رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

Miss doris.. ممرضة تشرشل: كان يشرب الشمبانيا والسيجار بشراهة رغم مرضه

ممرضة تشرشل
ممرضة تشرشل

نشرت الكاتبة البريطانية، جيل روز، كتابًا جديدًا يحمل عنوان «تمريض تشرشل»، تكشف فيه عن جوانب مثيرة من الحياة الصحية لرئيس الوزراء البريطانى ونستون ‏تشرشل، وتفاصيل وعكة صحية هاجمته خلال قيادة بلاده فى الحرب العالمية.‏
وتقول صحيفة «الديلى ميل» البريطانية، إن الكتاب، الذى نشرته دار «إمبرلى» نهاية الشهر الماضى فى نحو ٣٠٤ صفحات، يقدم منظورًا جديدًا لحياة الرجل القوى ‏تشرشل من خلال عيون الممرضة المكلفة برعايته خلال فترة رئاسته الوزراء، وتحديدًا فى فبراير ١٩٤٣، وخلال الحرب العالمية الثانية، حيث أصيب حينها بالتهاب ‏رئوى حاد.‏

يشير الكتاب إلى أن الممرضة، دوريس مايلز، البالغة من العمر ١٨ عامًا، تم تعيينها فى مستشفى «سانت مارى» فى لندن، كمشرفة خاصة على تشرشل، وكانت تكتب بانتظام رسائل إلى زوجها، ‏الذى يعمل «ملازم جراح» فى البحرية الملكية خلال الحرب، عن معاناة وانكسارات تشرشل مع المرض، وضمّنت الكاتبة هذه الرسائل فى كتابها.‏
وتصف مايلز، «تشرشل»، خلال خطاباتها بأنه بارع فى الدعابة الساخرة، وتذكر فى إحدى رسائلها لزوجها: «فى مساء يوم الجمعة، استدعيت لمهمة كبيرة وهى خدمة ورعاية السير ونستون ‏تشرشل العظيم، لا أستطيع أن أقول الكثير الآن، ولكن اجلب لنا النصر».‏
وفى رسالة أخرى، تذكر مايلز أن تشرشل حالة ميئوس منها، وأُصيب بمرض خطير، هو الالتهاب الرئوى الحاد، وأن الأطباء أكدوا له أنه سيتعين عليه التخلى عن إدارة البلاد لمدة أسبوعين.‏
وتوضح أن تشرشل رفض ما طرحه الأطباء عليه، قائلًا: «كيف تجرؤون؟.. الحرب فى مرحلة حرجة!»، فردوا عليه: «جيد جدًا لكنك تعلم أن هذا المرض الذى أُصبت به يسبب الموت».‏
وتضيف مايلز: «كان الأطباء قد وصفوا له الراحة التامة فى الفراش، والكثير من السوائل والعلاج».‏
وتتابع: «حذرنى الأطباء من أن تشرشل لا يرتدى البيجاما أثناء النوم»، وتقول فى رسالة أخرى: «اضطررتُ إلى إعطائه إسفنجة فاترة بسبب ارتفاع درجة حرارته، وكنت أعرف أنه إذا لم ‏تنخفض درجة الحرارة فستكون فرصته ضعيفة للتغلب على المرض، ولحسن الحظ، فعلتُ ذلك وسيطرتُ على الحرارة الشديدة».‏
وتضيف مايلز، فى حديثها لزوجها: «أعتقد أن هناك مؤشرًا على تقدم حالة تشرشل، لقد أعطيته حبتين سكوناليتان هذه الليلة، وقد استيقظ مرة واحدة فقط منذ الساعة العاشرة، لأقيس درجة ‏حرارته، وقد انخفضت بمقدار درجتين، وقال لى إننى يجب أن أحصل على ميدالية أخرى إضافة لميداليتى الذهبية التى حصلت عليها لتفوقى».‏
وتقول: «المشكلة هى أنه عندما شعر بأنه أصبح أفضل قليلًا، اعتقد أنه شُفى وسار فى الممر بعد أن أخذ حمامًا بمنشفة واحدة فقط حول جسده».‏
وتحكى مايلز، فى إحدى رسائلها، عن زيارة أجرتها زوجة تشرشل، وتدعى كليمنتن، للمستشفى فى منتصف الليل، تقول: «صنعتُ لها كوبًا من الشاى وشرحتُ لها حالة النبض ودرجة الحرارة، ‏وغيرهما من الأمور لأطمئنها على زوجها.. إنها امرأة ساحرة».‏
وفى رسائل أخرى اشتكت مايلز من تشرشل بسبب شربه الشمبانيا والسيجار بشراهة، وكتبت لزوجها: «حبيبى روجر.. الآن يخطو مريضنا بخطى سريعة نحو الصحة، وبدأ يتجول ويأخذنى معه ‏فى جولاته فى بريطانيا، وسيكون ذلك ممتعًا للغاية، وستكون مهمتى هى متابعة تنفيذه تمارين التنفس، ولكن مع تحسن حالته أصبح سيجاره أكبر حجمًا».‏
وفى ١٥ مارس ١٩٤٣، غادر تشرشل المستشفى، وتسبب ذلك فى أزمة نفسية حادة للممرضة مايلز، التى كانت تعتبره صديقًا حميمًا، وكان يتعامل معها هو الآخر بنفس المشاعر.‏
وكتبت مايلز لزوجها: «كان وداعًا مؤثرًا جدًا هذا الصباح، شكرنى تشرشل كثيرًا على كل ما فعلته من أجله، وجعلنى أوقّع على كتاب الزوار بجانب أنتونى إيدن وملك اليونان، وقدّم لى صورة ‏موقعة له ونسخة موقعة من كتاب سيرته الذاتية».‏
وتضيف: «إن تشرشل من أكثر الأمور المدهشة فى حياتى، وطوال الوقت كان يعاملنى كصديق حميم أكثر من كونى ممرضة».‏
وبعد أكثر من ٦٠ عامًا من تلك الواقعة، أعيد فتح متحف غرف «تشرشل» فى لندن عام ٢٠٠٥، وسأل المسئولون عن المتحف مايلز، حول إمكانية تضمين بعض رسائلها فى المقتنيات ‏المعروضة، الأمر الذى قابلته بالموافقة.‏