رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معركة مزدوجة لسيمينيا تزيد عليها الضغوط لتحطيم رقم كراتوكفيلوفا

 العداءة الجنوب أفريقية
العداءة الجنوب أفريقية كاستر سيمينيا

رفعت العداءة الجنوب أفريقية كاستر سيمينيا عدد انتصاراتها المتتالية في سباق 800 م إلى 38، بفوزها الجمعة في الجائزة الكبرى لموناكو، المرحلة العاشرة من الدوري الماسي لألعاب القوى، واقتربت سيمينيا من تحطيم الرقم القياسي العالمي العائد للتشيكية يارميلا كراتوكفيلوفا، لكنها ترزح تحت ضغوط متزايدة تعود إلى إنتاج قواعد التستوستيرون لدى الرياضيات التي يفرضها الاتحاد الدولي لألعاب القوى، والمتوقع أن تؤثر على مسيرتها في المضمار.

وقدمت سيمينيا أداءً لافتًا الجمعة على مضمار لويس الثاني في إمارة موناكو، وبدت مصرة على كسر الرقم القياسي العالمي البالغ 1:53.28 دقيقة الذي يعود تسجيله إلى 26 يوليو 1983 في مدينة ميونيخ الألمانية من قبل كراتوكفيلوفا.

وقبل 600 م من خط الوصول، كانت سيميبنيا (27 عاما) في الطريق الصحيح لكسر الرقم القياسي، إلا أنها أنهت السباق مسجلة 1:54.60 دقيقة، "لقد كنت رائعة!"، قالت سيمينيا. "فقط عانيت في الأمتار الـ100 الأخيرة".

وأضافت: "لقد كان شهرا طويلا بالنسبة إلي خضت فيه سباقات عدة، وأنا بحاجة للراحة، وأشعر بذلك من خلال جسدي"، وتابعت: أردت النزول تحت حاجز 1:54.00 دقيقة، ربما أفعل ذلك المرة المقبلة، أريد الحفاظ على مستواي الحالي، ولم أفكر تاليا بالرقم العالمي.

واشتهرت كراتوكفيلوفا (67 عاما)، بطلة العالم في سباقي 400 و800 م عام 1983، بقوة عضلاتها، كما وجهت إليها اتهامات بالتنشط، لكنها أثبتت براءتها على الدوام، وعزت نجاحها إلى استعانتها بفيتامين B12.

والشيء عينه تعاني منه سيمينيا، التي سلطت عليها الأضواء بسبب حضورها البدني القوي، وتخوض الجنوب أفريقية مواجهة حاليًا مع الاتحاد الدولي لألعاب القوى، على خلفية قراراته الجديدة بشأن نسبة التستوستيرون لدى الرياضيات.

واحتفظت سيمينيا، البطلة الأوليمبية مرتين في (2102 و2016) وبطلة العالم ثلاث مرات (في 2009 و2001 و2017)، بسجلها خاليا من الخسارة في سباق 800 م، منذ خروجها من الدور نصف النهائي لبطولة العالم 2015 في العاصمة الصينية بكين.

وفي مواجهتها مع الاتحاد الدولي لألعاب القوى، انتقلت سيمينيا خارج المضمار، وتحديدًا إلى محكمة التحكيم الرياضي "كاس" ومقرها مدينة لوزان السويسرية، ومن المحتمل أن تكون سيمينيا التي تم إعدادها بقوة، هي أفضل رياضية تتأثر بهذه اللوائح.

ويصنف الرياضيون مثل سيمينيا على أنهم "مفرطون في التشاؤم"، وأنهم سيضطرون إلى خفض مستويات هرمون التستوستيرون لديهم كيميائيا ليكونوا قادرين على المنافسة، الامر الذي يعتبره عداء الـ800 م إنه تمييزي وينتهك قوانين الاتحاد الدولي لالعاب القوى والميثاق الأولمبي.

ورحب العديد من الرياضيات بالقواعد المقترحة من الاتحاد الدولي لألعاب القوى، إلا أن البعض منهن احتج وتحدث عن وجود تمييز، وجاء في بيان صادر عن الاتحاد في موناكو الجمعة: "أننا لم ولن نقوم بحرمان السيدات من المشاركة في مسابقات ألعاب القوى".

وأضاف: "في الواقع، كان الاتحاد أحد أبرز المدافعين عن رياضة المرأة منذ قرن تقريبا، وللمرأة تاريخ طويل في المنافسة وهي على قدم المساواة مع الرجال في الوصول إلى نيل جوائز مالية في مسابقاتنا، في وقت لا يزال فيه العديد من الرياضات الأخرى يفرض تمييزا في هذا المجال".

وشدد البيان على انه "خلافا للادعاءات التي وردت في خطاب مفتوح كتبته مؤسسة الرياضة النسائية في الولايات المتحدة، لا تسعى قاعدة تصنيف النساء الجديدة للاتحاد الدولي لألعاب القوى إلى منع أي امرأة من التنافس في ألعاب القوى".

وبموجب القوانين الجديدة، "ستكون النساء ذوات الاختلافات في التطور الجنسي مؤهلات للتنافس على مسافات تتراوح بين 400 متر وميل واحد إذا اتخذن تدابير لضمان أن مستويات هرمون التستوستيرون لديهم تعمل بنفس الوتيرة لدى بقية النساء".

وكان الاتحاد الدولي أعلن نهاية أبريل إدخال قواعد جديدة اعتبارًا من الأول من نوفمبر المقبل، تستهدف الرياضيات اللواتي يفرزن كميات زائدة من الاندروجين، وحدد المستوى الأقصى لمعدل هرمون التستوستيرون الذكوري عند عداءات المسافات المتوسطة من 400 م إلى الميل (1609 م)، بـ5 نانومول في ليتر الدم الواحد من أجل السماح لهن بالمشاركة.

وأعاد القرار العداءة الجنوب افريقية بالزمن إلى الوراء حين اضطرت للابتعاد عن المضمار بسبب قانون من هذا النوع، وستكون سيمينيا مضطرة لتناول أدوية مخصصة لتخفيض معدل هذا الهرمون إذا ما أرادت المشاركة في مونديال الدوحة المقرر في 2019.

وتابع بيان الاتحاد الدولي: "سيكن مؤهلات للاختيار في التنافس بين مسابقات الذكور وتلك المخصصة لثنائيي الجنس. والاخيتار يعود لهن"، وحتى بت المسألة، تواصل سيمينيا خوض معركة مزدوجة، إحداها مع "كاس" لكسر قرارات الاتحاد الدولي، والثانية على المضمار لتحطيم الرقم التاريخي العائد لكراتوكفيلوفا.