رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عم رضا "العامل المنقذ".. جندى مجهول في حريق مستشفى الحسين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"وقت الحريق كنا في غرفة العمليات" بهذه الجملة بدأ أحد شهود العيان سرد حكاية عم رضا، في حريق مستشفي الحسين الجامعي، حيث كان الراوي مصاحبا لأحد المرضى، ويدعي إيهاب نور، مؤكدا أنه لولا جهود الدكاترة لأصبحت ضحايا الحادث عديدة.

يقول إيهاب: "وقت حدوث الحريق تم غلق باب العمليات الرئيسي عليهم، وقال أحد الدكاترة الذين كانوا يقومون بالعملية" الحالات متخدرة ولازم العمليات تكمل.. لأن أغلبهم جروحهم مفتوحة".

ووصف إيهاب شعوره قائًلا لـ"الدستور": الموضوع كان صعبا جدا لا يمكن وصفه، من الصعب إنك تصفين شعور مريض يصارع المرض ويتألم منه، بالإضافة لأنه بيشوف الموت ومش قادر يهرب".

يكمل إيهاب أن كثيرا من المرضي بدأوا يتحركون بصعوبة بعيدا عن أسرة المستشفي، في محاولة منهم للتنفس، فقد كادوا يختنقوا، بينما كان يوجد مرضي يسيرون على كراسي متحركة، وكان الدكاترة هم من يحملونهم خارج المستشفي، خاصة أن الحريق كان في 3 أدوار"

ويضيف: "الدخان كان مالي المكان وكل واحد بيحاول يسعف التاني.. ولم يتخل أحد عن أحد وكان الأطباء جنود هذا الحريق".
لكن بجوار محاولات الأطباء، كما يحكي إيهاب، كانت هناك بطولات للعمال والتمريض والطلاب لأنهم هم من أنقذ الناس حرفيا، على حد وصفه، في ظل تأخر المطافي والإنقاذ، وأخلوا مبنى كاملا بدون خساير بشرية ولا وفيات".

وقال إيهاب إن في وسط خنقة المرضي ووقوفهم علي حافة الموت دخل نواب القلب وحملوا أجهزة التنفس الصناعي ونزلوا بها على أكتافهم ووضعوها جنب المصابين بعد نقلهم،"كانوا كالنحل والله وأنقذوا مرضي كانوا علي بعد دقايق من الموت"

وتحدث إيهاب لـ"الدستور" عن "عم رضا" وهو أحد العمال المشهورين بالمستشفى، والذي يعرف بحسن الخلق ومساعدة جميع المرضي دون مقابل، فهو كما أطلقوا عليه "بطل الحريق".

يروي إيهاب أن "عم رضا" هو الذي كان يستقبل المرضى من داخل الحريق ليخرجهم من البوابة حتى يتم نقلهم لمستشفيات أخرى، مؤكدًا أنه كان سريع الحركة في هذا الوقت، وكان يستقبل المرضي من الداخل للخارج.

ويضيف أن صورة "عم رضا" كانت من أفضل إيجابيات الحريق، حيث إنه لم يتخل عن المرضي ولم يقل "يلا نفسي".