارها الشرط الأساسى والطبيعى لمهمة العذراء المكرسة، ولكن الواقع أن لوائح الكنيسة الكاثوليكية الآن تبيح للإناث غير العذراوات أن يهبن أنفسهن للمسيح، دون أن يشعرن بأنهن خالفن نصًا قدسيًا، على العكس، فالبابا فرنسيس ذكّر الجميع بمارى المجدلية، ليفكر أى شخص قبل أن ينتقد غيره، فى أنه يرتكب خطايا مثل جميع البشر ويحتاج إلى توبة.