رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العاقل.. كارتيرون يتفادى أخطاء جاريدو ويول ويسير على ‏خطى البدرى

الفرنسى باتريس كارتيرون
الفرنسى باتريس كارتيرون

قاد الفرنسى باتريس كارتيرون، المدير الفنى الجديد للنادى الأهلى، مباراة تاونشيب البتسوانى فى دور المجموعات بدورى أبطال إفريقيا بنجاح، ومنح ‏بطل القرن أول ٣ نقاط بالمجموعة، ليحيى آمال التأهل للدور المقبل من جديد.‏
لم يطرأ على أهلى «كارتيرون» اختلاف يُذكر عما كان عليه أهلى «البدرى»، المدير الفنى السابق، فيما يتعلق بالتشكيل وطريقة اللعب ومحاور ‏الخطورة، حتى نقاط الضعف تجلت كما كانت من قبل. لعب كارتيرون بنفس العناصر التى اعتمد عليها حسام البدرى، باستثناء أحدث الصفقات ساليف ‏كوليبالى، الذى حل بدلًا من أيمن أشرف، وفى طريقة اللعب أصر على ٤٢٣١ رغم أن فترة الإعداد والمباريات الودية شهدت لجوءه إلى طرق وأشكال ‏عددية أخرى.‏

بدلًا من عبدالله السعيد لجأ كارتيرون إلى وليد سليمان، نفس الاختيار الذى كان يلجأ إليه البدرى نهاية الموسم الماضى عندما رحل السعيد، ولم يلجأ إلى اختيار ‏جديد، مثل ناصر ماهر أو أحمد حمدى، كما كان يطالب عشاق الأهلى المتعشمون كثيرًا فى هؤلاء الشباب، وعندما أجرى تغييراته، لجأ أيضًا إلى نفس أدوات ‏البدرى، فاستعان بإسلام محارب وميدو جابر. إذًا لم يقدم كارتيرون أى جديد، ولم يبحث عن المغامرة أو المقامرة بتجريب طريقة لعب جديدة وأسلوب مغاير، وهذا ‏الطريق ربما يكون الأفضل والأمثل بهذا التوقيت الذى لا يحتمل التجريب.‏
إذا قرر كارتيرون اللجوء إلى طريقة لعب جديدة مثل ٤٣٣ أو ٤١٤١ فى هذا التوقيت، فربما لا يحقق النتائج الجيدة، وهذا يهدد الفريق بخسارة أهم الجولات التى ‏ستطيح به حتمًا من المسابقة الإفريقية، وهذا ما حدث مع بيسيرو وجاريدو ومارتن يول، فعندما قرروا تجريب طرق وعناصر جديدة، كانت الضريبة خسائر مدوية فى ‏أصعب التوقيتات كلفت الفريق توديع دورى أبطال إفريقيا فى كل مرة. ‏
ليس ذلك فحسب، بل إن العناصر التى تشملها قائمة الفريق الأول بالأهلى لا تساعد أى مدرب على تجريب شكل جديد، فلم يضم الأهلى فى الفترات الأخيرة عناصر ‏قادرة على تطوير الشكل وحل الأزمات التى عانى منها الموسم الماضى.‏
وراهن المدرب على تحركات وليد أزارو العرضية، وفتح المساحات عبر برجله الواسع وتفوقه الكبير فى الصراعات الثنائية، وكذلك على تحركات ومرونة كل ‏من مؤمن زكريا ووليد سليمان، ورغم تراجع أداء الأول الذى بدا تائهًا ما زال فى رحلة البحث عن نفسه، إلا أنه نجح فى خلق فرص تهديف مؤكدة بسبب تحركاته ‏الذكية.‏
وظهر أزارو من جديد كأهم أوراق الأهلى والسبب الرئيسى وراء تفوقه، حيث مثل المهاجم المغربى٧٠٪ من قوة الفريق، وهذا شىء رغم كبر العائد الفنى من ‏ورائه، إلا أنه يكلف أزمات كثيرة فى غيابه.‏
الأهلى ما زال يعانى فى التدرج بالكرة من الخلف، والبطء الشديد فى الخروج بها، وكذلك اللعب العرضى الكثير لثنائى الارتكاز عمرو السولية وحسام عاشور، ‏أثر تأثيرًا بالغًا على عملية التطوير، فالأهلى ما زال بحاجة إلى مطور هجمات على حساب أحدهما، لينقل الفريق إلى الأمام بدلًا من التمرير العرضى الكثير.‏
وبسبب صعوبة التدرج بالكرة من الخلف تبرز خطورة الفريق عندما يتحرك أزارو على أحد طرفى الملعب، ويستقبل الكرات فى المساحة التى يفرغها لنفسه، ثم ‏يكسب الصراع مع أى مدافع، لذلك سيظل الأهلى يعانى كثيرًا عندما تنجح أى دفاعات فى فرض رقابة قوية على أزارو، والضغط عليه بأساليب متنوعة تسهم فى ‏تضييق الخناق عليه.‏
كما استمر لغز تراجع مستوى على معلول مع الأهلى فى المباراة الأخيرة، وهذا حرم كارتيرون من تطوير الهجوم بشكل أفضل، فعندما يكون التونسى بحالته يفرق ‏كثيرًا فى الخروج من المناطق الخلفية بالكرة، لكن فى النهاية يمكن التأكيد أن واقعية كارتيرون تستهدف تجنب الخسائر قبل البحث عن تطوير وتحسين شكل الفريق.‏
وربما يقف وراء التقارب الكبير بين الشكل الذى ظهر عليه مؤخرًا وشكل الفريق بالموسم الماضى، المدرب العام محمد يوسف، فهو من يعرف مدى حاجة الفريق ‏للاستمرارية واللاعبين ذاتهم فى هذا التوقيت الحرج، بينما ستكون الفرصة متاحة للتحسن والتطور مع بداية الدورى العام، ومع إمكانية ضم عناصر جديدة للفريق ‏الفترة المقبلة. ‏
وفيما يتعلق بساليف كوليبالى، المدافع الجديد للأهلى فإن الحكم عليه بعد مباراة واحدة سيكون سابقًا لأوانه، خاصة أن الأهلى واجه فريقًا هشًا لم يمارس أى ضغط ‏عليه، ولم تظهر أى قوة هجومية له، فلم نعرف قدرات اللاعب الجديد إذا دخل سباق سرعات مع مهاجم سريع، ولم نره فى موقف لاعب على لاعب أمام خصم ‏مهارى، ولم يستقبل الأهلى عرضيات لنقيم ذكاء تحركاته والتحاماته الهوائية.‏