رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أيام الزعيم..‏«لو موند»: عبدالناصر لا يقل عن سبارتاكوس ولينين وفيدل كاسترو

عبدالناصر
عبدالناصر

احتفت صحيفة «لو موند» الفرنسية، فى عدد تاريخى، بثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، وبالزعيم المصرى الراحل جمال عبدالناصر، معتبرة أنه شخصية تاريخية لا تقل أهمية عن ‏سبارتاكوس، وروبسبير، ولويز ميشال، ولينين، وماو، وفيدل كاسترو، وغيرهم. حمل العدد، الذى وصل عدد صفحاته إلى ١٨٨ صفحة، عنوان «تاريخ الثورات.. من العصر ‏الحجرى لعصر السوشيال ميديا»، وشارك فيه رئيس تحرير مجلة «لا فى» الفرنسية، شانتال كابيه، والمحرر السياسى فى «لو موند» ميشيل ليفبفر، وقالت الصحيفة إنه ‏إهداء بسيط فى شهر يوليو إلى كل الثورات العظمى التى حدثت فى هذا الشهر، الذى يعد بحق شهر الثورات.‏

يباع العدد التاريخى فى الأكشاك الخاصة بمؤسسة «لو موند» بـ١٢ يورو، ورصد خلاله عدد كبير من المحررين تاريخ الاضطرابات السياسية العظيمة، ومراحل نقاش الأفكار التى رافقتها لقرون، كما ‏رصدوا التحولات الاجتماعية والسياسية التى صاحبت تلك الثورات.‏
وحسب العدد، فإن الثورة كمصطلح تمثل تغييرًا مفاجئًا فى بنية المجتمع أو الدولة، مضيفًا أنه فى فجر القرن التاسع عشر، نجحت ثورات كبيرة فى التاريخ الحديث، منها واحدة فى الولايات المتحدة، ‏خلال حرب الاستقلال الأمريكية فى ٤ يوليو ١٧٧٦، والتى انتصرت فيها الثورة الأمريكية، ومن ذلك الحين أصبح هذا التاريخ عيدًا فى الولايات المتحدة، تحت اسم «يوم الاستقلال»، وفى ١٤ يوليو ١٧٨٩ ‏قامت الثورة الفرنسية الكبرى، التى تُعد واحدة من أهم الثورات فى التاريخ الحديث وفى تاريخ الإنسانية.‏
وأضافت الصحيفة: «تحتفل فرنسا أيضًا بعيدها الوطنى الفرنسى أو يوم الباستيل فى ١٤ يوليو، وذلك منذ العام ١٨٨٠، مع انتهاء الحكم الملكى، والذكرى السنوية الأولى لاقتحام سجن الباستيل». ‏
وأبرزت الصحيفة الثورة المصرية فى يوليو عام ١٧٩٥، والتى قامت بسبب ممارسات مراد بك، وإبراهيم بك، خلال حكم دولة المماليك، فضلًا عن الثورة المصرية فى ٢٣ يوليو من عام ١٩٥٢ بقيادة ‏جمال عبدالناصر والضباط الأحرار، الذين نجحوا فى طرد الاحتلال الإنجليزى، وأطاحوا بالملكية والملك فاروق من البلاد، فى ٢٦ يوليو، وأيضا أصبحت ثورة ٢٣ يوليو يوم عطلة وتحتفل بها مصر فى ‏كل عام.‏
ويرى الفرنسيون أن رمز ثورة ٢٣ يوليو هو «ناصر»، الذى يحبه الشعب الفرنسى رغم الهزيمة التى لحقت بفرنسا خلال حكمه، بعد فشل العدوان الثلاثى على مصر، الذى شنته كل من فرنسا وإسرائيل ‏وبريطانيا فى ١٩٥٦، ردًا على تأميم قناة السويس.‏
ورغم أنه هزم فرنسا، إلا أن ملف «لو موند» لم يقلل من حب الفرنسيين لـ«ناصر»، إذ أكدوا أنه بطل من وجهة نظرهم، ويرونه أول المشاركين فى وقت مبكر جدًا فى مكافحة الاستعمار البريطانى فى ‏مصر، وأن تأسيسه حركة الضباط الأحرار فى عام ١٩٤٥، كان بمثابة البداية لإشعال ثورة ٢٣ يوليو عام ١٩٥٢، إذ قاد «ناصر» الجيش ضد الملك فاروق وفساده، وتم إعلان مصر كجمهورية فى وقت ‏لاحق من العام نفسه. ‏
وقالت الصحيفة: «ليست كل الثورات العظيمة، تولد من رحم أصحاب الحقوق أو القضايا المحلية الحقيقية، ولكن كانت هناك ثورات مدفوعة بتأثيرات العولمة والسوشيال ميديا ومواقع التواصل ‏الاجتماعى، ومدفوعة كذلك بالتمويل الخارجى، حيث إنه فى مكان آخر، كانت الثورات العربية المزعومة، فى مصر وسوريا وليبيا على حد قول المحررين الفرنسيين تفرز نتائج غير متوقعة».‏
وأوضحت الصحيفة أن ثورات الربيع العربى كانت نتاجًا لحالة التقدم التكنولوجى، حيث رصد الملف الثورات من العصور الماضية إلى عصر الإنترنت، مؤكدة أن منشورات مواقع وسائل التواصل ‏الاجتماعى مثل «فيسبوك» و«تويتر» وغيرهما، يمكن أن تؤدى إلى حروب وتوترات، وذلك عن طريق الإثارة التى يحدثها البعض، والفكر الذى يتم ترويجه لأكبر عدد من مستخدمى تلك الوسائل، والذين ‏يكونون عرضة لتوجهات سياسية ودينية مختلفة، فى سن صغيرة.