رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حق ديالا".. التفاصيل الكاملة لقضية إثبات النسب بين عادل السيوى وصحفية شابة

جريدة الدستور

- الأم: تزوجنى عرفيًا وتنكر لى بعد الولادة.. والفنان: امرأة مجهولة وادعاءاتها كاذبة
- 300 مثقف يوقعون بيان تضامن لإثبات نسب الطفلة.. ومحكمة الأسرة تنظر الاستئناف على القضية.. الأحد


«حق ديالا».. هاشتاج انتشر مثل النار فى الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعى، وداخل تجمعات الأوساط الثقافية والفنية خلال الأيام الأخيرة، ليكون أحد فصول قضية إثبات نسب، طرفاها المتصارعان فنان عالمى وصحفية شابة.

و«ديالا» اسم الطفلة التى تدور حولها قضية النسب، بين الفنان العالمى عادل السيوى، والصحفية سماح إبراهيم عبدالسلام، حيث ادعت الأخيرة أنها ابنة السيوى، وأنها أنجبتها منه بعد زواج عرفى، بينما أنكر الفنان الأمر برمته.

سماح: الفنان سرق عقد زواجنا العرفى من المنزل
القصة بدأت فى مايو ٢٠١٧، حينما نشرت سماح صورة لها برفقة ديالا، من داخل معرض الفنان عادل السيوى، الذى نظمه تحت عنوان «فى حضرة الحيوان»، حيث كانت الطفلة لم تكمل عامها الأول، ونشرت الصحفية الشابة، الصور على صفحتها بموقع «فيسبوك»، معلقة «ديالا عادل السيوى فى معرض والدها».

زوبعة كبيرة أثارتها الصورة والتعليق، حيث سارع السيوى بنفى الأمر خلال منشور على صفحته بـ«فيسبوك»، معلقًا «فتاة مجهولة تزعم الإنجاب منّى»، مشيرًا إلى أنه حرر ضدها محاضر فى قسم الشرطة، ووضع فيه أرقام عدد من المحاضر.

أخذت القصة فى تلك اللحظة منحى ومسارًا جديدًا، حيث سارعت الصحفية الشابة إلى ساحات القضاء، ورفعت دعوى قضائية تطالب بإثبات نسب ابنتها، ضد عادل السيوى، وبدأت الإعلان عن الكواليس المثيرة للزواج والولادة.

وذكرت سماح فى الدعوى أنها تزوجت السيوى عرفيًا، وأن الأخير سرق وثيقة الزواج من منزلها، مشيرة إلى أنها مرت بفترة عصيبة خلال الحمل، بسبب معاناتها من أمراض دفعتها للمكوث فى المستشفى لعدة أسابيع.

وكشفت سماح عن أنها سافرت مع السيوى لبيروت، ومكثا هناك فترة، ثم قررت أن تعود حتى تضع مولودها بأحد المستشفيات المصرية.
وقالت إنها عادت بعد عملية الولادة بعد أن استردت عافيتها إلى شقتها التى استأجرها لها السيوى فى الإسكندرية، حيث كان قد كلف ابن عمه بمراعاتها.
وأوضحت سماح أنها اضطرت للجوء إلى القضاء، بعد أن رفض زوجها الاعتراف بنسب طفلتها، والتنكر لها ولزواجه منها من الأساس، وطالبت خلال الدعوى بإجراء تحليل «DNA» للسيوى، من أجل إثبات صحة نسب طفلتها «ديالا».

وكتبت سماح على صفحتها بـ«فيسبوك»، «الـDNA بمصلحة الطب الشرعى شهادة لا تقبل التزوير.. شاهد عدل موثوق فى شهادته، وده مطلبى الأساسى من قضائنا العادل».
وفى ظل ذلك، نظرت محكمة الأسرة دعوى النسب التى رفعتها «سماح» فى القضية رقم ٩٠ لسنة ٢٠١٧، وقررت رفض الدعوى، لكن الصحفية الشابة استأنفت على الحكم، وحددت محكمة الأسرة بالتجمع الخامس، جلسة الأحد المقبل ١٥ يوليو، للبت فى الاستئناف.

محامى المتهم: لا نتهرب من تحليل الـDNA.. وقدمنا طلبًا بإجرائه للمحكمة
تعاطف الكثيرون من الفنانين والأدباء فى الوسط الثقافى مع الصحفية الشابة، مع اقتراب موعد البت فى الاستئناف، وطالبوا السيوى بإجراء تحليل DNA للتأكد من صحة ذلك النسب، من عدمه.
ودشن الصحفى مدحت صفوت، بيانًا عبر صفحته على «فيسبوك»، ووقع على البيان ما يزيد على ٣٠٠ شخصية تنتمى للأوساط الثقافية والصحفية فى مصر، من أجل إثبات نسب الطفلة «ديالا».
ودعا صفوت عبر البيان للوقوف ومساندة الصحفية سماح، من أجل إثبات نسب ابنتها، مشيرًا إلى ضرورة أن يستمر الضغط من جانب المثقفين على عادل السيوى، مطالبًا نادى المحامين بالانضمام إلى الحملة المطالبة بحسم نسب الطفلة.

وذكر البيان «أنه بعد مرور عام و٥ أشهر على قضية «ديالا» التى رفعتها الصحفية سماح لإثبات نسب طفلتها للفنان التشكيلى عادل السيوى، وعدم خضوعه لإجراء تحليل DNA فى المؤسسات التابعة للإشراف القضائى- لم يعد أمام المثقفين والكتاب والفنانين أن يقفوا مكتوفى الأيدى حيال أزمة تدفع ثمنها «رضيعة» فى مجتمع لا يزال يرزح تحت تقاليد بالية وأعراف تلوم الضحية، وتبرئ الجانى فى كثير من جوانبها.

وتابع البيان: «لم تعد خافيةً على أحد داخل الوسط الثقافى المماطلة التى يمارسها الفنان التشكيلى فى التهرب من الخضوع لإجراء التحليل العلمى القادر على حسم النزاع، استنادًا إلى أن الخضوع للتحليل من عدمه، سلطة تقديرية مخولة للقضاء، ومن حق الرجل رفض الخضوع للتحليل، وهو ما حدث فى الدرجة الأولى من التقاضى، التى انتهت برفض دعوة الأم بناء على مطلب السيوى».
وأضاف أنه من المقرر أن تعقد المحكمة أولى جلسات الاستئناف الأحد المقبل قائلًا: «نحن لا نقف فى صف طرف ضد آخر، ولا نُصدق جانبًا ونكذب الثانى، وإنما تملى علينا ضمائرنا أن نقف فى صف الطرف الأضعف، وهو «الطفلة ديالا»، والدفاع عن حقها فى اسم ونسب وهوية، ولا نتهم أحدًا بالتلفيق أو الكذب وإنما نطالب المتنازعين بالخضوع لإجراء التحليل وكشف الحقيقة، وأن يعلن السيوى للمحكمة قبوله إجراء التحليل والانضمام لطلب المُدعية».

وأكد الموقعون على البيان أنهم لا يتدخلون فى شأن لا يعنيهم، ولا تخصهم الحياة الشخصية للأفراد، ويؤمنون بحرية الجميع ما دامت مُورست فى إطار القانون واحترام حريات الآخرين، وإذ يعلنون مطلبهم بإعلان الفنان التشكيلى عادل السيوى أمام المحكمة طلبه للخضوع للطب الشرعى كـ«مطلب أصيل»، فإنهم لا يبتغون نتيجة معينة، ولا يسعون من ذلك إلا للحفاظ على حق طفلة فى إثبات صحة نسبها عبر الإجراء العلمى والقضائى السليم.

وكان من أبرز الموقعين على البيان، الكاتب الكبير إبراهيم عبدالمجيد، الدكتور خلف الميرى، الكاتبة سعاد سليمان، الكاتب أحمد زحام، الكاتبة هويدا صالح، الكاتب فتحى سليمان، الشاعر حسين القباحى، وغيرهم.

من جانبه، أصدر المحامى الحقوقى ناصر أمين، دفاع الفنان عادل السيوى، بيانًا ردًا على الحملة، واصفًا ما قيل بأنه «ادعاءات ومزاعم لا حقيقة لها»، مشيرًا إلى أنه تقدم بمذكرة فى ٢ يناير ٢٠١٨، طالب فيها بإحالة الدعوى إلى مصلحة الطب الشرعى، لإجراء تحليل البصمة الوراثية «DNA» رغم أن المحكمة لم ترغم موكله على ذلك.

وأضاف: «بناء على طلب الدكتور السيوى، بادرنا بتقديم هذا الطلب وإثباته فى محضر الجلسة، ويمكن لأى شخص الاطلاع على ملف الدعوى ومحاضر الجلسات للتيقن والاستيثاق من ذلك قبل ترديد أى مزاعم». وتابع: «التحليل يقطع ويتضح معه كذب الادعاء برفض الدكتور عادل السيوى المثول للطب الشرعى لإجراء تحليل «DNA» وعلى العكس من ذلك تمامًا فهو الذى أصر على تقديم طلب التحليل إلى المحكمة، لأنه يرغب فى إبراء ساحته بكل الطرق العلمية والشرعية والقضائية».

وناشد دفاع السيوى المهتمين بالأمر تحرى الدقة والصدق والحقيقة والموضوعية فيما ينشر أو يثار، ومراعاة أن اتساع دائرة التشهير والاتهامات يشكل ضررًا بالغًا، ليس على أطراف النزاع فقط، بل على الطفلة التى لا ذنب لها فى كل ما يدور الآن.
وقال عدد من المثقفين، إن سبب حملات التضامن مع الصحفية الشابة هو تضارب تصريحات السيوى، حيث وصفوا موقفه من القضية بالتغير، خاصة أنه أنكر معرفته بالمدعية على مرأى ومسمع من عشرات الأصدقاء والمثقفين، ووصفها بأنها سيدة مجهولة، ثم عاد وأكد معرفته بها، وأعلن عدم ممانعته فى إجراء التحليل حال طلبته المحكمة. وذكرت مصادر مطلعة على القضية، أن ذلك التضارب أثار الشكوك لدى الكثيرين، قائلًا: «من أين كانت سماح مجهولة فيما قبل، ثم الآن يؤكد أنه يعرفها ولا يمانع من التحليل».
وأوضحت المصادر أن «سماح» كانت مختصة بتغطية فعاليات ومعارض السيوى، وتجمعهما ألبومات صور عديدة.