رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أشهر محاولات الفرار من أشد السجون حراسة

جريدة الدستور

نيل الحرية يُعد من أكبر دوافع المجازفة والجنون لبلوغها، شهد العالم العديد من حالات الفرار والهروب من أشد السجون حراسة بالعالم.

"سجن سوبر ماكس" من أشهر السجون حراسة لما فيه من أبراج مراقبة عالية وسياج ودوريات، بالإضافة إلى كاميرات المراقبة التي تكشف جميع زنزنات النزلاء، بالأخص للوحدة 32 بولاية ميسيسيبي بالولايات المتحدة، عرف السجن بأنه "النسخة الأفضل للجحيم".
صُمِم السجن خصيصًا، لأشد المجرمين عنفًا وفسادًا، كانت الزنازين المنفصلة التي تحوي مجرمين 23 ساعة باليوم، هي من أشهر ما يميز الوحدة 32، لتبدأ القائمة مع الأكثر عنفًا وبراعة ومراوغة "روي هاربر"، الذي حُكم عليه بـ 88 عامًا فى عملية سطو مسلح، شاركه فى تنفيذ خطة الهروب "جون وولارد" هو سجين مجاور لزنزانة "هاربر".
بدأت الخطة بالقيام بفتح نافذة الزنزانة، استخدم "روي" ثغرة بقانون السجن يسمح للسجناء بوضع غطاء على قضيب الزنزانة فترة الاستحمام من 8 مساءً إلى 4 فجرًا، كانت تلك الثغرة هي التي سنحت الفرصة لروي ووولارد بالفرار، استغرقت عملية نزع صندوق التحكم للنافذة أسبوعين، ليأتي اليوم المشهود عند منتصف ليل يوم 28 مايو 2000، لتكون أول وأشهر عملية فرار تشهدها الوحدة 32، استبدل المجرمون ملابسهم بملابس الإعدام الحمراء، ليتمكنوا من الهروب من أضواء أبراج المراقبة، قاموا بتغطية وجههم بدهان صنعة "روي" من الورق المحروق وزيوت الشعر، تمكنوا من اختراق السياج، ليكون أول اختراق أمني فى تاريخ المقاطعة، ولكنهم تم القبض عليهم وإعادتهم للوحدة مرة أخري.

أغلقت الوحدة 32 فى عام 2010 بعد قضية الاتحاد الأمريكي للحريات بعد أن وجدت الظروف مخالفة لحقوق الإنسان.

ليأتي بعد ذلك أذكي هروب فى التاريخ، "دوايت ووركر" الأمريكى تاجر الكوكايين، سافر "ووركر" لبيرو بأمريكا الجنوبية للحصول على الكوكايين، ليبدأ خط العودة من بيرو للإكوادور ومنها إلى مكسيكو، ليعبر منها إلى موطنه بالولايات المتحدة، ولكن العملية التهريب باءت بالفشل الزريع، إذ قُبض عليه في أحد مطارات مكسيكو، ليتعرض لمحاكمة عسكرية، دون تحديد مدة العقوبة، ليرسل إلي الجحيم الحقيقي سجن "ليكم بيري" (القصر الأسود) ؛ لأنه أشد وأخطر سجون أمريكا الجنوبية، يتسع السجن لـ 800 سجين ولكنه يحوي 4000 سجين، كانت ذلك من أسباب صعوبة الفرار من السجن لصغر مساحتة والإجراءات المشددة، لقي "دوايت" هناك من حفلات استقبال المساجين الجدد ما يكفى، فاض به الأمر ذرعًا وحقدًا، وقرر الخروج من هذا الجحيم.

في تلك الأثناء كان "دوايت" قد تعرف على فتاة جميلة كانت رفيقة صديقه استفين تدعى "باربارا"، هي العقل المدبر لخططة الهروب والمنفذ أيضًا، كانت الإجراءات الأمنية شديدة من أربع نقاط، نقطة التفتيش الجسدى، طلب تصريحات بألوان مختلفة يتم تغييرها عشوائيًا، بالإضافة للبطاقة المعدنية بديلة طلب التصريح، ولتنتهى بالاستبدال بإذن مرور إلى غرفة السجناء، إجراءات صعب اختراقها، ولكن الذكاء والحظ كانا بطلا تلك القصة، بدأت الخطة بفكرة جنونية من "باربارا" لـ "ووركر" بارتداء ملابس سيدات والخروج من السجن على أنه زائر، تمكنت من تهريب الملابس والشعر المستعار وأدوات التجميل بالإضافة بنسخ البطاقة المعدنية لتظهر كالحقيقية، ليتفاجأ "دوايت" فى أحد الأيام بكومة من أذون الزيارة منها المحترق كليا ومنها المحترق جزئيًا، هذا هو الحظ الذي يغير الأقدار!!

نفذت تلك الخطة الجنونية فى 17-12-1975 ليستغل الثنائي ثغرة بقانون مكسيكو فى تلك الفترة، يمنع السلطات من اتهام الزوجة بمساعدة زوجها بالفرار من السجن، لتزداد الخطة إثارة، يقوم الثنائي بعقد قرانهم بالسجن قبل الفرار بدقائق معدودة، يتمتع ووركر بحظ هائل فقد تمكن من الفرار من السجن بعد 6 أشهر فقط، لتكون ثانى عملية فرار في تاريخ سجن "ليكم بيري".

صعق العالم من هروب سجن (المتاهة) بأيرلندا، الذى عرف بأنه أكثر السجون المضادة للهروب بأوروبا، إذ يتميز بأسوار يبلغ ارتفاعها 15 قدمًا، كما يشمل كل قطاع جدارًا خرسانيًا بارتفاع 18 قدمًا تعلوها أسلاك شائكة، بالإضافة لأسوار المنشآت المصنوعة من الحديد، لم تتمكن تلك الإجراءات من منع الفرار الجماعي فى 25-9-1983، إذ تمكن 38 فردًا من الجيش الجمهوري الأيرلندى تم اتهامهم بجرائم قتل وتفجيرات، من الهروب في الساعة 2:30 بعد أن سيطر المساجين على أسلحة الحراس والمقاطعة واستولوا على ملابسهم، وفى الساعة 3:25 وصلت سيارة لنقل الطعام إلى السجن، وأجبر الفارون سائق السيارة على مساعدتهم للخروج من السجن، ولكن لم يطل الفرار كثيرًا، حيث تم القبض على 19 فردًا منهم، وملاحقة البقية إلى أمريكا وقُبض عليهم أيضًا.

الهروب الأكثر غموضًا، الذى خلدته السنيما العالمية "الهروب من ألكاتراز"، سجن جزيرة ألكاتراز أشهر سجون العالم بسان فرانسيسكو، كان يعد سجنًا مؤقتًا لتوريد المجرمين مثيري الشغب ودائمي محاولات الفرار، لتكون فكرة الفرار منه مستحيلة، يتمتع بحراسة من 90 حارسًا و6 أبراج للمراقبة تمسح الجزيرة ليل نهار، بالإضافة للموانع الطبيعية من ارتفاع السجن وبناءه على صخرة يحيط بها خليج سان فرانسيسكو الخطير وما يحويه من أسماك القرش، كانت أكثر محاولات الهرب دموية حيث اشتبك 6 سجناء مع الحراس، ولكن باءت المحاولة بالفشل إذ أسفرت على مقتل حارسين و3 سجناء وإعدام 2 من السجناء، لتكون بعد ذلك من أشهر محاولات الهرب نجاحًا التي عرفها العالم عام 1962، حيث قام 4 من السجناء من الفرار من السجن، بعد أن قاموا بصنع رؤوس بشرية ووضعوها في أسرتهم لتمويه الحراس وتمكنوا من الفرار عن طريق فتحة التهوية ومنها إلى أنبوب الصرف ليصلوا إلى الخليج، وكانت بقيادة شخص يدعى "فرانك موريس" والأخوة "أنجلين" بالإضافة إلى "ألين واست" ولكنه لم يتمكن من الهرب، ولكن فُقِد أبطال تلك العملية ولم يُعثر على جثثهم، أغلق السجن فى 1963، لتكلفة تجديده ولأن سياسته كانت تختلف مع سياسة السجن الجديدة التي رفعت لواء (إعادة التأهيل) للسجناء.

لم يتوقف الفرار من السجن أبدًا بحثًا عن الحرية لتكون من أشهر عمليات الفرار الهوليودية منذ أيام قليلة فرار الجزائري "فايد رضوان" (اللص الذكى) من سجن باريس باستعمال طائرة مروحية من ساحة السجن!!!.