رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسرار ثورة البابا تواضروس فى الكنيسة

البابا تواضروس وفرانسيس
البابا تواضروس وفرانسيس

5 سنوات قضاها البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، فى منصبه حتى الآن، شهدت حرصًا منه على التطوير والتجديد فى جميع المجالات الكنسية، رافعا شعار «يجدد كالنسر شبابك»، حتى لقبه الأقباط بـ«البابا المُجدِّد».

ومنذ توليه المنصب قرر البابا التعامل مع عدد من القضايا الشائكة، ومنها «الأحوال الشخصية» التى كانت أهم الملفات التى حرص بنفسه على التعاطى معها، وكذلك قضية التعامل مع الطوائف المسيحية الأخرى، إلى جانب التواصل الدائم مع شعب الكنيسة.

وطد العلاقة مع الفاتيكان.. وأنهى أزمة المتضررين من وصية «الطلاق لعلة الزنا»
عن التجديد، تحدث البابا «تواضروس» قائلا: إن الكنيسة منذ تأسيسها تقوم على نظام إدارى من مرحلة إلى مرحلة حسب معطيات الزمان الذى تتواجد فيه الكنيسة.

وأضاف البابا، فى مقالته الأخيرة بمجلة «الكرازة»: أنه «مع امتداد الكنيسة واتساع مجالاتها ونشاطها، احتاجت الكنيسة إلى تجديد فى النظام الإدارى، حسب المسئوليات التى تظهر لخدمتها»، لافتا إلى أن التجديد فى الكنيسة لضخ دماء جديدة.
وتابع البابا: «جرى تجديد لجنة سكرتارية المجمع المقدس، فى نموذج سلس للتغيير والتجديد الناعم، بروح المحبة الكاملة التى تسود أعضاء الهيئة العليا فى الكنيسة، وهى المجمع المقدس»، مشيرا إلى أنه على نفس الوتيرة من التجديد وضخ الدماء الجديدة وتكوين الخبرات وتأهيل للمسئوليات التى تحتاجها خدمة الكنيسة، جُددت آلية العمل فى المجلس الإكليريكى للأحوال الشخصية.
ولفت «تواضروس» إلى أنه من أجل تجديد العمل الإدارى بالكنيسة، افتتح معهدا جديدا، منذ عامين، فى العلوم الإدارية والتنموية، لتقديم دورات ودراسات للأساقفة والكهنة والرهبان والمكرسات والشمامسة والخدام والخادمات عن العمل الإدارى والتنظيمى.

وشدد على أن الجهد المبذول فى تطوير العمل الكنسى قائم على روح المحبة والأمانة والبعد عن الهوى الشخصى والذات والرؤية الضيقة أو الفكر النفسانى العقيم، مطالبا بأن يكون هذا محور دراسة وتأمل فى اجتماعات مجالس الكنائس ومجامع الكهنة واجتماعات الخدام فى سائر الكنائس والإيبارشيات. أول ملفات التجديد تمحور حول العلاقة مع الطوائف الأخرى، إذ ظلت الكنيسة الأرثوذكسية بعيدة عن الفاتيكان، فى العهود السابقة، حتى جاء البابا تواضروس الثانى، وشهد عهده مرحلة جديدة من العلاقات، خاصة مع الزيارة الأخيرة له إلى روما بعد تلبيته دعوة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، للمشاركة فى لقاء «الصلاة من أجل السلام بالشرق الأوسط»، الذى ألقى به بابا الأرثوذكسية كلمة باللغة العربية تحدث فيها عن العنف الذى يستهدف الأقليات بالشرق الأوسط.
وعقب يوم الصلاة من أجل الشرق الأوسط فى ثانى أيام زيارته لروما والفاتيكان، كانت للبابا تواضروس مبادرة هى الأولى أيضًا للكنيسة الأرثوذكسية، عندما ترأس أول قداس له بكنيسة كاثوليك فى بازيليك سان بول بروما، والتى تتواجد بها رفات القديسين مار بولس ومار بطرس الرسول، لتكون لافتة طيبة منه توطد علاقته مع الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية. ملف الأحوال الشخصية، كان الأهم للأقباط خلال الفترة الماضية، بعدما تضرر الآلاف لسنوات طويلة من وصية «الطلاق لعلة الزنا»، خاصة مع لائحة ٢٠٠٨ التى صدرت فى عهد الراحل البابا شنودة الثالث، والتى قصرت أسباب الطلاق عند الأقباط على بند واحد فقط هو «الطلاق لعلة الزنا».
وشهد عهد البابا تواضروس انفراجة فى أزمة متضررى الأحوال الشخصية، بعد مشروع قانون الأحوال الشخصية الموحد للأقباط، الذى وسَع من أسباب الطلاق وبطلان الزواج، وتضمن بنودًا أخرى تسمح بالطلاق مثل «الإدمان والإلحاد»، والتى من المقرر تطبيقها عقب إقرار القانون من جانب البرلمان خلال الفترة المقبلة.

نصّب أطباء نفسيين بالمجلس الإكليريكى.. ويعقد لقاءات دورية مع الشباب للرد على أسئلتهم
فى عهد البابا تواضروس أيضا، شهد المجلس الإكليريكى للأحوال الشخصية تغييرا كاملا لأعضائه، فأجرى «تواضروس» مؤخرًا تغييرا شاملا فى كل لجان المجلس الرئيسية والفرعية، وكان من أهمها تغيير رؤساء اللجان جميعهم.
وفى لافتة هى الأولى، تضمن قرار البابا تواضروس، بإعادة تشكيل المجالس الإكليريكية للأحوال الشخصية، تنصيب أطباء نفسيين ومستشارين قانونيين داخل المجالس.
وكشفت مصادر كنسية أن كل دائرة من دوائر المجالس الإكليريكية للأحوال الشخصية داخل وخارج مصر بها طبيب نفسى ومستشار قانونى وليس الأساقفة والكهنة فقط كما كانت الأوضاع سابقًا.

وقالت المصادر إن خطوة تنصيب الأطباء النفسيين داخل المجالس الإكليريكية، هدفها حل مشاكل الأحوال الشخصية من الجانب النفسى أيضًا، لافتة إلى أن هناك بعض الحالات من المتضررين التى يمكن حل مشاكلها بالعلاج النفسى قبل الشروع فى اتخاذ قرار الانفصال بين الزوجين.

وذكرت المصادر أن الأطباء النفسيين الذين تم اختيارهم ضمن أعضاء المجالس الإكليريكية جاء غالبيتهم من أعضاء معاهد المشورة الأرثوذكسية، والذين يُدرسون مناهج المشورة أيضًا للمقبلين على الزواج، وفقًا لقرار المجمع المقدس بضرورة اجتيازها حتى تتم الموافقة على إتمام مراسم الزواج الكنسى وفى إطار حرص «تواضروس» على التواصل الدائم مع الشعب القبطى عموما ومع الشباب خصوصا، دعا المركز الإعلامى جميع الشباب القبطى للقاءات دورية تجمع بين البابا والشباب للرد على أسئلتهم، لتكون مساحة للحوار مع شباب الكنيسة.
وبادر المركز الإعلامى للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الذى دُشن فى عهد «تواضروس»، بالدعوة إلى مبادرة جديدة تكون حلقة وصل للبابا مع الشعب القبطى وهى «أنت تسأل والبابا يجيب»، التى تقوم على مبدأ استقبال تساؤلات الشعب القبطى للبابا تواضروس، ليجيب عنها من خلال وسائل الإعلام القبطية، لتكون حلقة وصل مع شعبه القبطى فى جميع الأوقات.

واعتبارًا من أبريل الماضى، بدأ البابا تواضروس فى تقديم رسالة يومية يوجهها كعظة مختصرة وتدريب يومى، عبر الصفحة الرسمية للكنيسة على «فيسبوك»، من خلال فيديو مدته ٣٠ ثانية يوجهها للشعب القبطى.

ويعتبر البابا تواضروس صديقا للأطفال، إذ كرس لهم لقاء شهريًا يسرد لهم قصصا من الكتاب المقدس، وتتم ترجمة هذه القصص للأطفال إلى اللغة الإنجليزية، وهى القصص التى سبق عرضها على القنوات المسيحية، خلال الفترة الماضية. كما يجرى البابا تواضروس، منذ توليه رعاية الكنيسة، زيارات متكررة لدول المهجر، ليكون على تواصل دائم معهم.