رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

« سعد الدين إبراهيم» يكشف علاقة الإخوان بالمخابرات البريطانية

جريدة الدستور

كانت علاقة الإخوان بالمخابرات البريطانية وثيقة جدًا٬ فهي مُسخرة لخدمة البلاط البريطاني٬ وبحسب تصريح الرئيس السابق لوحدة الاتصال بالمسلمين في شرطة لندن "روبرت لاميرن"٬ بتاريخ ٥١٢٢٠١١: يجب أن تفخر بريطانيا بنجاحها في توفير ملاذ آمن لأعضاء جماعة الإخوان خلال العقود الثلاثة الماضية٬ كثير من هؤلاء الإخوان جاءونا هاربين من السجون والتعذيب في بلدان يحكمها مستبدون فاسدون٬ ودعمهم الغرب بقوة حتى جاء الربيع العربي٬ والآن بعض هؤلاء يعودون إلى بلدانهم الأصلية للمساعدة في بناء الديمقراطيات الجديدة٬ ويحصنون بلدانهم ضد ديكتاتوريات محتملة في العالم العربي".
يشير الكاتب أحمد بكري في كتابه"حلف الشيطان.. الإخوان وتحالفاتهم" والصادر عن دار"رؤية" للنشر والتوزيع٬ إلى أن التصريح يعكس مدى العلاقة بين جماعة الإخوان وأجهزة المخابرات البريطانية٬ والتي تعود جذورها إلى عهد الإحتلال الإنجليزي لمصر٬ والدعم الذي قدمته شركة قناة السويس٬ والتي مولت الجماعة بـ-"٥٠٠" جنية في بدايتها لتمكين البنا من شراء مقرات للجمعية٬ كما قامت الهيئة ببناء مسجد للعاملين بها ودعوة البنا لإلقاء خطبة الجمعة به٬ ليكون غطاءً للقاءاته بالمخابرات البريطانية. وفي عام ١٩٤١كان أول اتصال مباشر معلن بين المسئولين البريطانيين والإخوان٬ حيث عرض البريطانيون تقديم مساعدات مالية للإخوان٬ مقابل مساندتهم للموقف البريطاني٬ وأن الهدوء النسبي للإخوان عقب اللقاء يؤكد قبولهم للمعونة البريطانية.
أما عن الدفع بأن الإخوان كانوا الفصيل المقاوم الأوحد لمبارك وسياساته٬ فيكشف كذبه الضغوط التي مارستها كلا من بريطانيا وأمريكا علي مبارك ٢٠٠٥ لإشراك الإخوان في الحكم٬ وهي الضغوط التي أدت لدخول ٨٨ إخواني للبرلمان٬ وبعد إسقاط نظام مرسي في ٣٠ يونية وحظر نشاط الجماعة٬ سارع الإخوان بالعودة إلي موطنهم الآمن ليؤسسوا مقرًا جديدًا في" كريكل وود" بشمال لندن٬ حيث يديرون حملتهم ضد مصر وشعبها٬ ويعيدون رسم مستقبل الجماعة مرة أخرى. ووصفت مجلة"فورين بوليسي" الأمريكية لندن، بأنها المكان الطبيعي لجماعة الإخوان خارج مصر٬ فهي فضلا عن تواجدهم بها منذ عام ١٩٥٥كانت أيضا المقر الرئيسي لموقع"إخوان أون لاين" باللغة الإنجليزية منذ تأسيسه ٢٠٠٥لتقديم
الجماعة كتنظيم صديق للغرب٬ كما أن لندن كانت مقرًا لما سُمي بمركز المعلومات العالمية الذي أسسته الجماعة في التسعينيات٬ بهدف التواصل مع المؤسسات الحكومية والإعلام٬ وفيها يقيم المتحدث باسم الإخوان في الخارج إبراهيم منير أمين عام التنظيم الدولي خلفا لكمال الهلباوي٬ الذي ظل بها حتى ٢٠١١. وفيها أقام خيرت الشاطر في الثمانينيات٬ وهناك التقى عصام الحداد الذي قضي سنوات طويلة في لندن٬ قبل أن يعود مستشارًا سياسيًا للرئيس المعزول محمد مرسي٬ وتولى إبنه جهاد مهمة الاتصال بوسائل الإعلام العالمية٬ كما ينشط ابنه الآخر عبد الله في جناح الإخوان في لندن الذي يضم عائلات كثيرة٬ بعضها يمثل الجيلين الثاني والثالث لإخوان استقروا في لندن منذ عقود. ويشير سعد الدين إبراهيم رئيس مركز ابن خلدون٬ إلى أن جماعة الإخوان تجد في لندن الشعور بالأمان لكي تمارس أنشطتها من هناك٬ والجماعة لديها مالية ضخمة في بريطانيا تتراوح ما بين ٨ إلي ١٠ مليارات دولار٬ بالإضافة إلى استثماراتها في جزيرة الإنسان الكائنة بالمياه الدولية لبريطانيا وهي مدينة تشبه المدن الحرة.