رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالصور.. كوبري الجلاء.. جسر زمني تعبر فوقه العصور

صورة من الحدث
صورة من الحدث


يربط جسر الجلاء جزيرة الزمالك بالجيزة على طراز السرايا الخديوية، ويضاء بمصابيح أربعة، ميزته عن غيره من الجسور، إذ يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، وبالطريقة نفسها شُيد جسر قصر النيل الرابط بين ميدان التحرير وحي الزمالك.
يدرج الجسر في الوقت الحالي لتطويرات «القاهرة الخديوية» لإرجاعه إلى سابق عهده والحفاظ على المعايير الحديثة بجانب هندسته المعمارية التاريخية.

يرجع تشيد الجسرين في الأصل إلى عهد الخديوي إسماعيل في أواخر القرن التاسع عشر، وحل جسر الجلاء محل جسر أصغر في نفس الموقع، تم بناء الجسر في عام 1872 لتكميل جسر قصر النيل على الجانب الآخر من جزيرة الزمالك، وأطلق عليه كوبري البحر الأعمى أو "جسر المياه العمياء" ثم كوبري باديا، "البادية بريدج" على اسم من كان يمتلك ملهى ليلي بجوار الجسر، والذي حل محله فندق شيراتون القاهرة.

بدأ العمل الفعلي على جسر الجلاء، في مايو 2012 مع إزالة كل الحواجز الخرسانية التي عطلت، سير القوارب من الأسفل وكان التطوير للسماح بالآلية، تتيح إبحار القوارب ومن أجل السماح لإعادة فتح الجسر أمام حركة المرور النهرية كما تم تصميمه للقيام به.

لم يكن تاريخ 2012 أول تاريخ لتطوير الكوبري فسبقه تطوير في عام 2004،تحت إشراف هيئة النقل، وفي أبريل 2015، أعيد تطوير كوبري الجلاء، ولكن في هذه المرة تحت إشراف محافظة القاهرة، وشركة المقاولون العرب، وإدارة النقل النهري للشرطة بالإضافة إلى شركة استشارية خاصة.

ولأنه جسر تراثي، ولا يختلف عن أشهر جسور العالم ريالتو، والبندقية أو حتى تشارلز، كان لابد من فريق عمل مهمته إحياء الكوري بموصفاته القياسية، وبالفعل تكون فريق يتألف من 40 مهندسًا، واستخدم مفتاحان من الصلب لفتح الجسر، كل منهما يزن 150 كيلوجرامًا.

في عام 2017، أشرفت المحافظة على إعادة فتح الجسر، تبع ذلك ترميم هيكلي حالي بدأ في يناير تحت إشراف المحافظة بتمويل من البنك الأهلي، وهو بنك حكومي ونفذته شركة مقاولات خاصة.

أكد نائب محافظ القاهرة اللواء محمد أيمن عبد التواب عن التجديد الحالي لجسر الجلاء بأن "الجلاء رمز مهم جدًا للقاهرة، وأنه جسر تاريخي للهوية المصرية، مشيرًا إلى مصابيحه الأربعة المشيدة على طراز الثريا والتي تعتبر آثارًا في حد ذاتها"

واستكمل عبدالتواب حديثه لـ "الدستور" عن كوبري الجلاء بأنه فريد من حيث الطراز وهو جزء مهم من تراثنا المعماري، وكان من الضروري تجديده كجزء من التطوير بعد العمل على جسر قصر النيل ".

وأضاف أن مساهمة البنك الأهلي كانت موضع تقدير خاص، باعتبارها واحدة من مساهمات البنك في التجديد الأوسع مشيرًا إلى تمويل البنك جسر قصر النيل وتطوير مباني أخرى بما في ذلك خمس مدارس.

"نقوم حاليًا بتجديد الجسر بأكمله كجزء من عملية شاملة بالكامل ستشهد إصلاحات "الدرابزينات"، وتعبيد الطريق الرئيسي فوق الجسر، وإعادة رصف الأرصفة للمشاة، وتجديد المصابيح، مؤكدًا، أن الهدف هو الحفاظ على النمط الأصلي للجسر، بمطابقة جسر قصر النيل من الزمالك إلى وسط القاهرة.

أوضح نائب محافظ القاهرة أن العمل المنهجي كان وفق خطة، فتحدث قائلًا "بدأنا من جانب الجيزة في تطوير الجسر وانتقلنا إلى جانب القاهرة،بسحب السور ووضع حاجز بديل مؤقت مشيرًا إلى تدعيم السور بالصلب بهدف تقوية السور"

وأضاف، أن الهيكل الميكانيكي للجسر كامل وعامل، مما يعني أنه كلما مر قارب كبير، سنكون مستعدين لفتحه.
"كوبري تحفة أثرية واجب معاملتها بخبرية فنية وإشراف جهاز التراث الحضاري عليها" بتلك الكلمات بدأ سعيد البحر مدير تطوير مشروعات القاهرة الخديوية حديثه والذي أكد لـ "الدستور" أن كوبري الجلاء المقرر تسليمه يوم 15 مايو على أن يحدد عاطف عبدالحميد محافظ القاهرة موعد الإفتتاح.

واستكمل البحر أن الحفاظ على تراثية الكوبري وإنتقاء العاملين عليه بشكل خاص والعاملين على مشروعات القاهرة الخديوية تتم وفقًا لرؤيا واضحة ومعاير دقيقة

كان لجسر الجلاء، ذكرًا في كتب مخطوطات المستشرقين وكانت المؤرخة ميساء السلوفاكية الأصل وصفت الجسر كان يسمى في الأصل كوبري الله، قبل أن يتم تجديده بجسر أكبر ويسمى بالجلاء.

وأضافت أنه كان يعرف باسم الفارى الأعمى، أو "الفرع الأعمى" للنيل، وتم افتتاحه عام 1914، وشرحت في مخطوطتها أن من شيد الكوبري كان فريق عمل من المهندسين البريطانيين، ليتغير اسمه عقب ثورة يوليو 1952، إلى الجلاء

سبق إفتتاح كوبري الجلاء ضجة صحافية، فقالت صحفية الجارديان أنه"تم بناء الجسر الحديدي بين ضفتي نهر النيل المؤدي إلى قصر النيل من قبل مهندسي الشركة الفرنسية وسيتم فتحه في غضون أيام قليلة حسب طلب الخديوي" بجانب خبر إفتتاحه في جريدة "الوقائي المصري" في فبراير 1872.