رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"ذكرى ميلاده".. حكايات على الكسار ملك الإفيهات الأسمر

على الكسار
على الكسار

استطاع الفنان علي الكسار خلق شخصية مصرية خاصة به، وهي شخصية عثمان عبدالباسط هذا النوبي الأسمر الذي قدمه في أعماله، حقق تقدما أكبر في حياته الفنية عندما بدأ بتقديم عروضه على مسرح الماجستيك في 6 يناير 1919، ويحل علينا اليوم ذكري ميلاده.

ولد في 13 يوليو عام 1887 في حي البغالة بالقاهرة، واسمه الحقيقي هو "علي محمد خليل سالم"، وقد اختار كنية عائلة والدته "الكسار" كلقب تكريمًا لوالدته، بعدما باعت الفرن التي كانت تمتلكه مقابل أن تفدي ابنها من الالتحاق بالجيش، فأصبح اسمه منذ ذلك الوقت "علي الكسار".

وكانت أول مهنة امتهنها في حياته كانت مهنة "السروجي"، التي كان يمتهنها والده وهو لا يزال في سن صغيرة، ولكنه لم يتمكن من احترافها فتركها، وأحب الأراجوز كثيرا في صغره، وهذا الحب جعله يصنع أراجوزًا من الورق وأخذ يقلد بعض الأصوات، الأمر الذي كان يغضب والده إلى حد الضرب بسب تعلقه بخيال الظل الذي كان يقدمه باستمرار للأطفال في الحارة، هذا بحسب ما ذكر على لسان ابنه "ماجد الكسّار".

وكانت ثاني مهنة عمل بها في حياته كانت مهنة الطباخ، وكان وقتها في التاسعة فقط من عمره، وخلال هذه المهنة اختلط الطفل الصغير بالنوبيين بوابين وسفرجية، وتعلم لهجتهم وطريقة كلامهم، إلا أنه ترك مهنة الطبخ أيضا.

وكانت بدايته الفنية عام 1908 بالعمل في فرقة "دار التمثيل الزينبي"، ثم عمل بعدها في فرقة "جورج أبيض"، واستطاع الفنان علي الكسار خلق شخصية مصرية خاصة به، وهي شخصية عثمان عبدالباسط هذا النوبي الأسمر الذي قدمه في أعماله، منها البربري في باريس والبربري في مؤتمر استوكهولم والبربري الفيلسوف.

وهذه الشخصية المصرية وقفت في شارع عماد الدين أمام شخصية "كشكش بيك" التي اشتهر بها الفنان نجيب الريحاني.

وحقق تقدما أكبر في حياته الفنية عندما بدأ بتقديم عروضه على مسرح الماجستيك في 6 يناير 1919 وبدأ بمسرحية ليلة 14 واستمرت عروض الفرقة بنجاح كبير، وكان أمين صدقي –المؤلف السابق للريحاني- يؤلف المسرحيات أو يترجمها من المسرح العالمي ويمصّرها ويضفي عليها الطابع الشعبي المصري والكسار يمثل ويقود الفرقة.

وكانت أول مرة يقف فيها الكسار أمام كاميرات السينما كانت في عام 1920 عندما شارك مع أمين صدقي شريكه في فرقته المسرحية في فيلم قصير حمل اسم "الخالة الأميركانية" أخرجه الإيطالي بونفيللي وكان هذا الفيلم القصير مأخوذا عن رواية إنجليزية وكان صامتا، وهذا لم يرض طموح الكسار الذي يعتمد في أدائه في المسرح على الحوار واللغة المباشرة بينه وبين جمهوره.

ومن هنا انقطع الكسار عن السينما التي كانت في بدايتها في هذا الوقت المبكر من عشرينيات القرن الماضي ولم يبد حماسا لهذا الفن الجديد.