رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

واشنطن بوست: أمريكا سحقت العلمانية المعتدلة فى الشرق الأوسط

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

هاجم بول توماس تشامبرلين، المحلل الأمريكي بجامعة كولومبيا، جماعة الإخوان في تقرير مطول بصحيفة "واشنطن بوست" نشر اليوم الثلاثاء، على موقعها الإلكتروني، موضحًا أن الإسلام بعيد كل البعد عن فكر الإخوان الذي انتجت الإسلام السياسي والعنف الجهادي.

وأكد "تشامبرلين" أن الولايات المتحدة سحقت العلمانية المعتدلة في الشرق الأوسط، ودعمت الإخوان للتخلص من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ومحمد مصدق في إيران، وسوكارنو في إندونيسيا، حيث أطلق قادة الولايات المتحدة انقلابات وعمليات سرية وسياسات خارجية تهدف إلى سحق هؤلاء الوطنيين العلمانيين المزعجين بالنسبة لهم من وجهة نظرهم.

وأضاف المحلل الأمريكي، أنه طوال فترة الخمسينيات والستينيات، كانت الاستخبارات الأمريكية تتلاعب بفكرة استخدام حركات مثل جماعة الإخوان المسلمين كقوة مكافئة لقادة مثل عبدالناصر، ودعمت الولايات المتحدة الشاه محمد رضا بهلوي في إيران، حيث سحق جميع المعارضين الليبراليين العلمانيين، ولم يتركوا سوى المتطرفين الدينيين ليقوموا بالنهاية بثورة في عام 1979.

وأضح أنه خلال الثمانينيات قامت إدارة "ريجان" والمخابرات الأمريكية بتنفيذ برنامج مساعدات سري واسع النطاق لدعم مقاتلي المقاومة الأفغانية، وذلك لإيقاف النفوذ السوفيتي حسب ما رأى قادة الولايات المتحدة، ولكن السياسة في الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية لم تكن أبدًا جزءًا من عالم الشيوعية التي اعتقدت الولايات المتحدة أنها تحاربها في الشرق الأوسط، وبينما كان المسئولون الأمريكيون يعملون بطريقة خاطئة على احتواء نفوذ الكرملين انتجوا وخلقوا وحشا يتخفى وراء الدين وأعطوا نفوذا كبيرا لجماعة الإخوان التي انبثقت منها جماعات إرهابية كثيرة على رأسها القاعدة و"داعش".

ولفت المحلل إلى أنه كانت النتيجة للممارسات الأمريكية هى توغل الأنظمة الدينية المتشددة، ولم تكن هذه الديناميكية أكثر وضوحًا من أى وقت مضى إلا في أعقاب الثورة الإيرانية عام 1979، التي كانت بمثابة مثال صارخ على القوة المتصاعدة للإسلام السياسي، ورفض آية الله روح الله الخميني، وآخرين، النفوذ السوفييتي والأمريكي ورسموا بدلًا من ذلك طريقًا دمويًا في العقود القادمة، وفي النهاية أنتجت أمريكا بدعمها الإخوان وفكرها المسلحين في جميع أنحاء العالم العربي.

وساعدت سياسة الحرب الباردة الأمريكية على تشويه سمعة المعتدلين العلمانيين أمثال جمال عبدالناصر، وفي الوقت نفسه منعت أحد أكثر المسارات نجاحًا في التقدم في عالم ما بعد الاستعمار ومكنت الإخوان والعناصر الدينية وبدون بدائل علمانية.

واختتم "تشامبرلين" تقريره في واشنطن بوست مشيدًا بإجراءات إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وما يقوم به الكونجرس لإضعاف الجماعة بعد عقود طويلة من الدعم الأمريكي لها، مضيفًا أن "ترامب" إلى جانب أعضاء من إدارته، أكثر استعدادًا بكثير من أسلافه لدحر نفوذ الإخوان والجماعات المتشددة المنبثقة منها.