رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"ندى" ترقص على نغمات لا تسمعها

 ندى ترقص على نغمات
"ندى" ترقص على نغمات لا تسمعها

تطل على المسرح بفستانها الزاهي، تقف أمام الجمهور، مستعدة للذهاب في عالم آخر حتى نهاية العرض، تبدأ الموسيقى فتشعر بها ولا تسمعها، وكأن بينها وبين الموسيقى رابط خفي، حركاتها متناغمة مع كل مقطع، من يراها يشعر بأنها سمعت تلك الأغنية لعشرات المرات كي تؤدي هذا الأداء.

ندى أحمد، ذات الواحد وعشرون عام والمولودة في محافظة الإسكندرية، وهبها الله موهبة الرقص الإيقاعي، في سن صغير وما ميزها عن غيرها هو أنها ترقص بدون سماع الموسيقى بسبب مشكلة في السمع لديها، لكنها حولت تلك المشكلة إلى إنطلاقة نحو النجاح، وفعلت ما لم يسبقها إليه أحد.

بدأت "ندى" مشوارها في الرقص وهي في عمر الأربع سنوات، حين لاحظت والدتها أنها تقلد نيلي وشريهان في الحركات الاستعراضية، دون أن تسمع الموسيقى وهذا ما لفت انتباه والديها، بأن تلك الفتاة لديها موهبة عظيمة، وبدأت في التدرب على الرقص، وكان أول عرض لها في عيد الأم على مسرح المدرسة وبالصدفة شاهد العرض مدربين رقص ينظمون عروض فنية كل عام وأطلقوا عليها أسم " أنا موهوب" ومن هنا كانت البداية.

تقول " بدأت أتدرب أكتر وكل سنة كان مستوايا بيكون أحسن والناس بقت تيجي العرض مخصوص عشان تتفرج على الشو بتاعي" مشيرة إلى أنها كانت تشعر بسعادة غامرة عندما ترى أيادي الجمهور تثفق لها وتتخيل صوت التثفيق، وفي إحدى العروض حضر عدد من الفنانين كان بينهم " كريم فهمي" والذي أعجب كثيرًا بقصة ندى وصمم على تحويلها لفيلم ولاقى الفيلم إعجاب كل من شاهده وقد شارك في عدة مهرجانات منها مهرجان " ماي لاف ميشيل" الأمريكي وحصل على المركز الثاني.
لم تتوقف سلسلة نجاحات ندى عند هذا الحد بل سافرت عدد كبير من الدول كان أخرهم اليابان والجزائر وأمريكا، لتقديم عروضها وحصلت على الكثير من الجوائز، كما أن محافظ الاسكندرية كرمها في منتدى الشباب.

تقول نادية صلاح والدة ندى أنها دائمًا ما تبكي حينما تشاهد عروض ابنتها لأنها ترقص بإحساسها دون سماع الموسيقى، لدرجة أنها تشعر بأنها تطير على المسرح ولا تلمس قدماها الأرض، أشعر بالفخر كوني والدة ندى، وخاصًة أنها حققت كل ذلك بالرغم من أننا من أبناء الطبقة المتوسطة ولا نملك الكثير من المال كي نلحقها بمعهد أو مكان لتعليم الرقص إلا أنها تفوقت دراسيًا وعمليًا دون أن تكلفني أن ووالدها الكثير من المال.