رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مليون ونصف امراة مصرية يتعرض للعنف الأسرى سنويًا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

انخفاض تقدير الذات، عدم الثقة بالنفس، كراهية أنوثتها، والحياة، هذا ملخص ما تشعر به المرأة المُهانة التي لا تجد تقديرا من أقرب الأشخاص لها، حيث تجد نفسها أمام إساءة عن عمد مما يعرضها هذا للعديد من المشكلات النفسية الوخيمة.

«الدستور» يفتح ملف العنف ضد المرأة بالتزامن مع إعلان وزارة التضامن الاجتماعي في تقرير لها البدء في تطوير 9 مراكز استضافة وتوجيه المرأة، لحماية أكثر من 3 آلاف سيدة ممن يتعرضن للعنف وذلك حتى نهاية العام الجاري.

في السطور التالية، نرصد نسبة تعرض المرأة المصرية للعنف الذي يختلف ما بين لفظيًا وجسديًا والعنف الجنسي.

أعلن المجلس القومي للمرأة عن وجود نحو 1.5 مليون امرأة مصرية تتعرض للعنف الأسري سنويًا، من خلال دراسة ميدانية قام بإجرائها، وأن 70% من حالات الاعتداء على الزوجات سببها أزواجهن، و20% من الآباء تجاه بناتهم، و10% من الإخوة.

ووفقًا لموقع هيئة الأمم المتحدة فهناك امرأة من بين 3 نساء في العالم تتعرض للعنف الجسدي أو الجنسي على الأقل لمرة واحدة طيلة حياتهن، أي نسبة 35% من النساء في أنحاء العالم كافة، يتعرضن للعنف على يد شركائهن الحميمين أو للعنف الجنسي على يد غير الشركاء.

والسؤال هنا، ما التفسير النفسي للرجل الذي يلجأ للعنف كوسيلة للتعامل مع المرأة؟

من جانبها قالت الدكتورة «منى رضا»، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن الأسباب تتلخص في تعرضه لسلوك عنف سابق في عائلته، ومحاكاته لهذا السلوك أو قد تجد السبب في لجوء الرجل لمثل هذا الحل هو معاناته من مرض نفسي أو سمات شخصية مضطربة وكذلك تدني مستواه الثقافي والعقلي.

العنف الجنسي
وأضافت «رضا» لـ"الدستور" أن الآثار النفسية السلبية التي تتعرض لها المرأة بعد التعرض للاغتصاب الزوجي أي العنف جنسيًا تكون غاية في القسوة، حيث تُعاني من الاكتئاب والإحباط وتشعر بالدونية، مشيرة إلى شعورها كالفتاة التي تم اغتصابها بالفعل بل أشد قسوة، لأن من يفعل ذلك هو المفترض أقرب شخص لها، بالإضافة إلى أنها تتعرض للتوتر.

وأشارت الطبيبة النفسية إلى انعكاس هذه الآثار النفسية السيئة على حياتها بالمنزل، حيث تؤدي إلى كثرة الخناقات والمشاكل، وفتور كامل في العلاقات الإنسانية، بعدما وجدت نفسها ما هي إلا عبارة عن مصدر لتفريغ الطاقة للرجل فقط.

«الدستور» تواصل مع من تعرضن للعنف الزوجي من جانب أزواجهن بمؤسسة المرأة المصرية، بالتنسيق مع الدكتورة نورا محمد، مديرة برنامج مناهضة العنف ضد المرأة.
وقالت «م.ن» تبلغ من العمر 35 عامًا زوجي لا يتعامل معي سوى بالضرب وكأنه الأفيون بالنسبة له، فكان يستيقظ في الصباح وعقب العلاقة الحميمة ينهال علي بالضرب، وأستمر في سؤاله عن السبب لكنه لا يلتفت على الإطلاق، ويستمر بالضرب إلى أن ينتهي وأنا أشعر وكأنني دميه وشيء لا يُذكر على الإطلاق.

وأضافت «ح.د» 26 عامًا تزوجت من عام واحد ومن أول يوم اكتشفت فيه أنه يريد أن يغتصبني على فراش الزوجية الأمر الذي اعترضت عليه لكنه وبعدم رضا مني قام بفعل ذلك، وبسبب الإنترنت والفيديوهات الجنسية التي يشاهدها ويجبرني على مشاهدتها تحول به الأمر رأسًا على عقب وأصبح يعنفني بزيادة يوم تلو الآخر.

بينما كانت مشكلة «ش.ع» 28 عامًا مع أخوها حيث يعنفها وبشدة في كل مرة تقرر الخروج من البيت الأمر الذي جعلها تلجأ لأحد مراكز رعاية المعنفات مضيفة أنها لاقت معاملة جيدة منهم بل وتعلمت الخياطة هناك، حيث كان يضربها أخوها مستخدمًا آلات حادة مما اضطرها لدخول المستشفي عدة أيام ثم الخروج على أحد المراكز للاستغاثة بهم.
«الدستور» قام بالتواصل مع وزارة التضامن الاجتماعي للوقوف على آخر مستجدات تلك البيوت الآمنة أو المراكز وخطة زيادة أعدادها على مستوى الجمهورية. 

شروط الاستضافة
من شروط الاستضافة في تلك البيوت أن تكون المرأة تعرضت لعنف وليس لها مأوى وتحتاج إلى مشورة أو الإقامة لفترة معينة، وتكون مصرية أو أجنبية متزوجة من مصري بموجب وثيقة رسمية أو مطلقة منه وفي فترة عدتها.

كما لا بد وأن يشترط أن تقبل المرأة مدة الإقامة التي تحددها لها لجنة الإشراف على ألا تزيد على 3 أشهر، ويجوز مدها إلى 3 أشهر أخرى إذا ما وافقت اللجنة المحلية على ذلك، وأيضا أن تكون المرأة مستوفية الشروط الصحية التي يُقرها المركز، وحال تطلبت الحالة علاجًا نفسيا تتم الاستعانة ببعض المراكز الأخرى في هذا المجال.

خطة وزارة التضامن لتطوير المراكز
أكد تقرير صادر عن وزارة التضامن الاجتماعي، أنه تم البدء في تطوير 9 مراكز استضافة وتوجيه المرأة، لحماية أكثر من 3 آلاف سيدة ممن يتعرضن للعنف وذلك حتى نهاية العام الجاري.
وأضاف التقرير أنه تتم استضافة النساء فى 9 مراكز على مستوى 8 محافظات هى: القاهرة، الجيزة، الإسكندرية، بني سويف، المنيا، الفيوم، الدقهلية، والقليوبية، حتى تكون ملائمة لاستقبال مزيد من السيدات خلال الفترة المقبلة.
وأشار التقرير إلى أن تكلفة تطوير المراكز تتخطي 3 ملايين جنيه، كما تم ضم حالات النساء اللاتي يتعرضن للتحرش ضمن الحالات التي يمكن أن يستضيفها المركز.

من جانبها، أكدت "منال حنفي" مدير شئون المرأة بوزارة التضامن الاجتماعي، أنه جار تطوير مركزين للاستضافة فى محافظتي القاهرة والإسكندرية، فى إطار خطة التطوير المستهدفة حتى نهاية 2018.
وأشارت فى تصريحات لـ"الدستور"، إلى أن أكثر من 1000 سيدة يترددن سنويًا على هذه المراكز ما بين إقامة أو استشارة أسرية وقانونية، موضحة أن هذه المراكز توفر أماكن آمنة للنساء ضحايا العنف بإيوائهن ورعايتهن، كما تتم استضافة 260 طفل مرافقين لأمهاتهم بالمجان، إذا لم يكن لديها دخل أو عمل ويقوم بتعليمهن على مهنة تناسب هواياتهن وتدريبهن إذا كن يرغبن في ذلك.

وأوضحت أن المراكز تقدم الخدمات الطبية والنفسية والمشورة فور وصول المرأة المعنفة إليها، والدعم القانوني إذا لزم الأمر بما في ذلك تحرير محضر لمن قام بالاعتداء إذا كانت المرأة ترغب في ذلك، بالإضافة إلى توفير فرص عمل لها إذا كانت تسعى لذلك، فهي وسيلة لاستدامة حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية لغالبية هذه الحالات.
وأكدت أن الوزارة ستقوم ببحث المناطق الأكثر عنفًا ضد المرأة من أجل توسيع رقعة هذه المراكز لاستقبال السيدات مع ارتفاع حدة العنف ضدهن.