رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"شىء من الخوف".. الفيلم الذى لم يغضب جمال عبد الناصر

أرشيفية
أرشيفية

تحل علينا اليوم الموافق 15 يوليو ذكري ميلاد الروائي الكبير ثروت أباظة، الذي عرف بنبرته السياسية الناقدة، والتي عرضت بعض أعماله للمصادرة، حيث أهتم بالتعبير عن المحيط القروي المصري وما يتصل به من قضايا، ويعتبر من رواد الرواية في مرحلة ما بعد نجيب محفوظ الذي ربطته به علاقة متينة.

وترصد "الدستور" في السطور التالية قصة فيلم "شيئ من الخوف" وما تعرض له من انتقادات.

أثارت رواية "شئ من الخوف " والتي صدرت عام 1960 عن دار المعارف المصرية، الكثير من الانتشار والقبول، وعندما تم تحويلها إلى عمل سينمائي طرح أباظة دور "فؤادة" الفتاة الصغيرة التى تحب عتريس الفتى البرىء النقى لكن عتريس الذى ينقلب إلى وحش كاسر ويعيش على القتل والنهب يعاقب البلدة ذات يوم بأن يمنع عنها الماء، فلا يجد من يقف له سوى فؤادة، حبه القديم ونقطة ضعفه الوحيدة، ولما لم يستطع أن يقتلها كان عليه أن يمتلكها بالزواج.

وترفض فؤادة ويتم تزوير الوكالة وتنتقل إلى العيش مع عتريس دون شرعية، وتقاوم البلدة محاولات عتريس انتزاع الشرعية، وترفض فؤادة الاستسلام لعتريس حتي الموت، عندما تحرقه البلدة، ويفر رجاله، وتنضم فؤاده للبلدة لتوديع الشهيد محمود.

وتم تحويلها لفيلم سينمائى يحمل نفس الأسم، وهو من إنتاج عام 1969 ومن إخراج حسين كمال، وقام بكتابة بمعالجتها وكتابة السيناريو الشاعر الكبير "عبدالرحمن الأبنودى"، وتعرض للكثير من الانتقادات وقت عرضه ولاقى اعتراضا من الرقابة، وكانت قصة الفيلم تدور حول "عتريس" وهو رجل متسلط قاسى القلب يفرض إرهابه على أهل قريته.

وكان وجه اعتراض الرقابة هو ظنا منهم أن شخصية عتريس ترمز إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لكنه سمح بعرض الفيلم بعد أن شاهده أكثر من مرة، واصفا شخصية عتريس بقوله: "لو كنت بتلك البشاعة فمن حق الناس أن يقتلونى".

وكشف الكاتب الصحفى الكبير يوسف القعيد، تعليق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عقب معرفته بتجسيد شخصيته في فيلم "شىء من الخوف"، قائلًا: إن "عبد الناصر"، علم بشخصية "عتريس"، فى الفيلم، طلب مشاهدته على الفور، قبيل عرض على الشاشات للجمهور.

وتابع "القعيد" في أحد حواراتة التلفزيونية، أنه تم توجيه اتهامات إلى الروائى ثروت أباظة، بكتابة رواية ضد الرحل "عبد الناصر"، بينما نفى ذلك، موضحًا موقفه بأنه يقصد بشخصية "عتريس" الاستعمار وأعوانه، حيث تم تعطيل تصوير الفيلم عدة مرات، إلى أن تم كتابة تعهد من "أباظة" بأن شخصية "عتريس" ليس المقصود بها الرئيس "عبد الناصر".