رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صلاح جرار يطلق "تراويد الغيم والشفق"

صلاح جرار يطلق تراويد
صلاح جرار يطلق "تراويد الغيم والشفق"

فرض عنوان ديوان دكتور صلاح جرار، الجديد الصادر مؤخرا عن الآن ناشرون وموزعون في عمّان "ترويدة الغيم والشفق" نفسه على القارئ، تلك العتبة الأولى تستوقفك، قبل أن تلج إلى عالمه، فالعنوان يحمل في طياته زخما تراثيا موسيقيا يتمثّل بكلمة ترويدة، التي تعني ترديد اللحن وتكراره، كما نلاحظ ذلك في تراويد النساء في تراثنا الشعبي في مناسبات الفرح وغيرها، والترويد حالة من الضراعة تريد أن تستولد الفرح من الحزن، والفرج من الكرب والأمل من اليأس.

وتدل كذلك كلمة الغيم على الغموض، لكن الغيم في الوقت نفسه يبشر بالخير والأمل بالغيث، وكذلك الشفق، يحمل دلالة الغموض، فشفق المساء مقدمة للأفول، أما شفق الصباح فمقدمة للفرج والخير، وبذلك تكون الدلالة الكلية للعنوان هي امتزاج الأمل باليأس، والكرب بالفرج.

يقع ديوان "ترويدة الغيم والشفق" في ما يقارب (200) صفحة من القطع المتوسط، ويحتوي على (74) قصيدة، لكل منها خصائصها ومضامينها، إلا أنها تشترك معا بقوة تعبيرها، وخفة وزنها، وخيالها الخلّاق.

ومن أهم المضامين التي وقف عليها الشاعر، في قصائده: الغزل الذي لا يكاد يخلو منه ديوان عربي، ذلك الغزل العفيف، الذي يعاني المحب فيه من الحنين والحرمان، كما في قصيدة "ذهبٌ على الخد"، التي ذهب فيها مذهب الموشحات الأندلسية التي درسها ضمن تخصصه بالأدب الأندلسي:

نَمشٌ في وجنتيه نُقِشا

لم أزَلْ أعْشَقُ ذاكَ النَّمَشا

فكأنَّ الله قد زَيَّنَهُ

وكأنّ الحُسْنَ فيه قد نشا

يا لقلبي من حبيبٍ جائرٍ

وقُميرٍ لاح في الأفْقِ عِشا

وحنينٍ في فؤادي قد سرى

واشتياقٍ في ضلوعي قد فشا