رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معنى أن يسمع المرضى السلام الوطنى فى المستشفيات


أصدرت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، قرارًا تم تعميمه على جميع مستشفيات الجمهورية، ينص على إذاعة السلام الجمهورى ثم يعقبه قسم الأطباء يوميًا عن طريق الإذاعة الداخلية بكل مستشفى، مبررة ذلك بأن هذا يعزز قيم الانتماء للوطن عند المرضى والأطباء وطاقم التمريض.

استحسنتُ هذا القرار وأثنيت عليه لمعرفتى ما تعنيه سيكولوجية الانتماء وحب الوطن بالفطرة، لكننى وجدت بعض رواد السوشيال ميديا والنشطاء على وسائل التواصل الاجتماعى يسخرون من القرار ويطالبون الوزيرة بالتراجع عنه.

كنت أتوقع أن تأتى السخرية من الإخوان أو السلفيين الذين كانوا يرفضون الوقوف أثناء عزف النشيد الوطنى فى جلسات البرلمان أو المحافل الدولية، لكننى وجدته عند مؤيدين للدولة، والسؤال: ما الذى دفع هؤلاء لمهاجمة القرار بهذه السرعة؟.

أعتقد أن وجه الاعتراض لديهم أنهم أصبحوا يخشون من سخرية رواد السوشيال ميديا، وأن يتم اتهامهم بالتطبيل فقرروا أن يسبقوا الأحداث ويسخروا ليحصلوا على لايكات وشير، وهو منهج الكثير من رواد السوشيال الميديا، ولمن لا يعرف، فهذا المنهج هو آلية من آليات إسقاط الدولة.

البعض سيقول إننى مبالغ، ولكنها الحقيقة، فمن ضمن مخطط حروب الجيل الخامس طمس هوية الدولة ونزع الانتماء، فتجد الأطفال لا يعرفون نشيدهم الوطنى ولا يرددونه. نأتى إلى المستشفيات، ما الذى سيضر المريض أو الطبيب إذا استمع إلى النشيد الوطنى وكلماته الجميلة وعرف تاريخ وأصل النشيد الوطنى؟، أعتقد أنه لا يضره فى شىء.

بحثت فى مراجع علم النفس عن سيكولوجية الانتماء وعلاقتها بترديد النشيد الوطنى، وأثناء البحث وجدت دراسة عنوانها «ما أفكارك عندما يُلعب النشيد الوطنى؟».
الدراسة إسرائيلية، نعم دراسة إسرائيلية، علينا أن نعرف كيف يفكر أعداؤنا. أُجريت الدراسة فى قسم علم النفس فى جامعة بار إيلان عام ٢٠٠٩ والمعروف أن إسرائيل لا تُجرى أبحاثًا إلا إذا كان لها بُعد قومى، وفيها سنجد أن النشيد الوطنى لديه قدرة على توحيد الناس، ويثير المزيد من الارتباطات الوطنية أكثر من أى أغنية أخرى، وخلاله يتفاعل الناس مع مشاعر الفخر والوطنية.

تخيلوا أن شعوب العالم كله تعزز من انتماء أبنائها من خلال رفع قيمة النشيد الوطنى، ونحن هنا نسخر من الوزيرة لأنها جعلته مفتتحًا لليوم فى المستشفيات، أحيى الوزيرة بالطبع على قرارها، وأطالبها بألا تتراجع عنه تحت ضغط سخريات رواد السوشيال ميديا، لأنها أصدرت القرار الصحيح الذى يعكس وعيًا وطنيًا عاليًا لديها.