رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرئيسة التى خطفت قلب العالم ‏


من المؤكد أن مشاهدة مباريات مونديال ٢٠١٨ كانت بالنسبة لنا جميعًا متعة استثنائية وسط أحداث كثيرة جرت فى بلدنا الحبيب.. لكنها كانت حدثًا عالميًا مهمًا تابعناه فى مصر بعد خروجنا منه.. كما تابعته ‏الجماهير فى كل أنحاء العالم باهتمام وحماس بالغين، لأن كرة القدم تعتبر الرياضة الأكثر شعبية لدى الجماهير من كل الأعمار فى كل أنحاء العالم، خاصة أن مباريات كأس العالم قد جرت على أعلى ‏مستوى من التنظيم فى روسيا.‏
كما أن المباريات كانت تذاع على الهواء مباشرة فى مصر، كما فى كل الدنيا، وشاهدنا لأول مرة التقدم التكنولوجى فى التحكيم بعرض المشاهد أمامنا على شاشة فى الملعب فى حالة الرغبة فى تأكد ‏الحكم من واقعة معينة.. وشاهدنا رؤساء الدول حريصين على حضور المباريات المهمة لتشجيع فرقهم ودعمهم باعتبارهم يمثلونها.. وفى المباراة النهائية شاهدنا الرئيس الفرنسى ماكرون وكوليندا، رئيسة ‏كرواتيا، فى المدرجات لدعم فريقيهما، كما شاهدنا الرئيس بوتين حريصًا على التواجد باعتباره رئيس الدولة المضيفة المنظمة لكأس العالم. ‏
إلا أننى أتوقف قليلًا -عزيزى القارئ- عند أداء استثنائى لامرأة واحدة شقراء جميلة الملامح فى مباريات كأس العالم، التى جرت فى روسيا، حيث استطاعت امرأة واحدة أن تخطف الأنظار والقلوب ‏إليها.. وأن تصبح نجمة من طراز جديد من الوطنية غير التقليدية لم يسبق أن رأيناه من قبل مع أى من الرؤساء أو الملوك أو كبار المسئولين فى أى دولة أخرى.. ففى تقديرى أن رئيسة كرواتيا الجميلة ‏كوليندا كيتاروفيتش ستصبح نقطة تحول يتوقف عندها التاريخ طويلًا فى أسلوبها التلقائى والمتحضر الذى يبعث على البهجة فى دعم فريق بلدها، وفى لفت الأنظار إليه وفى الدعاية الكبيرة التى استطاعت ‏أن تحققها لبلدها من خلال وجودها لتشجيع فريق كرة القدم الكرواتى فى روسيا فى الملعب وفى كل موقع كانت موجودة به.‏
إنها رئيسة من طراز استثنائى ترتدى ملابس رياضية بلون علم بلدها وتركب الطائرة العادية مع الجمهور الكرواتى الذاهب لتشجيع الفريق وتقفز فرحًا فى المدرجات حينما يحرز فريقها أحد الأهداف.. ‏وتحتضن اللاعبين بمحبة جارفة لتثنى على أدائهم الذى فاق كل التوقعات.‏
وتدخل لهم إلى غرف الملابس لتشجعهم فردًا فردًا وتتحدث مع المدرب لتدعمه أمام الفريق وأمام أنظار العالم كله.. وتهدى الرئيس بوتين تيشيرت عليه علم جمهورية كرواتيا ومكتوبًا عليه اسمه ‏بالإنجليزية وتأخذ الرئيس ماكرون بالأحضان فى لفتة حضارية رائعة لتهنئته على فوز فرنسا بكأس العالم.‏
ثم تأخذ اللاعبين والمدرب بالأحضان فردًا فردًا تعبيرًا عن شكرها وفخرها بهم بعد انتهاء المباراة وسط الأمطار التى تنهمر بكثرة والتى لم تمنعها من أن تشكرهم على أدائهم المتميز فردًا فردًا.‏
إن كوليندا كيتاروفيتش تستحق عن جدارة إعجاب العالم بأدائها غير التقليدى وبتواضعها وببساطتها.‏
إنها نجمة مونديال ٢٠١٨ بلا منازع.. فلقد استطاعت أن تلفت أنظار العالم كله إليها وإلى جمهورية كرواتيا الفتية التى حصلت على استقلالها من يوغوسلافيا فى عام ١٩٩١ أى منذ ٢٧عامًا فقط، أما ‏كوليندا فقد تولت الرئاسة فى ٢٠١٥ وهى من مواليد ١٩٦٨، أى أنها تبلغ من العمر ٥٠ عامًا وكانت قد تولت عدة مناصب مهمة وفعالة من قبل. ويقينى أنها بما حققته لبلدها ستجلب ملايين السائحين خلال ‏الشهور المقبلة لزيارة كرواتيا.ومشاهدة معالمها.. بعد أن استطاعت كوليندا أن تضعها على خريطة اهتمام العالم.‏