رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير النقل: التحقيقات ستُظهر المتسبب فى الحادث.. والمعلومات الأولية «خطأ التحويلة»

جريدة الدستور

- 17 مليار جنيه لتطوير الإشارات.. الاستغناء عن العنصر البشرى لكثرة الأخطاء.. والكثافة الركابية وتهالك الخطوط وراء تكرار الكوارث

طالب الدكتور هشام عرفات، وزير النقل المواطنين بالصبر حتى نوفمبر ٢٠١٩ لرؤية سكك حديدية مختلفة تمامًا وجذريًا عن الموجودة حاليًا، مؤكدًا أن التحقيقات ستبين المتسبب الرئيسى فى حادثى قطار البدرشين ومترو المرج، مرجحًا وجود «عمل تخريبى» فى واقعة المترو. وقال «عرفات»، فى حواره لـ«الدستور»، إن العنصر البشرى يُعد أحد أهم أسباب تكرار الحوادث مؤخرًا، وهو ما تطلب إعداد دراسات عن تغيير المنظومة بالكامل والاستغناء عن التدخلات البشرية فى السكك الحديدية، مضيفًا: «خصصنا ١٧ مليار جنيه لتطوير المرفق والتخلص من تكرار الأخطاء».
وتحدث وزير النقل عن الكثافة الركابية لدى السكك الحديدية، وطبيعة عمل خط البدرشين الذى تكثر به الحوادث، وكذلك التوصيات التى وصى بها العاملين بالمرفق منذ ٨ أشهر، ورؤيته فى تطوير الهيئة.
■ بداية.. لماذا تتكرر حوادث القطارات فى البدرشين؟
- هناك مشكلة حقيقية فى الخط، فالحادثة الأخيرة ليست الأولى التى تحدث بل سبقتها حوادث أخرى، والسبب أخطاء بشرية، والخط من ضمن الخطوط التى تعمل بالنظام القديم بالإشارات الكهربائية، ولم يتم تطويره للعمل بالنظام الإلكترونى الحديث، ونحمد الله على أن الحادثة الأخيرة لم تنتج عنها وفيات.
■ هل يوجد ارتباط بين كثرة الحوادث وزيادة الكثافة والضغط على القطارات؟
- لدينا قطاعان يعدان الأكثر كثافة، ليس فى مصر فقط، ولكن على مستوى العالم، وهما قطاعا «الجيزة- بنى سويف»، و«القاهرة- الإسكندرية»، وعددنا يزيد بصورة كبيرة، فى المقابل لا توجد خطوط جديدة، وتتهالك الخطوط القديمة مع الزمن، فضلًا عن الأخطاء البشرية التى لا تتوقف، ونحن نحاول تفادى الأمر من خلال الربط الإلكترونى بين الخطوط لنتمكن من زيادة القطارات دون حوادث.
■ وماذا عن حادث البدرشين الأخير.. هل توصلتم إلى سببه المباشر؟
- التحقيقات ستظهر المتسبب فى الحادثة، وذلك عقب الانتهاء من عمل اللجنة الفنية المشكلة من الهيئة الهندسية ومن السكك الحديدية ووزارة النقل والنيابة، ولكن المؤشرات الأولية تؤكد أن هناك خطأ فى التحويلة، وهو ما تسبب فى تغيير مسار القطار.
■ أخطاء العنصر البشرى المتكررة.. متى تتوقف؟
- نعمل حاليًا على تطوير كل الإشارات الموجودة فى السكك الحديدية، بتكلفة تصل إلى ١٧ مليار جنيه، وذلك للقضاء على تدخل العنصر البشرى فى عمل المرافق، والذى يسبب الكثير من الكوارث.
■ لم نلحظ تكرار تلك الحوادث فى بلاد أخرى مثل مصر.. فما السبب؟
- لا، العالم بأكمله تقع به حوادث كثيرة مشابهة، فمنذ ١٠ أيام شهدت تركيا حادثًا نتج عنه إصابات ووفيات بالرغم من تطور المنظومة هناك، وهو ما يؤكد أن السكك الحديدية لدينا أفضل من دول أخرى متقدمة، ورغم عدم تطوير المرفق إلا أنه لا يزال يعمل حتى وقتنا هذا.
■ ولماذا لا نرى وزير النقل بين عمال السكك الحديدية باستمرار كما يحدث مع المترو؟
- منذ أكثر من ٨ أشهر وأنا أتواجد مع العمال بشكل مستمر، وطالبتهم بالعمل بنظام معين والالتزام به، والتقليل من السرعة، والتركيز الكامل أثناء العمل، وذلك لحين الانتهاء من أعمال التطوير.
■ اتخذتم إجراءات لمنع وقوع الحوادث بعد قطار «المناشى».. فلماذا تكرر الأمر؟
- بعد حادثة قطار المناشى أصدرنا تعليمات لتقليل عدد الرحلات على الخط، وتم إلغاء ٤١ رحلة، وكان هناك نيه لإلغاء ٤٠ رحلة أخرى خلال الشهر الجارى، إلا أننا وجدنا زيادة فى الطلب على السكك الحديدية، كما أصدرنا قرارًا بتقليل السرعة، إلا أن تدخل العامل البشرى ما زال موجودًا، وهو ما تسبب فى وقوع الحادثة.
■ بالتأكيد هناك رسالة تريد توصيلها إلى المواطنين عقب الحادثة؟
- أناشد المواطنين الصبر على المرفق، فسيرون سكك حديدية مختلفة فى شهر نوفمبر عام ٢٠١٩.
■ وما تعليقك على حادثة المترو التى وقعت منذ عدة أيام؟
- واقعة مترو المرج مشابهة كثيرًا لحادثة قطار «المناشى»، فهناك من غيّر مسار المترو من السكة إلى السكة الأخرى، ما تسبب فى انقلاب عربات القطار، واحتمال العمل التخريبى وارد فى الحادثة.
■ أخيرًا.. كيف يمكن تطوير النقل فى مصر؟
- الأمر يعتمد على مبدأ الهندسة، وهو التخطيط الجيد والتنفيذ الأجود، والذى يعنى التوقيت المناسب، والمشكلة الحقيقية التى عانت منها مصر طيلة السنوات الماضية هى عدم تنفيذ المشروعات فى توقيت مناسب، فمعدل التنفيذ إذا كان لا يتناسب مع النمو يحدث خلل فى النقل ويؤثر على المرافق الحيوية، وكل تلك الأمور تعتبر بمثابة «سر القلق الشديد لدىّ».