رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المفتى: علماء المنهج الوسطي لم يقصروا في نشر صورة الإسلام الصحيح

الدكتور شوقي علام
الدكتور شوقي علام

قال فضيلة مفتى الجمهورية الدكتور شوقي علام "إن علماء المنهج الوسطي لم يقصروا في نشر صورة الإسلام الصحيح، ولم يألوا جهدا في الرد على هذه الأفكار الشاذة ومجابهتها بالعلم الصحيح والأدلة الناصعة".

جاء ذلك في كلمته الرئيسية أمام المؤتمر العالمى المنعقد حاليا بمدينة ماليه عاصمة جزر المالديف، تحت عنوان (نشر السلام ودور الفتوى في تعزيزه).

وأكد أن المجتمع العالمي يتحرق شوقا إلى الدور المهم للمؤسسات الدينية الوسطية في إزاحة شبح التطرف والإرهاب الجاثم فوق صدرها.

وأشار إلى أن فكر الإرهاب لم يترك مجتمعا من مجتمعات العالم إلا وبث سمومه وإرهابه فيه، فلا بديل للمسلمين عن المنهج الوسطي الذي تتبناه المؤسسات الدينية، وهو المنهج الأزهري الذي تتبناه دار الإفتاء المصرية وتعمل على نشره، وبناء أسس الإفتاء الصحيح عليه.

وقال المفتى "لكن الأمر قد تجاوز دور العلماء وقدراتهم، حيث تبنت هذه الجماعات الضالة، التي سخرت الفتوى في نشر الرعب والعنف والإرهاب، كيانات وأجهزة معادية للإسلام، وقد أمدوهم بكل الإمكانيات المادية فتخطى الأمر ساحة المواجهة الفكرية بالحكمة والموعظة الحسنة إلى ساحات القتال والاقتتال.. وقد قدم الجيش المصري إلى جانب الشرطة في هذا المضمار أروع ملاحم الفخر والبطولات في حماية الأوطان".

وشدد مفتي الجمهورية على أن الدور المهم الذي تلعبه الحكومات والمؤسسات السياسية والعسكرية بجانب المؤسسات الدينية، والتعاون الكامل بين الدول والمؤسسات في هذا الصدد، سيؤدي حتما إلى النجاح وإلى محاصرة هذا الفكر الظلامي المتطرف، ومحاصرة تلك الفتاوى التي ما أنزل الله بها من سلطان.

وفند المفتى مزاعم نشر الإسلام بقوة السيف، مشددا على أن الإسلام لم ينتشر إلا بالأخلاق المحمدية الحميدة.. متابعا "حيث ما كان لهذا الدين أن يحقق هذا الرسوخ والانتشار الواسع خارج نطاق الجزيرة العربية إلا بالدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة والمعاملة الطيبة والقدوة الصالحة، هكذا كان ديننا الحنيف، وهكذا كانت أخلاق رسول الله، التي شوهت تلك الجماعات الضالة سنته ودعوته بنشر الأكاذيب والممارسات والأفهام المغلوطة".

وأكد أنه من العقل والحكمة أن ندرك أنه لا سبيل البتة إلى نشر الأفكار والعقائد بقوة السيف، وقد قرر القرآن الكريم مبدأ أنه {لا إكراه في الدينِ قد تبين الرشد من الغي} [البقرة: 256]، ومبدأ الحرية في اختيار العقيدة التي يسير عليها كل إنسان بقناعاته الشخصية والعقلية {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليَكفر} [الكهف: 29].. فالإسلام دعوة سلمية في الدعوة إلى عقائدها ومبادئها وأحكامها وعلاقتها بالآخرين تقوم على المحبة والسلم، لا على العنف والإكراه.

واستطرد "من الأفكار الشاذة التي نشرتها هذه الجماعات وروجت لها أن العلاقة بين المسلم وغير المسلم تقوم على الكراهية والبغضاء والعداوة لمجرد اختلاف الدين والعقيدة، مع أن الله تعالى جعل هذا الاختلاف علة للتعارف والتعاون والتكامل بين أفراد الجنس البشري على اختلاف عقائدهم وألوانهم، فقال تعالى {يأَيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند اللَّه أتقَاكم} [الحجرات: 13]".

وأشار إلى أن ديننا الحنيف يدعونا معاشر المسلمين إلى أن نكون مشاعل نور وخير وهدى وسلم وأمان للبشرية أجمعين، وأن رسولنا الكريم كان يتعامل مع غير المسلم بيعا وشراء وقرضا واستقراضا وشركة ورهنا وإجارة، وكل هذه الأنشطة الحياتية ما كانت لتؤتي أثرها الإيجابي البناء إلا إذا كانت عن تراض ومحبة وتسامح وقلوب لا تعرف الشحناء والبغضاء إليها سبيلا.

واستطرد مفتي الجمهورية قائلًا: "عندما نرصد ونحلل هذه الأفكار، نعلم يقينًا أن الجهل بالإسلام وحقيقته وسماحته، كان سببًا أكيدًا في نشر هذه الأفكار الضالة، حيث كان مبدأ ضلال وشذوذ هذه الجماعات أنها لم تسلك سبل العلم التي ورثناها عن أسلافنا الصالحين، حيث بينوا لنا البدايات والنهايات، والوسائل والمقاصد، وعلوم الآلة وعلوم الغاية والعوائق والمشاكل التي تعترض طالب العلم وكيفية مواجهتها والتعامل معها على الوجه الذي ينتج عالمًا متكاملًا واسع الفهم بالدين والواقع والمآلات والمقاصد الشرعية المرعية.