رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

#حق_ديالا.. مدام عادل السيوي تتحدث: هددني بتشويه سمعتي

جريدة الدستور

تتواصل تطورات القضية المقامة من الصحفية سماح عبدالسلام إبراهيم، ضد الفنان التشكيلى عادل السيوى، لإثبات نسب طفلتها «ديالا» له، والمنظورة حاليًا أمام دائرة الاستئناف بمحكمة الأسرة فى التجمع الخامس، بعدما تم رفضها فى محكمة أول درجة.وللوقوف على تفاصيل القضية التى تحولت إلى قضية رأى عام، حاورت «الدستور» أم الطفلة «ديالا»، بعد أن تقدمت بطعن على الحكم الصادر عن محكمة «أسرة عابدين»، تقول فيه إن الحكم جاء مُجحفًا بحقوقها، وشابه فساد فى الاستدلال والخطأ فى تطبيق القانون، ومخالف لمبادئ وأقوال الفقهاء فى الشريعة الإسلامية.
وأكدت «سماح»، فى حوارها لـ«الدستور»، أن محكمة أول درجة أخطأت فى إثبات الزواج تأسيسًا على أن الشاهد الثانى القريب من زوجها جاءت أقواله لتؤكد وجود علاقة بين الطرفين لا ترقى لأن تكون علاقة زوجية.

تزوجنا فى ٢٠١٥.. ووافق على كتابة ديالا باسمه لكن بشروط
حكت الصحفية الشابة سماح عبدالسلام تفاصيل علاقتها بالفنان التشكيلى، مؤكدة أنها تزوجت به عرفيًا، فى عام ٢٠١٥، نظرًا لزواجه من سيدة أجنبية، وأنه طلب منها أن يكون هذا الزواج العرفى مؤقتا، مع منحه فرصة لبعض الوقت حتى يرتب أموره.اتفقنا على عدم الإنجاب.. لكننى فوجئت بالحملوأضافت: «كنا قد اتفقنا على عدم الإنجاب، لكننى فوجئت بالحمل، وهذا أمر وارد، حتى مع من يتخذ احتياطات لمنعه، واكتشفت ذلك فى وقت متأخر، تحديدًا فى نهاية الشهر الثالث، وعندما أخبرته بالأمر، طلب منّى أن أجهض نفسى، وبالفعل ذهبت لطبيبة، لكنها حذرتنى من خطورة الإجهاض فى هذا الوقت المتأخر من الحمل، فقد يعرض حياتى للخطر، وفى ذلك اليوم أخبرتنى بنوع الجنين، وذهبت إلى زوجى وأخبرته بما جرى مع الطبيبة، وخطور الأمر على خاصة أن صحتى لا تتحمل عملية الإجهاض، وقلت له إننى لن أجازف بحياتى وأقتل نفسى من أجلك. فثار وغضب واتهمنى بأننى أريد توريطه، وهو الكلام الذى يردده حاليًا بين دوائره من الأصدقاء والمعارف».

وواصلت: «عاد مرة أخرى وعرض علىّ حلًا، يتمثل فى كتابة المولود باسم رجل آخر، يختفى فور أن ينفذ مهمته، وقال لى: من جهتى سأفتح لك وللطفلة وديعة ضخمة فى البنك، وبين بعضنا بعضًا سأعطيها الأبوة المطلوبة وأرعاها وأربيها. لكننى رفضت هذا الأمر لما فيه من خلط للأنساب، وخشيت من أن ابنتى تكبر ولا تجد لها أهلًا ولا عائلة من والدها، بينما أريد أن يكون لطفلتى والد معروف وأسرة.. وأصررت على أن يستخرج لها شهادة ميلاد باسمه، من دون أن أطالبه بأى حقوق لها، وسأتولى شئونها ومسئوليتها كاملة، فرفض قائلًا: طالما لن أربيها ولن أرعاها فلماذا سأكتبها باسمى؟.. إذن لديك تخطيط وأطماع. فأجبته بأن هذا ليس صحيحًا. مضيفة أن الجدل استمر بينهما، بين الموافقة والرفض، حتى قال لها فى النهاية: «أنا موافق بشروط».

وعن هذه الشروط قالت سماح: «ألا أظهر فى دائرة الأصدقاء والمثقفين حتى لا يتفاجئوا بهذا الحمل، خاصة أن الزواج كان سريًا، واتفقنا على أن يسفرنى إلى لبنان وهناك أزعم إننى ارتبطت بشخص مصرى، حتى تنتهى فترة الحمل. وكنت قد اتفقت معه أن يلحق بى بعد أن ينتهى من مشاغله، فقد كان زوج شقيقته مريضًا فى العناية المركزة، وشقيقته الأخرى محجوزة فى المستشفى. وأخبرنى إنه لن يستطيع السفر معى حتى يطمئن على الاثنين، وإنه سيلحق بى فيما بعد».

وبالفعل أعطانى مالًا، «ألفى دولار»، وحجزت تذكرة وسافرت للبنان زيارة سياحية، بعد أقل من أسبوع توفى زوج شقيقته، فاتصل بى ليشرح ما حدث وأنه لا يستطيع ترك شقيقته بمفردها، خاصة أنها منهارة، لكنه يوميًا كان يتحدث معى من خلال الـ«فايبر» وحاله يتغير يومًا عن الآخر، فمرة هادئ ومرة غاضب، مع حديث عن عن لى الذراع والورطة.. إلخ، ولما سألته إن كان سيأتى إلىّ فى لبنان؟، قال إزاى أجاى وأسيب أختى؟. بقيت فى لبنان ثلاثة أسابيع ورجعت فى النهاية، خاصة أن تكاليف المعيشة هناك باهظة والتعاملات اليومية بالدولار، وعقب عودتى التقيته. وكانت مقابلته عاصفة وغاضبة، يلين لحظة وينقلب للعكس لحظة أخرى، وسألته: ما الذى سنفعله الآن فقال سأكتبها باسمى لكن بشروط أن تبتعدى عن القاهرة ولتكن الإسكندرية، وهناك أقاربى سيهتمون بشئونك، وبعد أن تلدى سأرتب لسفرك خارج مصر وتبقين هناك عشر أو ١٥ سنة حتى تهدأ الأمور ولا يعرف بالحمل أو الطفلة أحد، وبالفعل وافقت.

وفى يوم الخميس ١٧ نوفمبر ٢٠١٦ سافرنا للإسكندرية، وهناك وجدنا ابن عم له فى انتظارنا فى محرم بك، أخذنا للشقة التى كان قد أجّرها لغرض إقامتى، وسألنى «عادل» إن كانت تروق لى فأجبته بأنها جيدة، وفى نفس اليوم تركنى بعد أن أكد أننا سنكون على تواصل، وأنه سيمر علىّ من وقت لآخر، وقال لى: «عندك ابن عمى سيُلبى طلباتك وأى شىء تحتاجينه، وأنا معك على التليفون وكلما جئت الإسكندرية سأمر عليك».

وتضيف «سماح»: «إلى هنا كانت الأمور طبيعية وأعطانى إحساسًا بالأمان، فلم أشك فى شىء حدث بعدها، خاصة أنه تحمل نفقات الحمل وكل مصاريفى المعيشية خلال إقامتى فى الإسكندرية، كما أن ابن عمه كان يقوم على كل شئونى، حتى إننى عندما أتصل بـ«عادل» لأمر ما أو لطلب نقود يقول لى أى شىء تحتاجينه كلمى ابن عمي. وكانت حالة عادل السيوى قد بدأت فى التذبذب، فمرة يغضب ويثور ويشتمنى، ثم يعود يعتذر ويطلب منى أن أتقبل الحالة التى عليها وأقدر ظروفه، وبالفعل كنت أسامحه خاصة أنه فى هذه الفترة كان يحضر لمعرضه «فى حضرة الحيوان».

ابن عم الفنان التشكيلى شاهد على كل التفاصيل
عن إنكار عادل السيوى واقعة سرقة وثيقة الزواج، قالت سماح: «فى الفترة التى قضيتها فى المستشفى كان ابن عمه هو من يروح ويجىء على الشقة، وأتذكر أنه بعد ولادة ديالا لم يكن معى ملابس لها، سوى طقم واحد صيفى، وكنا وقتها فى الشتاء، فطلبت منه أن يذهب للبيت ويحضر ملابس للبنت، خاصة أن الجيران كانوا يعرفون أننى زوجة صديق له وأنه يتردد على لتلبية احتياجاتى، حتى إن الشخص الذى أجّر منه الشقة كان على معرفة بابن عم السيوى، المهم أننى أعطيت لابن العم مفتاح الشقة ودليته على الملابس التى أريدها للبنت وأماكنها، وكان عقد الزواج موجودًا فى الشقة داخل حقيبتى، ولم أشك أنه قد يسرقه، خاصة أنه كان يتعامل معى على أننى مثل ابنته، وأنه من أهل زوجى، وهو ما يجعل توقع الخيانة مستحيلًا». وتوضح «سماح» أن ابن عم السيوى معروف لدى الجميع، سواء حارس العقار والجيران، كما أنه كان من يدفع إيجار الشقة، وأتى بسيدة لتقوم على خدمتى بعد الولادة، حتى إننى عندما طلبت من مالك الشقة أن يعطينى عقد الإيجار رفض، وقال لى «هو أنت بتدينى الإيجار؟».

وعن عدم امتلاكها ولو نسخة مصورة من هذا العقد تقول «سماح»: «للأسف لم أصور العقد، وهذه غلطتى لأننى لم أحتط أو أتوقع الخيانة على الأقل، لكن كان هناك شهود على هذا العقد وهم ابن عمه وصديق له وشقيقى».

تهرَّب منّى بعد الولادة.. رفض دفع فاتورة المستشفى لابنته.. وقال: «كل دى مصاريف؟»
تتابع «سماح»: هاتفت عادل السيوى بعد خروجى من المستشفى، وسألته عن سبب عدم حضوره الولادة، فثار وغضب كعادته، ومرت الأيام وهو يماطل ويسوف فى أمر مجيئه لإثبات البنت واستخراج شهادة ميلاد لها، وهو ما أقلقنى، فبدأت فى تسجيل المكالمات والرسائل بيننا كطريقة لتأمين نفسى وحفظ حق البنت، وفى الوقت نفسه كان ابن عمه طوال الوقت يحاول أن يحسّن صورته، ويقنعنى بأن «عادل» يحتاج لبعض الوقت لتسجيل البنت حتى لا تعلم السفارة الإيطالية بأمر زواجه منى وأن له ابنة، ما يعرضه للمساءلة القانونية، خاصة أن لديه ابنة من زوجته الإيطالية، وأنه يبحث عن «واسطة».
استمر هذا الوضع أسبوعين ما أثر على صحتى فجف اللبن فى صدرى، وشغلت بأمر إثبات حق ديالا حتى فوجئت بانهيار صحتها، إذ انخفض وزنها وصار كيلو و٤٠٠ جرام فقط، وكلما كلمته كان يقول إن هذا جفاف عادى، وإنه سيأتى ليعرضها على الطبيب، حتى جاءت ليلة وجدت فيها البنت بلا صوت، لا تستطيع حتى البكاء، ولا تقبل أى سوائل أعطيها لها، فى هذه الفترة كنت أتصل بابن عمه فلا يرد علىّ.

أخذت البنت للطبيبة فصرخت فى وجهى وقالت إن لديها جفافًا حادًا، ويجب أن تعلق لها محاليل، وطلبت منى الذهاب فورا إلى المستشفى، وقبل أن أعود للبيت هاتفته، وقرر تسجيل المكالمة، وبعد وقت طويل رد وأخبرته بخطورة وضع ديالا الصحى وسألته عما ينبغى أن أفعله، فقال لى «هاعملها إيه وديها المستشفى وانا هاكلم ابن عمى» يروحلك». وبالفعل ذهبت بها للمستشفى وطلبوا ألفى جنيه تحت الحساب، وبعد جدال أخذوا البنت ودخلت الحضانة فى الرعاية المركزة، وأجروا لها فحوصًا شاملة، أظهر إصابتها بفشل كلوى وميكروب فى الدم وثقب فى القلب، وبعد يومين طمأننى الأطباء أنها ليست فى حاجة لغسيل كلوى، فى الوقت الذى وصلت فيه فاتورة المستشفى لسبعة آلاف جنيه، ما أغضب السيوى وقال لى ما كل هذه المصاريف، وأخبرتنى إدارة المستشفى إن لم أستطع مواصلة دفع مصاريف العلاج، فعلىّ أن أنقلها لمستشفى آخر بعد أن تستكمل كورس العلاج، وحتى عندما طلبت منه أن يبحث عن مستشفى آخر بحكم أننى لست من الإسكندرانية ولا أعرف شيئًا هناك، كان رده أنه مشغول وليس لديه وقت، وطالبنى فإخراج البنت من المستشفى حتى لا تزداد تكلفة العلاج، فى النهاية وبعد طول بحث، ذهبت بها لمستشفى اسمه شرق المدينة ووجدت مكانا فيه، لكن واجهتنى مشكلة، إذ طلبوا منى شهادة ميلاد البنت، فأخبرتهم بأن والدها مسافر وأننا لم نستخرج لها شهادة ميلاد حتى الآن. وفى النهاية ذهبت لمستشفى كان يتبع الأمانة العامة للأطباء، وكان لمثل حالة ديالا حساب خاص، أعلى من المصاريف العادية، بسبب عدم وجود شهادة ميلاد.

واجهته بعد فترة عذاب فقال لى: «ماليش دعوة بالبنت دى.. خدى حقك بالقانون»
تقول «سماح»: فى ثانى يوم لوجودنا فى هذا المستشفى اتصلت بى «استفانيا» زوجة عادل السيوى الإيطالية، وهى مالكة جاليرى ودار نشر تطبع مترجمات من اللغة الإيطالية للعربية، ومستقرة فى مصر منذ ٢٨ سنة وتتحدث العربية بطلاقة، والغريب أنها اتصلت بى على رقم لى جديد لا يعرفه أحد غير عادل السيوى، بعدما طلب منى أن أتخلص من أرقامى القديمة، لأنه كان قلقًا من أهلى وخائفًا منهم.

وتضيف: عدت إلى القاهرة ووجدت السيوى قد قطع كل وسائل الاتصال بى، فى الـ«فيس» والـ«واتس» والإيميل وحتى التليفون، وزوجته الأخرى كلما اتصلت بها تغلق السكة فى وجهى، فاتصلت بابنة السيوى وطلبت منها المقابلة، فرفضت وقالت إنها لا تستطيع مقابلة أحد لا تعرفه. ذهبت بالبنت وهى على ذراعى لمرسمه حتى أقابله، وما أن فتح لى الباب حتى صرخ فى وجهى وأبعدها بيده، وقال «استفانيا» هاتيجى دلوقتى وتحصل أزمة.. انزلى وكلمينى من تحت.

وبالفعل أخذت البنت وانتظرته فى قهوة البستان، بوسط البلد، اتصلت به مرة أخرى، فقال لى «ألم يكن بيننا اتفاق بأن تبقى فى الإسكندرية، إيه اللى حصل، إنت كده مابتحترميش الاتفاقات، أنا ماليش دعوة بالبنت دى روحى خدى حقك بالقانون»، ثم أغلق الخط.
تتابع «سماح»: أخذت البنت مرة أخرى وطلعنا على المرسم فلم أجده، فذهبت لبيته بالزمالك بجوار المرسم وانتظرته أمام الباب، لكننى اضطررت للعودة للإسكندرية مرة أخرى لارتباطى بعلاج البنت، بعد أن عملت توكيلا للمحامى حمدى الأسيوطى، وهناك عاودت ديالا الأزمة الصحية لمدة أسبوعين ودخلت الحضّانة من جديد.

فى هذا الوقت كانت القضية قد أقيمت، وجاءت مكالمة تهديد من زوجة السيوى وقالت لى «بطلى تتكلمى لحسن أجيلك إسكندرية وأكسرك»، كان هذا بعد أن أخبرت السيوى بأننى سأكتب عما جرى على الـ«فيس» وأعلن زواجه منى، فحذر من أن هذه الأمر سوف يشوه سمعتنا، وهددنى بأنه سيستعين بأشخصا ليزعموا أنهم كانوا على علاقة بى، وكلمت المحامى حمدى الأسيوطى فطلب منى العودة من الإسكندرية إلى القاهرة فورًا، حتى لا اتعرض لعملية تشويه هناك، وبالفعل رجعت للقاهرة، وبدأت وقائع المحاكمة.